شاهى طارق الخميسى يكتب: المجهول

الخميس، 11 يونيو 2015 08:08 م
شاهى طارق الخميسى يكتب: المجهول ورقة وقلم أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آدم.. كان شابا فى منتصف العشرينات خرج ليجلس على صخرة أمام منزله بمنتصف أعماق المحيط، جلس يتذكر كيف انتهى الحال بمدينته فى القاع.. كيف غرقت وكتب على كل من فيها العيش تحت الأنقاض كان يتذكر جيدًا أول يوم لاحظ فيه ارتفاع الأمواج العاتية وبداية غرق مدينته.. بداية الفيضان.

استمر انحدار المدينة تدريجيًا تحت الماء يوم بعد يوم كانت الأمواج ترتفع أكثر وكان هدير الرياح ينبأ بالقادم ولكن لم يكن أحد يهتم وأحيانًا.. لم يكن أحد يشعر.

عندما اكتمل غرق المدينة وانتهى بها الحال فى قاع المحيط لم يتأثر سكان المدينة كأن المدينة عندما غرقت بالتدريج جعلت حقيقة إنها غرقت أمر طبيعى ومسلم به.

ولكن أكثر ما كان يشغل أدم لماذا لا يحاول احد الصعود لما هذا الاستسلام العجيب الذى فُرض على الكل، كان يمتلك الكثير من الأفكار التى إذا نجح فى تنفيذها يمكنه الصعود.. يمكنهم جميعًا الصعود ولكن عندما كان يخبر الناس بها كانوا يتهمونه بالجنون، وكان ذلك على عكس ما يريد الاعتراف به يثير فى نفسه الشكوك.

كان يعيش فى حالة من الصراع النفسى المستمرة لا يعلم ماذا يفترض به أن يفعل فلم يكن يريد شيئًا أكثر من الصعود ولكن لا أحد يستطيع حمل مجتمعه كله على كتفه والصعود وكيف يترك كل شيء وهو لا يعلم ماذا سيجد فى الجهة الثانية.

كان المجهول أكثر ما يخيفه، فلم يمتلك الشجاعة يومًا ليصعد وحده ولم يكن يملك ما يكفى من القوة ليصعد بكل من حوله.. كان استسلامه أسهل.. أضمن...

انتهت حكاية آدم هنا.. ولكن يظل من أكثر التساؤلات تعقيدًا إن لم يكن أكثرهم على الإطلاق،
هل ستأتى الشجاعة يومًا لآدم ويصعد للمرة الأخيرة.. أم يستمر وجوده فى القاع؟؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة