حذر العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى من أن المجتمع العالمى مهدد اليوم من قبل قوى عدوانية تستغل الاختلافات الدينية ، قائلا "إن هزيمة الإرهاب العالمى تتطلب نهجا شموليا يبدأ بمعالجة الظروف التى تستغلها الجماعات الإرهابية لتحقيق مآربها".
وقال العاهل الأردنى – فى خطابه أمام الجلسة الرئيسية للمؤتمر الخامس لقادة الأديان العالمية والتقليدية المنعقد فى العاصمة الكازاخية أستانا والذى وزعه الديوان الملكى الهاشمى على وسائل الإعلام بعمان – "لقد خاضت الأديان الكبرى فى فترات مختلفة معارك ضد هذا الشر ، وعلينا جميعا أن ندرك هذا الواقع ونواجهه".
وأضاف "نحن المسلمين نتعرض اليوم لهجوم وحشى من الخوارج الذين يشوهون ديننا لتبرير جرائمهم الفظيعة ولا يؤذى ديننا أو مشاعر المسلمين شيء أكثر مما تؤذيهم أفعال هذه العصابات المجرمة التى تؤجج الطائفية وتشعل الفتنة فى الأمة وتضلل الشباب وتغريهم بالتخلى عن مستقبلهم وهى تنشر العنف فى جميع أنحاء العالم"..مؤكدا على أن الإسلام يدين هذا العنف بالمطلق سواء استهدف المسلمين أو المسيحيين أو الأقليات الدينية.
وقال "إنه من المهم أن يفهم الجميع أن هذه العصابات لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من 5ر1 مليار من الرجال والنساء المسلمين الصالحين فى العالم ومع ذلك فإن قطرة من السم يمكن أن تسمم بئرا بأكمله"..مضيفا "إن هذه العصابات تمنح نفسها مطلق الحرية لتحريف كلام الله واستغلاله لتحقيق مآربها المنحرفة ولا ينبغى على أى مسلم الافتراض أن واجب مواجهة هذا الخطر منوط بالغير فهذه المعركة معركتنا نخوضها فى سبيل الدفاع عن ديننا وأمتنا".
وتابع "إن الغالبية العظمى من الناس فى عالمنا اليوم ينتمون لمجتمعات دينية حيث يشكل المسلمون والمسيحيون وحدهم أكثر من نصف سكان العالم ونعيش جنبا إلى جنب كمواطنين"..مؤكدا على أن الاقتصاد الذى يشمل الجميع أمر أساسى ولابد من التوسع فى تحقيق الازدهار وخلق الفرص لتشمل المجتمعات والمجموعات ضعيفة التحصين خصوصا الشباب.
وقال العاهل الأردني"إنه قبل عشر سنوات ، ارتأى الأردنيون ضرورة مخاطبة العالم ، فجاءت رسالة عمان لتبرز قيم الإسلام الحنيف ودعوته القائمة على احترام الآخرين ، والتعاطف والعدالة الاجتماعية والرحمة والتسامح والإجماع هذا هو نهج الإسلام ، وهذا هو نهج الأردن".
وشدد على ضرورة أن يكون هناك التزام دولى بتخفيف المعاناة فى مناطق الأزمات ودعم الحلول السياسية التى تعزز الوحدة الوطنية لبناء مستقبل مستقر ، فاللاجئون والدول المضيفة لهم بحاجة إلى دعم عالمى يبعث برسالة حاسمة مفادها أن المحتاجين والمحرومين من الناس لم يتركوا وحدهم "وأننا جميعا جيران نحسن إلى بعضنا البعض"..داعيا القادة الدينيين إلى ضرورة القيام بدور حاسم فى تبيان طريق الحق ووقاية العالم من شرور العنف والانقسام.
ويخصص المؤتمر الخامس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية هذا العام موضوعه حول حوار الزعماء الدينيين والسياسيين من أجل السلام والتنمية ، ومن بين المشاركين فى المؤتمر ممثلو مختلف أتباع الديانات والمنظمات الدولية الكبرى.
وقد انعقد المؤتمر الأول فى آستانا فى سبتمبر 2003 وشارك فيه العديد من الزعماء الدينيين وكبار الشخصيات من 13 دولة فى أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ، حيث يعقد مرة واحدة كل ثلاث سنوات.
ملك الأردن: قوى عدوانية تهدد المجتمع العالمى باستغلال الاختلافات الدينية
الخميس، 11 يونيو 2015 03:44 م