ومن جانبه، قال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد: "إن الوفد اليوم عليه أن يتحمل مسئوليته فى بناء مصر الجديدة، مصر سيادة القانون والحق والعدل، مصر العلم والعمل والإنتاج، مصر الأمن والسلام والاستقرار، مصر الرخاء والتنمية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، مصر الكبرى التى يستحقها المصريون بحكم تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم".
الوفد يخوض الانتخابات بمشروع وطنى وبرنامج انتخابى غير تقليدى
وأكد رئيس حزب الوفد، خلال كلمته بالمؤتمر الجماهيرى الحاشد للحزب، أن الوفد سوف يخوض الانتخابات بمشروع وطنى وبرنامج انتخابى غير تقليدى شامل يلبى طموحات المرحلة القادمة، مضيفا: "وسوف نخوض الانتخابات ونحن نعرف الكثير عن مشاكل مصر وهموم المصريين، كما نعلم أيضًا حجم التحديات والمخاطر الإقليمية والدولية وما يتعرض له الوطن من مؤامرات، وسيكون الوفد سندًا وظهيرًا للدولة المصرية وداعمًا لأمنها واستقرارها، ونحن نعلم جيدًا متى نحتاج إلى التوافق ووحدة الصف الوطنى والتماسك ومتى نعارض ومتى نختلف، ونعلم أيضا أننا نحتاج إلى ثورة فى التشريع نسابق بها الزمن دون عرقلة أو إعاقة أو مناوءة أو استعراض، كما نحتاج إلى قوانين هادئة ومستقرة لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية ودفع عجلة الإنتاج فى ظل اقتصاد حر ملتزم بتحقيق العدالة الاجتماعية وتقريب الفوارق بين الطبقات، وقوانين تحافظ على حقوق العمال من خلال بناء علاقات عمل متوازنة بين العمال وأصحاب الأعمال" .
وأضاف رئيس حزب الوفد قائلا: "نعاهدكم من هنا من محافظة الدقهلية وانطلاقًا من المسئولية الوطنية لحزب الوفد، أن أقدم مؤسسة سياسية فى مصر باعتباره الحزب الوحيد الذى يمتلك خبرة الحكم، كما يمتلك خبرة المعارضة، بأننا سوف نكون عند حسن ظن المصريين بنا فى تحمل المسئولية، وأننا سوف نواصل المسيرة التى بدأناها سويًا فى 25 يناير و30 يونيو، ونحن نضع فى اعتبارنا أن طريق البناء ملىء بالصعاب والتحديات، وأن أول الطريق هو خوض انتخابات مجلس النواب القادم بكل قوة آملين أن نحصل على التمثيل العادل الذى نستحقه"، مضيفا أن الوفد كان وسوف يظل صمام أمان للأمة كلها والأمين على ثوابتها الوطنية.
وتابع: "إحنا عايشين فى وسط الناس، ورغم الحصار السياسى والإدارى والأمنى الذى فرض على الوفد لمدة 30 سنة لم نغب يوما عن شعبنا، وكنا فى كل انتخابات فى طليعة المرشحين منذ عودة الوفد للحياة السياسية عام 1984، ولم نغب عن البرلمان سوى مرة واحدة عام 1990، وما عدا ذلك كنا فى المقدمة وحصلنا على 57 مقعدا فى مجلسى الشعب والشورى عام 2012، رغم سطوة المال وحدة الاستقطاب الدينى" .
نحتاج تشريعات تحقق المواطنة
وشدد الدكتور السيد البدوى، على أننا نحتاج إلى تشريعات تحقق المواطنة وتجرم التمييز بين المواطنين وتحمى وحدتنا الوطنية، مضيفا "عاوز أقول لكم إن سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، أصدر أول وثيقة للمواطنة فى تاريخ البشرية، حيث كانت أول وثيقة مكتوبة للمواطنة هى صحيفة المدينة، وكان فيها نص اعتبر المسلمين مع اليهود أمة واحدة، وأن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم".
وأضاف رئيس حزب الوفد: "الشيخ الشعراوى الله يرحمه، قال عن هذه الوثيقة إنها لم تترك صغيرة ولا كبيرة تؤدى إلى الألفة والمحبة والتعاون إلا ونص عليها وقررها"، وقال عليها أيضًا "إن اعتراف هذه الوثيقة بجماعة المختلفين ثم وصفهم بالأمة الواحدة يؤكد أن الألفة بين الجماعات على أرض واحدة هى حجر الأساس فى بناء الوطن ومصباح الطريق إلى مستقبل قوى عزيز لهذا الوطن".
