كم هى متعبة الحياة.. كم هى وعرة دروب العشق والهوى.. وكم هو مؤلم الحب وكم هى غابرة تلك الأيام بعد حب قاتل مزق فى القلب كل الأحلام الجميلة.. فعندما أنظر فى دوامة العمر العميقة التى ألقانى بها القدر وذابت فيها كل تفاصيل حياتى وغمرتنى الأحداث المتداخلة الواحدة تلو الأخرى حتى كادت أحلامى وطموحاتى تتوه وسط تلك الدوامة مابين صدمات وضربات القدر، ويتغير معها مسار أحلامى فى خضم محاولاتى الفاشلة لجمع فتات أيامى المتناثرة، أعود وأسأل نفسى لماذا نحب ونعشق؟ طالما تنتظرنا دوامة الفتك بأحلامنا حتى وأن كانت صغيرة، حتى وأن تنازلنا عن كل طموحاتنا وأكتفينا بمجرد لقاء، حتى ذلك أصبح مستحيلا.. فلماذا نحب وشبح الفراق يتربص بنا لماذا نحب والصمت مصير ينتظرنا.. فلقد أحببتك وكان حبك منارة تهدينى فى بحر أشواقى الهائج وكنت أشعر بك كوشم.. كندبة.. كقمر.. كخيبة أخرى فى نهاية الطريق.. كنت أشعر بك وبحبك وكنت أهمس فى صمت فلا يسمعنى غيرك وأصرخ فلا يشعر بى غيرك.. ولكن ماذا بعد؟
ماذا بعد أن صار الصوت أبكم والصراخ صمتا وتحطم جسر المشاعر ولم يعد الليل قادرًا على استيعاب أحلامنا والوشم بهتت ألوانه والمنارة انكسر ضوءها ولم أعد أراه.
وأعود واسأل لماذا لا يعلمونا فى المدارس كيف نحب حتى لا نفشل فى إختبار الحياة القاتل، لم يعلمونا فى المدرسة كيف تكون غنياً أو فقيراً لم يعلمونا كيف تنسى أنسان لم يعد يحبك .. لا يعلمونك كيف تكتشف زيف المشاعر، لا يعلمونك أى شىء يستحق المعرفة.. وتظل جاهلا وضريرا تتلمس الطريق حتى تموت .. فعندما تغرب شمس الآمانى ويخيم الليل على أحلامنا وتعيش القلوب فى وحدة موجعة ويصبح الأحباب أغرابا، عندما تتحول الأحلام إلى كوابيس.. ساعتها فقط سأجد الفرصة التى طالما انتظرتها طويلا وهى أن أقتل قلبى وأدفنه فى قبر ضيق بجوار حب لم يكتب له الحياة.. فنحن جاهلون ومتعبون وعاجزون عن قراءة كتابا باتت صفحاته مبهمة وسطوره مجرد طلاسم يغلفها السحر ونتوه كل مرة بين سحره وجهلنا.
أيها القريب الغريب لا تبدأ باحتفالات انتصارك على قلب متعب.. فأنا لم أسقط بعد...! لم تأت لحظة استسلامى أمام القدر، لازلت أقاوم الحياة حتى النزع الأخير، لازالت أناملى المنهكة قادرة على الإمساك بقلمى الأبيض ودفترى الحالك أحزانا وسوادا على طاولة عشقى ينتظر المزيد من سطور معاناتى فى حبك، وقهوتى وأحلامى وسجائرى وليلى القاسى هم أسلحتى لمواجهة نوبات الحنين إليك.. ولن ترى فى عيونى إلا السعادة التى لم أعرفها يوما إلا فى أمنياتى التى رحلت معك .
ورود
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حلمى سميه
قطور بلتاج غربيه
راءع وممتاذ واحساس عالى جد جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف
رائع كعادتك
عدد الردود 0
بواسطة:
راشد
لماذا لا يعلمونا فى المدارس كيف نحب
عدد الردود 0
بواسطة:
بقايا حطام
لحظة صراحة
عدد الردود 0
بواسطة:
سهام
قلم رائع
صدقت كلامك فعلا يلامس القلوب❤️