بداية، لم يسمح لى بدخول غرفة التحكم وقيادة الطائرة أثناء الطيران، ودخلتها بعد الهبوط فى مطار بروكسل الجوى، وهى غرفة صغيرة تضم كرسيين أحدهما للكابتن والآخر للمساعد، ويجلس الكابتن على الكرسى بالجهة اليسرى بينما يجلس المساعد على اليمين وأمامها عدد من الخرائط الملاحية لخطوط السير فى الجو إضافة إلى مفاتيح التحكم فى المحركات الأساسية للطائرة.
الناس تستغرب قيادة سيدة للطائرة
السؤال الأول للكابتن طيار دلال أسامة: "هو ليه الناس بتستغرب من أن سيدة تقود الطيارة؟"، وكانت إجابتها فى غاية الصراحة، وقالت: "أنا عايزة أقولك إنه حصلى مواقف مضحكة ومختلفة عن قيادتى للطيارة لدرجة أن الناس ما بتصدقش وبطاقتى الشخصية مثلا مكتوب فيها قائد طيارة طراز ثقيل، ولو أى حد شاف البطاقة ما بيعرفش إيه يعنى اللى مكتوب فى البطاقة، لكن الشعب المصرى معذور علشان ثقافته عن الطائرات تحديدا محدودة شوية ".
قلت لها :"طيب ، وكام كابتن طيار من السيدات متواجد فى مصر ؟"، فردت :" العدد مش كتير، للأسف، يعنى مثلا شركة مصر للطيران فيها 4 كابتن من السيدات و5 مساعدات "، وهنا تحديدا وبعد إجابة السؤال، قاطعتها: " وهل أنتِ أقدمهن وأكثرهن خبرة "، فأجابت: "لا أنا مش أكثر خبرة، فيه أفضل منى، وعالم قيادة الطائرات من السيدات المصريات فيه أسماء مهمة مثل كاميليا مسعود وعزيزة محرم ".
تمكين السيدات من خوض التجربة
على الرغم من الكابتن طيار دلال أسامة لم تبد أى علامات فرحة لإجراء الحوار الصحفى معها، وكأن الأمر عادى، إلا أن أغلب طاقم الطائرة كان يتابع الحوار المسجل بالصوت والصورة، بل أن أحدهم كان يعقب على هامش الحوار وأثنى عليه لتمكين عدد أكبر من السيدات لخوض تلك التجربة فى المستقبل، وهنا سلكت طريقا آخر فى الحوار، وبدأت أتحدث معها عن الجانب الإنسانى للمرأة وما إذا كان ينعكس بالسلب على قيادة الطائرة، فقلت لها: "ما هى أخطر موقف تعرضتِ له؟"، فردت موقف الجزائر، حيث كنا فى رحلة للجزائر وكانت السحب كثيفة والظروف الجوية مضطربة، قاطعتها :" يعنى حضرتك كنت قلقانة وكده وخايفة"، فردت بكل حسم:" لا لا لا ..إحنا ما بنقلقش وما بتتوترش.. شغلنا ما فيهوش توتر ".الطائرة 380 الأير باص
سألتها أيضا عن كيفية التوازن بين الأسرة وأيهما تفضل "المنزل أم غرفة القيادة؟"، وكانت إجابتها:" الحياة الأسرية بالأساس مبنية على التوازن، والحمد لله بعرف أعمل دا دلوقتى، وبقدر أنظم وقتى كويس "، قاطعتها: طيب وأحلامك إيه فى المستقبل ؟"، فأجابت نفسى مصر للطيران تبقى كبيرة، قاطعتها مرة ثانية: "أقصد أحلام الشخصية" فقالت :" والله أحلامى الشخصية إن مصر للطيران تجيب الطيارة الـ 380 الأير باص والطائرات الحديثة ونعمل حاجة حلوة بقى ".والكابتن دلال أسامة تجيب عن الأحلام تحديدا، وعن حلم مصر للطيران، شعرت بأنه حقا تتمنى الخير لـ"مصر للطيران" وليس لها، لكنى حاولت أن أضغط عليها بشكل مختلف فى محاولة لمعرفة ما إذا كانت الإجابات نظرية من قبيل "الإجابات العامة" أم حقا تريد ذلك، فقلت لها :" طيب وحضرتك كنتى مع اللائحة الجديدة الخاصة بالطيران واللى فيها فلوس كتير وكده "، وكانت إجابتها :" على فكرة إحنا بنحب مصر للطيران واللائحة مافيهاش أمور مالية ، دى كانت تنظيمية إدارية ، وبنتمنى الخير والله لمصر للطيران ".
السؤال الأخير لها كان :" لفيتى دول كتير، وشوفتى بلاد كتير من فوق، بتحبى البلاد دى ولا مصر أكتر " ، وكانت الإجابة: بحب مصر أكتر ، مصر مختلفة بناسها، فقاطعتها: طيب سفرك كل أسبوع بتحسى فيه بالغربة ولا أصبح شغل عادى:" فقالت: أشعر بالغربة لو السفر طال ولكن لو ليوم واحد بيكون شغل عادى ".
أنهيت الحوار بشغف عن معرفة أفضل رحلة جوية تحب قيادتها، وكانت الإجابة :" بحب رحلة المدينة المنورة، وبأشعر براحة مختلفة لما الطيارة بتبقى فوق المدينة ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة