

عشش صغيرة
المنطقة تتكون من عشش صغيرة بمنطقة الورديان غرب الإسكندرية لا تتعدى مساحة الواحدة منها الـ 9 أمتار، تغطى هذه العشش أسقف خشبية متهالكة متساقطة بسبب مياه الأمطار وتبدو جدرانها متشققة، يعيش فى العشة الواحدة أسرة مكونة من 5 أفراد على أقل تقدير، يحاولون التعايش مع ظروف الحياة الصعبة وسط القمامة والحيوانات والحشرات، فهى مدينة الإسكندرية التى لا يعرفها أحد بعيداً عن شواطئها وطريق الكورنيش الساحر.

"اليوم السابع" فى كوم الملح
يطرق "اليوم السابع"، أبواب منطقة "كوم الملح" لمحاولة وضعها على خريطة اهتمام المسئولين، وذلك من خلال جولة تفقدية داخل تلك المساكن غير الآدمية، كما رصدتها الكاميرا.جلب المياه من المساجد
وقال صابر عبد النبى، 50 عاماً، يعيش مع زوجته وبناته الثلاث فى الحجرة الصغيرة بمنطقة كوم الملح منذ 15 عاماً، "عايش أنا وبناتى وزوجتى فى الأوضة الصغيرة وحايتنا بؤس بنجيب الميه فى جراكن من الجوامع عشان نستعملها فى البيوت لأن الحكومة منعت عننا الميه بسبب البناء العشوائى فى المنطقة". 

وأضاف الأب، "نفسنا فى عيشة أدمية بخدمات زى باقى الناس ونفتح الحنفية نلاقى ميه ونعيش بعيد عن القطط والكلاب والزبالة الموجودة فى كل حته حولينا، نفسنا نحس إننا بنى آدميين حقيقيين مع المسئولين بمحافظة الإسكندرية، والنبى توصلوا صوتنا لأى حد يقدر يهتم ويرفع عننا اللى إحنا فيه ده".
من جانبها، ندبت سيدة مصطفى ربة المنزل حظها للتواجد فى منطقة كهذه، قائلة: "أنا تزوجت فى الحجرة الصغيرة فى منزل مكون من طابقين ولكن بسبب انهيار المنزل وصدور قرار بإخلائه عام 2002 قررنا بناء حجرة صغيرة اسفل المنزل المهدد بالانهيار نعيش فيها مؤقتا لعجزنا عن دفع مبلغ 1100 جنيه"، مشيرة إلى أنها تعيش مع أطفالها الخمس فى نفس المكان واستعانت بمقعد طلاب متهالك لكى تفترشه ويصبح سرير لأحد أطفالها.


وأضافت: "أنا بسد الشروخ فى الحيطة بالكارتون عشان البرد ميتعبش البنات وفى الشتا ووقت الأمطار زوجى يفرش المشمع على سطح المنزل لكى يحمينا من دخول مياه الأمطار علينا ليلاً أو نقوم بعمل مجرى لجمع المياه ليلاً فى أوانى الطهى الكبيرة ويقوموا بإفراغها صباحاً".
المحافظة
واستنكر عزت عبد الحميد، الذى يبلغ من العمر 30 عاما الدعوات التى أطلقها المسئولين فى محافظة الإسكندرية مرارا لحل مشكلة كوم الملح، مؤكدا أن المحافظة قامت برصد عدد العائلات بمنطقة كوم الملح من 6 أشهر وأكدت للأهالى أن الاستجابة ستكون فى خلال أسبوع بعد عملية الرصد وسيتم نقلهم إلى مساكن المحافظة ولكن دون استجابة حتى الآن. 

وطالب عبد الحميد، بسرعة إنقاذ الأهالى بمنطقة كوم الملح قبل انهيار بعض العشش على الأهالى وتصبح كارثة جديدة تنتظرها مدينة الإسكندرية ويموت فيها العشرات من الأهالى الفقراء، قائلا: "ناس كتير بتقول على إسكندرية إنها عروس البحر المتوسط وميعرفوش إن فيه فقرا فيها مش لاقين حتة من فستان العروسة دى عشان تسترهم من شمس الصيف أو برد الشتا".














