آمال رسلان تكتب: هل ترد الجامعة العربية على الناتو الذى حملها مسئولية الإرهاب فى ليبيا؟

الثلاثاء، 16 يونيو 2015 06:12 م
آمال رسلان تكتب: هل ترد الجامعة العربية على الناتو الذى حملها مسئولية الإرهاب فى ليبيا؟ الجامعة العربية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأول مره منذ ثلاث سنوات مرت على عمليات "الناتو" فى ليبيا يخرج المسئولون بالحلف عن صمتهم، ويتحدثون عن كواليس اتخاذ القرار، ولم يتردد المسئولون خلال اجتماعاتهم بالوفد الصحفى المصرى الذى زار بروكسل نهاية الأسبوع الماضى للحظة فى دفع الاتهامات العربية لهم، بأن تدخل قوات الحلفاء كان سببا فى الإرهاب .

اللافت ليس دفاعهم عن موقفهم فهذا أمر طبيعى وإنما الجديد هو تحميلهم الجامعة العربية لأول مرة مسئولية ما حدث نتيجة تقديرهم الخاطئ للأمر، وهذا ما كشفه المسئول عن العمليات بالشرق الأوسط بالحلف والذى روى لأول مرة تفاصيل مثيرة عن قرار التدخل فى ليبيا والتوصيات العربية التى وصلت لهم حول العمليات.

المسئول أكد أن الدول الـ28 الأعضاء فى حلف الأطلسى لم يكونوا مقتنعين بالتدخل فى ليبيا، وأنه كان هناك تخوف من اتهامات العرب للناتو بالتدخل فى ليبيا، وهو الأمر الذى دفعم لوضع 3 أسس للتدخل وكان أولها وجود طلب رسمى من المنظمة الإقليمية وهى الجامعة العربية، وأن يكون الهدف وقف قتل المدنيين وأن تتم الضربات على أساس قانونى بقرار من مجلس الأمن، وعندما توفرت الأسس الثلاث قام الناتو بالتدخل.

وقال المسئول إن الجامعة العربية أبلغت الحلف برفضها التام وجود سفن للناتو أو قوات على الأرض وطلبت أن يتم التعامل عن طريق الطيران فقط، ولأول مرة يكشف المسئول المختص أنه ذهب للقاهرة واجتمع بالمسئولين بالجامعة العربية لشرح ضرورة وجود قوات على الأرض لحفظ الأمن وجمع السلاح والسيطرة على الجماعات الإرهابية وكان الرد "انتوا ما تفهموش حاجة، والشعوب العربية لن تقبل بوجود قوات الناتو على أرض عربية."

وبالتالى فإن وفقا للرسالة التى صدرها حلف الناتو أنه قام بعمله الذى وُكل له فى ليبيا نصا وبناء على رغبة الجامعة العربية، إلا أن ما يحدث الآن من إرهاب هو نتيجة غياب التخطيط المناسب لما بعد عمليات الناتو ويتحمله الجانب العربى الذى رسم خطة ينقصها الرؤية المستقبلية.

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على عمليات الناتو فى ليبيا والنتائج الكارثية التى وصلت لها دولة عربية جارة لنا وأصبحت مرتعا للإرهاب تصدره للشرق والغرب من حق المواطن العربى أن يعلم حقيقة ما حدث، وبدلا من أن نستقى معلوماتنا من حلف الناتو الذى أزال عن عاتقه أى مسئولية لما حدث لا بد من الجامعة العربية أن تخرج عن صمتها وتروى تفاصيل ما حدث.

وكما أشار الناتو بأصابع الاتهام للجامعة العربية ومسئوليها وسوء تقديرها للموقف فمن الضرورى أن نستمع للجانب العربى سواء كان مدافعا عن نفسه أو متحملا المسئولية، أما الاستمرار فى الصمت سيلقى بالجامعة العربية فى بئر من الاتهامات لن يغفرها لها التاريخ على الحال الذى وصلت له ليبيا، فكما اتخذت الدول العربية قرارا بتدخل الناتو كان عليها دراسة الأمور جيدا، وإذا كانت لا ترغب فى وجود قوات أجنبية على أراضى عربية وهو حق لها فكان لابد من أن تضع خارطة طريق لما بعد ذلك حتى وإن لجأت إلى قوات عربية تحمى الدولة الليبية من السقوط .

ولكن تقديرى – كصحفية دبلوماسية كنت أغطى أخبار جامعة الدول العربية وقتها – أن القرار العربى لم يكن خالصا للدفاع عن ثورة الشعب الليبى وحقه فى الحرية والديمقراطية بل استغلته بعض الأنظمة العربية لتصفية حساباتها وخلافاتها مع معمر القذافى وعندما بلغت هدفها بسقوطه وقتله رفعت يدها وتركت الخراب يأكل الأخضر واليابس فى ليبيا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة