فهم الناس لا يأتى بالمعرفة والحصول على أكبر الدرجات العلمية أو التخصص فى العلوم الإنسانية أو بعدد السنين، التى قضاها الإنسان فى الحياة، وإنما يأتى من فهم الإنسان لذاته والاستجابات الداخلية من واقع ما يشاهده ويتفاعل معه، والخبرة التى تعلمها من الحياة لم تأت من فراغ وإنما من التعايش والوعى والإدراك بواقع من حوله فهناك صغار السن وعندما تتحدث معهم تدرك الحكمة والاتزان فى حديثهم.
الناجحون يدركون أدق تفاصيل الشىء، لأنهم على وعى مستمر بمردود الأشياء بداخلهم وهم على بصيرة بفهم دوافع الآخرين، ويدركون كيف يفكرون، لأنهم ينظرون إلى واقع حياتهم وبيئتهم القاسية بعين فاحصة، فتجدهم يسيرون بصدى الكلمات المحبة للحياة التى تعطيهم الثقة فى مواقف الحياة المختلفة، فيكون من السهل فهم الآخرين كونهم يدركون ويستشعرون أن ما يحدث معهم يحدث مع الآخرين وملاحظة الناس عن قرب واستشعار ما بداخلهم يقرب المسافات ويجعلهم يتفاهمون مردود الأشياء بشكل طبيعى.
الناجحون فى الحياة لهم قدرة على فهم الواقع وتقبله والانسجام والتناغم معه بعلاقات مودة ورحمة لأنهم أصحاب رسالات وإن لم تكن ظاهرة لك، لأنهم يدركون جيدا معنى الحياة، والحق والخير والجمال بداخلهم أقوى من أى عارض يعكر صفو حياتهم وأهدافهم، لأنهم ثابتون واثقون مدركون لأقوالهم وأفعالهم، ولديهم من الحلول العملية ما يجعلهم يتكيفون ويتعايشون مع الآخرين، لذلك تجد الأشياء غير المفهومة، والتى تبدو معقدة لدى البعض هم جديرون بحلها لأنهم صادقون ومحبون للحياة.
محاولة فهم الآخرين تحتاج توقيتات مناسبة وإلى صبر وروح قلب محبة لهم منخرطة فى الحياة وتحتاج إلى كفاءة وشجاعة فى مواجهة الصعوبات كوننا مختلفون فى الطباع والطريقة التى نحيا بها والطريقة التى نفهم بها العالم. يقول لاوتسو تاوتيه كينج: "المتعلم هو من عرف كثيرًا عن الآخرين، والذكى هو من فهم نفسه، والقوى هو من تحكم فى الآخرين، أما الأقوى فهو من امتلك زمام الأمور".
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة