حــســــن زايــــــــد يكتب: الـقـطـة الانـقـــلابـيـة

الجمعة، 19 يونيو 2015 06:22 م
حــســــن زايــــــــد يكتب: الـقـطـة الانـقـــلابـيـة ميدان التحرير - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دأب الإخوان، ومن دار فى فلكهم، ولف لفهم، على إطلاق لفظ انقلاب على ثورة يونيو، باعتبار أن الجيش المصرى، قد انقض على السلطة فى مصر، على حين غرة منهم، وانتزع كرسى السلطة من بين أنيابهم، وأزاح عنه كبيرهم، وأطاح به من قصر الرئاسة، إلى غياهب السجن، ليكون أول رئيس جاء من السجن إلى القصر، إلى السجن فى عام واحد، ليسجل سبقًا فى الموضوع، وسبقًا فى الزمن، فخرج أنصاره من مكامنهم، يعقرون الناس فى الشوارع، بزعم أنهم انقلابيون، يدعمون سلطات الانقلاب، وتجرد هؤلاء الأنصار من كل معنى أخلاقى أقرته الأعراف الأرضية، أو تنزلت به الأديان السماوية، تجردوا من شرف الخصومة، وأخلاق الفرسان عند النزال، وتسربلوا بسرابيل الخسة والنذالة والتدنى عند مواجهة الخصوم.

وحولوا الخصومة من خصومة سياسية، قد يربح فيها الجميع، والخسارة فيها اليوم قد تعنى الربح غدًا، والعكس بالعكس صحيح، وأنه لا خسارة دائمة، ولا مكسب دائم فى المعارك السياسية، وحولوها إلى معركة وجود، معركة صفرية، حيث وجود أحد الطرفين حيًا يعنى موت الآخر بالضرورة، الغاية فيها تبرر الوسيلة، وتلبسها رداء الشرعية، من وجهة نظر من حط الأخلاق جانبًا، وجرى فى البرية جرى الوحوش الهائمة بحثًا عن فريسة، استباحوا القتل والحرق والذبح والتمزيق فى غفلة ممن يتوهمونهم خصوم، أو هم اعتبروهم كذلك، ليجدوا لأنفسهم مبررًا أخلاقيًا متوهمًا، بعيدًا عن دائرة العبثية والعدمية التى يدورون فى فلكها، إنهم أناس قد فقدوا البوصلة، حين قرروا مواجهة الشعب الذى سعوا إلى حكمه، فى أبنائه من الشرطة والجيش والمدنيين، باحثين عن شرعية مزعومة، جرى سرقتها بليل، المفترض أنهم قد اكتسبوها من هذا الشعب، الذى يقتلونه ويذبحونه، ويفجرونه، ليل نهار، وآخر ما تفتقت عنه عبقريتهم الإجرامية، ما حدث للقطة، وأحد أطقم الحراسة، أمام أحد البنوك، فى منطقة الدقى، محافظة الجيزة، فقد توقف أحد المجرمين، ممن تجردوا من كل شيء ومعنى، أمام طقم الحراسة، ويبدو من مظهره الصلاح والتقوى، وقد تدلت لحيته فوق صدره، على نحو يعطى الانطباع بالطيبة، والتدين، واقترب من أفراد الطاقم، وقد رسم على ملامحه علامات الرضا، والبشاشة، والسماح، ثم مد يده لهم بوجبة سمك طازجة، وهو يردد عبارات التعاطف معهم، والتقدير لمجهوداتهم، وما يتعرضون له من مشقة وتعب ومخاطر، والواقع أن هذا الحى من الأحياء الراقية، وقضية التعاطف مع أفراد من الطبقات الفقيرة، تلك التى تأتى من أماكنها للعمل به، من الأمور المعتادة، غير المستغربة، ولا تسترعى الانتباه، إلا أن أفراد الحراسة المستهدفين رفضوا أخذ السمك، تخوفًا، أو تعففًا، أو أن الله سلَّم، ورفضهم هذا لم يأت على هوى ذلك المجرم العتى العتيد الأثيم، فأمعن فى إصراره على أخذهم الوجبة، فلم يجدوا بدًا من أخذها، وبعد انصرافه، ألقوها لقطة كانت كامنة بجوارهم، متخيلين بذلك، أنهم قد أتحفوها بوجبة من السمك، لم تحظ بها فى حياتها، شمرت القطة عن ساعديها، ومسحت بلسانها على شاربها، وهى تظهر أنيابها المسنونة، كأنها تبتسم تعبيرًا عن الامتنان، لقاء هذا الصيد الوفير، وما أن تناولت القطة أول سمكة، ولاكتها بين أنيابها وضروسها، وابتلعتها، وقبل أن تستقر فى جوفها، حتى ماءت بصوت مكتوم، ثم خمدت أنفاسها إلى الأبد، وتمددت إلى جوار أفراد طاقم الحراسة، معلنة أنها نالت شرف كونها ضحية للإرهاب. وتبين أنها قطة انقلابية، من قطط هذه الأرض الطيبة، وأنها راحت غدرًا، ضحية للخسة، والنذالة، والانحطاط الأخلاقى. وقد أخطأ الإرهابى الهدف، وطاش سهمه، وخاب مسعاه، ولا أدرى أين موقعه من تلك المرأة التى دخلت النار فى هرة، حبستها، فلا هى أطعمتها، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض؟. فأين منظمات حقوق الإنسان؟. وأين منظمات حقوق الحيوان؟. أقيموا الأرض ولا تقعدوها، حتى تأخذوا لهذه القطة حقها المهدور، إن كنتم صادقين؟.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

م/عبدالستار

القطه هى الضحية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة