فى تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم العاشر من الشهر الجارى لفظ السيد معاش، كبير عائلة المعاشات، أنفاسه الأخيرة، وذلك أثناء سيره "مبحلقا مشدوها" من أول وحتى نهاية شارع أسواق اللحوم والطيور والأسماك والخضروات والفاكهة والبقالة. والمتوفى قريب ونسيب عائلات "محدودى الدخل ومعدومى الدخل، ومحزونى الدخل، ومنهوبى الدخل، وموكوسى الأمل"، ولقد تعددت التشخيصات الأولية المرئية للوفاة، فمنها أنها بسبب هبوط حاد فى القيمة الشرائية لمفرداته المالية القليلة العددية الورقية والمعدنية، ومنها أنها بسبب صدمة عنيفة قوية من انطلاق قطار الأسعار بسرعة دون توقف، فدهسه بلا رحمة مع غياب عاملى "الرقابة – المزلقان"، ولقد حضر أفراد عائلته الغلابة يلطمون جيوبهم، وعزفت أصوات أطفال الغلابة ترنيمة الوداع الأخير بألحان الآهات والدموع بإشراف الجوع، مايسترو الحاجة والعوز وتوزيع الفقر، وتخلف عن تشييع المؤسوف على عمره، الدكتور وزير التموين بسبب انشغاله وإصراره على تنفيذ التفرقة الجغرافية - العنصرية - فى توفير السلع الغذائية فى -الأماكن التلميعية- القاهرة وكبرى عواصم المحافظات، وبعض الأماكن المحظوظة الأخرى.
وصدر التقرير النهائى للوفاة بأنها حدثت نتيجة إسفكسيا الغرق فى ظلمات عدم تطبيق العدالة بتوفير السلع الغذائية بأسعار فى متناول كل الغلابة على مستوى مصر، وتم دفن السيد معاش فى مقبرة دموع كل أسر الغلابة قبل بداية شهر رمضان الكريم، ولا عزاء للتصريحات بكل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
ورقه وقلم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نايتي الجميلة
البقاء والدوام لله
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد عبد الكريم
صدمة السبعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد سعيد
دعاء فى رمضان