وعن الوحدة الوطنية، قال البدوى: "إننى أؤكد أنها كانت وما زالت وستظل حجر الزاوية فى أمن وسلامة البلاد، وإذا كان حصول مصر على استقلالها فى 28 فبراير عام 1922 هو إحدى ثمار ثورة 1919، فإن الوحدة الوطنية هى أروع صورها، حيث توحدت الأمة وانصهر مسلموها ومسيحيوها فى بوتقة واحدة هى بوتقة الوطنية المصرية"، مضيفًا أن ثورة 1919 التى قال عنها غاندى "أنا ابن ثورة 1919 التى علمت الدنيا المعنى الحقيقى للوحدة الوطنية.. علمت الدنيا أن الوطن والوحدة الوطنية وجهان لعملة واحدة ونبض لعاطفة واحدة فلا وطن بلا وحده ولا وحدة بلا وطن".
وتابع: أذكر هنا عندما استقبل سعد زغلول وفدًا من الأقباط لكى ينضموا إلى الوفد المصرى عام 1918، سألوا سعد باشا ماذا لنا وماذا علينا فاستعار الأزهرى سعد زغلول، عبارة سيدنا رسول الله، والتى رد بها على أهل المدينة عندما هاجر إليهم ومعه مسلمو قريش سألوه ماذا لنا وماذا علينا فقال لهم: "لكم مالنا وعليكم ما علينا"، هذا كان رد سعد زغلول على وفد أقباط مصر وعلى رأسهم فخرى بك عبد النور.
نحتاج قوانين تنصف الفلاح المصرى
واستطرد رئيس حزب الوفد: "إننا نحتاج إلى قوانين تنصف الفلاح المصرى الذى ما زال يعانى حتى اليوم من ارتفاع أسعار الأسمدة وعدم وجودها، ويعانى من أعباء القروض وعدم قدرته على تسويق المحاصيل بأسعار تحقق له هامش ربح، ويعانى من نقص التقاوى، كما يعانى من الاستغلال وإهمال التنمية للريف المصرى، بالإضافة إلى تدنى الخدمات الصحية والتعليمية.
وأوضح رئيس حزب الوفد، أن الفلاح يعانى من عدم قدرته على الحصول على كوب ماء نظيف، ويعانى من مخاطر بيئية، مشددًا "نعم هذا الإهمال عمره أكثر من نصف قرن ولكن آن الأوان أن ينصف الفلاح المصرى الذى نوقن أن عزته وكرامته من عزة الاقتصاد المصرى ورفعته"، مضيفا أننا نحتاج إلى تشريعات تكفل لكل مواطن على أرض مصر رعاية صحية مجانية متكاملة تليق بأدميته وكرامته من خلال تأمين صحى اجتماعى شامل.
وقال الدكتور السيد البدوى، للحضور " أسمحوا لى باسمكم أن أوجه التهنئة بحلول شهر رمضان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، هذا الرجل الذى حمل روحه على كفه من أجل وطنه وإنحاز إلى إرادة الشعب منذ اليوم الأول لثورته فى 30 يونيو، فقد كان يعلم أن الجماعة التى حاولت اختطاف مصر لن تستسلم لإرادة الشعب، ويعلم أيضا ما استعدت به الجماعة من مقاتلين وأسلحة متقدمة لمواجهة ثورة الشعب، وهو ما كان من الممكن أن يؤدى إلى بحور من دماء المصريين، فهب الجيش وقائده لحماية المصريين وحماية ثورتهم".
وأضاف رئيس حزب الوفد، "إن السيسى كان يعلم مالم نكن نعلمه جميعا من مخططات إرهابية دموية طلب من الشعب يوم 3 يوليو، تفويضا لمواجهة العنف والإرهاب، فقد كان يعلم خطورة هؤلاء الإرهابيين ومدى قسوتهم وقدر تسليحهم بأسلحة لا تستخدم إلا فى المعارك العسكرية، وكان يعلم أنه على أبواب حرب وأن لهذه الحرب ضحايا من أبناء قواتنا المسلحة ومن أبناء الشرطة، وأيضا من المدنيين لهذا طلب التفويض، وأقول بلا مبالغة لقد استطاع رجال القوات المسلحة الأبطال ورجال الشرطة البواسل مدعومين بأجهزة معلوماتية سيادية فى مواجهة الإرهاب بكل احترافية وبطولة، وأن الإرهاب الآن فى النزع الأخير وأن نهايته قريبة أكاد أراها أمامى".
الله اختار السيسى من بين 90 مليون مصرى لحمل الأمانة
وفى ختام كلمته، قال السيد البدوى، "وختاما أقول للرئيس عبد الفتاح السيسى، لقد اختارك الله من بين 90 مليون مصرى لحمل الأمانة فى ظل تحديات ومخاطر لم تشهد لها البلاد مثيلاً من قبل، ولكن الله برحمته لم يتركك وحيدا فى مواجهة قدرك فأودع محبتك فى قلوب المصريين وكفى بمحبة ومساندة الشعب دعما وتأييدا فسر على بركة الله ولا تحزن، فإن الله معك فهو نعم المولى ونعم النصير ".
موضوعات متعلقة ..
- السيد البدوى: الله اختار "السيسى" من بين 90 مليون مصرى لحمل الأمانة