أحمد التايب يكتب: عندما يخطط الغوغائيون مستقبل الشعوب

الأربعاء، 17 يونيو 2015 08:00 ص
أحمد التايب يكتب: عندما يخطط الغوغائيون مستقبل الشعوب ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِى الله عَنْهُ قَال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَال: المَرْؤُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِى أَمْرِ العَامَّةِ.

الملاحظ لبرامج التوك شو خاصة والميديا الإعلامية سواء كانت مقروءة أو مرئية فيجد من يتكلم فى السياسة وهو لا يعلم شيئا عنها فلا دارس لها ولا خبير بها وكل ما يؤهله لهذا الكلام طريقة كلامه وسلوكه، ونجد من يتكلم فى الدين وهو لا يفقه شيئا، وكذلك نجد من يتكلم فى مستقبل البلاد والعباد ولا أهل له من هذا لكلام، فأصبح الممثل والراقصة، واللاعب يتكلمون فى الدين والسياسة، والصحفى يفتى ويحرم، وضيوف تظهر وضيوف تختفى، فهذا خبير إستراتيجى وهذا مفكر إسلامى، وهذا محلل سياسى، فيتكلمون فى سطحيات الأمور، والطامة الكبرى أن العامة يصدقون، وأصبحوا يحتلون عقول البشر، وتبوأ مقاعد العظماء والمشاهير، ويتم وصفهم بالنخبة، وغزوا ميادين العمل الاجتماعى، فى الوقت الذى ينزوى الأخيار عن الساحة، أو يفرض عليهم الإقصاء، ويصبح أهل الحقّ قابضين على الجمر، يُحارَبون من أقرب الناس إليهم، ولا يجدون على الحقّ أعوانا.

وتنقطع الجسور بين أولى العلم والبصيرة بدين الله، والغيرة على حرماته، وبين هؤلاء من أولى الظلم والقهر، الذين يمسكون بزمام الأمور، فلا يبقى بينهم إلاّ التنازع والصراع، الذى ربّما يخفت تارة، ويتأجّج تارة أخرى، وتكثر الخروق فى سفينة المجتمع وتتّسع، فلا يكاد أهل الحقّ يعالجون أمرًا حتّى تفجأهم أمور لا تخرج إلا من سفهاء تمغص القلوب وتنشر الضلال وتخيب الآمال، ولذا أصبحنا فى مجتمع تتناقض فيه الأشياء، ويتخبط فيه الناس، وتكثر فيه الفتن، ويعلوا فيه التافه، ويدفن فيه العالم، يقوده الجاهل، ويخطط له العاهر، ويحترم فيه الفاسد والناهب، ويصبح المال هو السيد، أيا كانت مصادره، ودوافعه، ولهذا وصل بنا الحال أن أصبحنا فى ذيل الأمم، ومستنقعات المجمتعات، والأمراض تنهش أجسادنا، والغلاء يُسم ظهورنا، والخيانة أسلوب حياتنا، والكذب منهاج بيننا، فلا تربية ولا مدارس، ولا صناعة ولا تجارة، وإنما عندنا الكثير من الدعارة والرذالة، فلا يوقر الكبير، ولا نعلم الصغير، الكل يغنى على مولاه كما يقولون أهلنا البسطاء، فضاعت التقاليد، واندثرت المبادئ، وانقرضت الرجولة.

فيا له من زمن القوى يدهس الضعيف، والتقى يقال عليه ضلالى، والخائن يقال عليه أمين، فالعيب يا إخواننا ليس فى زماننا وإنما فيما سمحنا نحن فى إيجاده من محدثات وبدع، فأرجو يا سيادة أن نلتفت إلى هذه الظاهرة حتى لا تتحكم تلك الرويبضة فى حياتنا، وتحدد مصيرنا فنكون أمام مستقبلا لا يعلم مداه إلا الله.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نايتي الجميلة

التزيييييييييف

رائعـــــــــــــــــــــة تسلم كلماتك واسلوبك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة