مارينا فارس تكتب: أجنحة جبران المتكسرة

الخميس، 18 يونيو 2015 04:00 م
مارينا فارس تكتب: أجنحة جبران المتكسرة الأديب الكبير جبران خليل جبران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جبران خليل جبران، الأديب لبنانى الأصل، القادم من بلاد يزرعون فيها الأحلام، كل عمل أدبى له يعد دستورًا للحياة والحب.. كان لقائى الأول بجبران بين صفحات كتاب "الأجنحة المتكسرة".. إنها ليست صورة جمالية بل إننى أقول الحقيقة بدقة.. إننى قد قابلت جبران بين صفحات كتابه، قد رأيت وجهه بوضوح بين السطور وحول الكلمات.. سمعت صوته يهمس بكلماته الصادقة بين الفواصل. قرأته فى جلسة واحدة، ذلك الكتاب الذى يروى فيه قصة "سلمى"، يروى قصة روحين كسر أجنحتهما طمع المال والاستبداد.. لقاء روحين خارج نطاق الجسد. فمنذ اللقاء الأول بين سلمى وجبران قد بدأ حوار روحيهما وعلقت أقمارها بثيابه وقد شرب رشفتى عسل من عينيها واشتم بروحه عطر كفيها، ذلك العطر الذى تخلل مسام جسده فارتعشت بالحب كل خلاياه... فهل من مفر سوى إكمال الطريق؟!

إنها قصة جبران الأولى حين كان فى مطلع شبابه. إنها ليست القصة الأولى فحسب، إنها السعادة الأولى والوجع الأول، إنها خيبة الأمل الأولى والحلم الأول فى عالم لا يعترف بالأحلام كعملة نقدية ولا بالغيوم كوسيلة مواصلات! تلك القصة التى مرت به فحررت شيطان أشعاره فولدت الكنايات من ثنايا شجونه فى "تلك السنين التى تجىء بين الطفولة والشباب"... حيث قلبه طفل يتعلم أبجدية الحياة، يتعلم أداء فروض الحب ولكن عانده القدر فأعطاه الدرس الأول فى أوجاع القلب المتيم.. إنها قصته الأولى، أول الأوجاع والمسرات..

"فى تلك السنة شاهدت ملائكة السماء تنظر إلى من وراء أجفان امرأة جميلة، وفيها رأيت أبالسة الجحيم يضجون ويتراكضون فى صدر رجل مجرم"....

يقول جبران تلك الكلمات فى بداية قصته، تلك الكلمات كانت بمثابة جواز سفر أدخلنى إلى عالم جبران السحرى جدًا... عادة ما أقرأ كلمات جبران بقلبى.. وغالبا تسبقنى دموعى لتركض بين السطور وتبللنى دموعه التى يخبئها فى قلب ألفاظه... جبران يا أعز أصدقائى الذين لم أقابله يومًا، هل لى بتعويذتك لأنشر بها السعادة وسط الأموات، لألقيها على الليل الأسود فيبزخ الفجر راقصًا..

والآن كل ما عليك فعله أن تفتح كتابًا لجبران وتتركه يلقنك قوانين السعادة ويعلمك كيف تزرع الأحلام.. لن تمتلك سوى الاندهاش من حبه وتناغمه مع كل شىء فى الطبيعة... لن تستطيع كلماتى القليلة أن تحكى قصة ذلك الكتاب الرائع.. أنا فقط أدعوكم لقراءته.. أدعوكم إلى زيارة سحرية لعالم جبران الملىء بالأحلام والشجون ..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة