إسلام جاد يكتب: الخديوى والرئيس فى افتتاح قناة السويس

تلاقت مياه البحرين الأبيض والأحمر فى يوم 18 أغسطس 1869 معلنة انتهاء أعمال الحفر فى القناة السويس بعد أن استغرقت عشر سنوات واستخراج 74 مليون متر مكعب من الرمال فى عهد الخديوى إسماعيل الذى سافر إلى أوروبا فى 17 مايو 1869 لدعوة الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال السياسة والعلم والأدب والفن لحضور حفل افتتاح القناة .

بعد عودة الخديوى إسماعيل من أوروبا شيد قصرا فخما على شاطئ بحيرة التمساح من أجل رفاهية المدعوين و1200 خيمة لإقاماتهم، كما أحضر 500 طاه وخادم من فرنسا وإيطاليا، وأنشأ طريقا من القاهرة إلى أهرام الجيزة أتمه 10,000 عامل فى شهر واحد وأنشأ دارا للأوبرا.

فأما عن جوانب الحفل التى أظهرت مدى إسراف الخديوى بأموال المصريين، فقد أقيمت ثلاث منصات خشبية كبيرة على شاطئ البحر مكسوة بالحرير والديباج ومزينة بالأعلام ومفروشة بأثمن السجاجيد ونشرت فى أرجائها الرياحين والورود وصفت فيها الكراسى، فخصصت منصة الوسط للضيوف، خصصت المنصة اليمنى للعلماء المسلمين، فيما خصصت المنصة اليسرى لأحبار الدين المسيحى، ونصب على الشاطئ الآسيوى خيالة بورسعيد وعلى الشاطئ الإفريقى المظلات البديعة للجماهير المدعوين، الحفل الذى قالت عنه الإمبراطورة الفرنسية أوجينى (يا إلهى لم أر فى حياتى مثل ذلك).

أما عن احتفال قناة السويس الجديدة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فقد أعلن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، فى مؤتمر صحفى، أنه تم اختيار تحالف عالمى لتخطيط وتنفيذ حملة عالمية لتنظيم حفل الافتتاح، وأن شركة (WPP) هى الفائزة بالتحالف لتنظيم حفل الافتتاح بالتعاون مع هيئة قناة السويس، مؤكدا أن ميزانية الدولة لن تتحمل تكاليف الحفل، وأن مواصفات الحدث مصرى بنسبة 100% .

فيما قال ممثل شركة( WPP) بمصر، هانى شكرى فى مداخلة هاتفية مع برنامج «هنا العاصمة» على قناة (سى بى سى) أن تكلفة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة هو 30 مليون دولار، موضحًا أن الحكومة لن تتحمل أى أعباء، وإن المجال مفتوح لمشاركة المخلصين من أبناء الوطن فى الاحتفالية وأن التمويل سيكون من شركات مصرية وأجنبية فيما قد تم تحديد موعد الحفل فى 6 أغسطس المقبل
وأوضح الفريق مهاب مميش أن مشروع قناة السويس الجديدة يضم حزمة من المشروعات التنموية التى ستوفر أكثر من مليون فرصة عمل للشباب. وأشار إلى أن مشروع يضع مصر فى مكانها الطبيعى فى العالم ويعزز من قدرتها الاقتصادية، بما يعزز من قوتها فى المنطقة وعلى المستوى العالمى .