التقى، اليوم الاثنين، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بوفد لممثلين عن دول الاتحاد الأوروبى، يضم 27 سفيرًا، برئاسة السفير جيمس موران، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر.
وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب: إن العالم الآن أمام إرهاب جديد منظم يتمدد فى لمح البصر ويمول بالمال والسلاح، ويرتكب الأعمال الوحشية تحت ستار الدين، مؤكدًا أنه ليس صحيحًا ما يتردد فى الغرب من أن الحركات الإرهابية المسلحة حركات وُلدت من رحم الإسلام، وأن تعاليم هذا الدين هى التى صنعت داعش وغيرها من الحركات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، كما أنه ليس صحيحًا أن الإسلام هو المسئول عن هذا الإرهاب الأسود، ومما يؤسف له أن هذه السمعة الرديئة انتشرت سريعًا، ووجدتْ من يرحب بها، وانتهت إلى ظاهرة "الإسلاموفوبيا" التى لعبت ولا تزال تلعب دورًا بالغ السوء والخطر فى تغذية الصراع الحضارى بين الغرب والشرق، ومن أجل هذا ذهبنا إلى فلورنسا ولندن؛ لنظهر وجه الإسلام الحقيقى وتعاليمه السمحة وقبوله بالتعايش مع الآخر، ولنؤكد أن الإسلام –كدين- هو دين رحمة وسلام ينبذ العنف والإرهاب.
وأكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أنه يجب التعرف على الأسباب التى دفعت بعضًا من الشباب الأوروبى للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابى، ولا ننسى أن أوروبا فتحت الأبواب للشباب المتطرف العائد من بعض البلدان حين رفضت بلادهم استقبالهم، فاستقبلتهم أوروبا تحت داعى الحرية، مضيفًا أن الأزهر الشريف قد نبه منذ البداية على خطورة الحركات التى تدعى الإسلام وتحمل السلاح فى مواجهة الآخرين.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن الأزهر يقوم بتطوير مناهجه بما يتواءم مع مقتضيات الموقف الحالى، وإضافة ما من شأنه تحصين طلاب الأزهر من هذا الفكر الضال المنحرف، كما أن الأزهر بصدد افتتاح قناة عالمية باسم الأزهر تعنى بنشر الإسلام الصحيح، كما قام الأزهر بافتتاح مرصد إلكترونى بمختلف اللغات لرصد ما تقوم به داعش وما تبثه من أفكار حتى يمكن مواجهتها بالفكر الصحيح، كما أنه يقوم بعقد مؤتمرات دولية من أجل وضع أسس سلام بين جميع الشعوب، ولدينا برنامج قوى جدًا لإعادة تأهيل الوعاظ والأئمة، لكشف الحركات الإرهابية التى تتمسح بالإسلام، بالإضافة إلى بيت العائلة المصرى، الذى يقوده الأزهر مع الكنيسة القبطية وبالتعاون مع الكنائس الأخرى لمحاصرة الاحتقان الطائفى فى مصر، كما أن الأزهر يعد 15 قافلة سلام لإرسالها إلى أوروبا.
من جانبه، قال السفير جيمس موران، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر، إن الرأى العام الأوروبى يقدر دور الأزهر فى دعم الاستقرار والسلام العالمى كما يقدِّر رعاية الأزهر الشريف لقيم التسامح والعدل والرحمة فى مصر والعالم كله، موضحًا أن دول الاتحاد الأوروبى تحرص على إقامة علاقات وطيدة مع الأزهر الشريف باعتباره منارة الفكر المعتدل، كما يحرص على التعرف على رؤية الأزهر الشريف إزاء الأحداث الجارية على الساحة الدولية، وجهود الأزهر فى مواجهة الفكر المتشدد والتصدى للإرهاب الدولى.
وأشاد أعضاء سفراء الاتحاد الأوروبى بزيارة فضيلة الإمام الأكبر إلى فلورنسا ولندن، وأنها كانت ناجحة، مؤكدين أن الدول الأوروبية تشعر بالخطر من الإرهاب، وهو ما دفعهم للمجيء إلى الأزهر الشريف قلعة الوسطية وحصن الإسلام.
الإمام الأكبر للاتحاد الأوروبى: الإسلاموفوبيا خطر يغذى الصراع الحضارى
الإثنين، 15 يونيو 2015 03:57 م
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة