نصر سليمان محمد يكتب:إعلام الأفكار الشاذة وحديث صادم

الإثنين، 01 يونيو 2015 12:01 ص
نصر سليمان محمد يكتب:إعلام الأفكار الشاذة وحديث صادم إيناس الدغيدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتدت منذ عهدا ليس بالقصير ألا أندهش من خبر أو فعل أيا كانت غرابته.. خاصة بعدما أصبح المجتمع المصرى يعج بمختلف التيارات والأفكار التى تباعدت المسافات بينها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. غير أنى هذه الأيام خالفت هذه العادة بعد أن أصبحت استيقظ كل صباح على أخبار تحمل من الغرابة والاستفزاز ما يثير التعجب على الحال الذى آل إليه مجتمعنا الشرقى المحافظ .

دعونى لا أخوض فى أحداث جسام وقضايا كبرى أصبحت محل انقسام وصارت محل خلافات وتشنجات بين مؤيد ومعارض.. ولكنى أسوق بعض الأخبار المستفزة التى أثارت الجدل فى الآونة الأخيرة وانقسم حولها المجتمع بين مؤيد ومدافع عن حرية الرأى وآخر معارض بشدة لهذه الآراء الشاذة على مجتمعنا والتى باتت تجد لها مرتعا خصبا ومؤيدين يقفون لها ويدافعون عنها وكأن الحرية أصبحت مرادفا للابتذال والفسق.. وما أعنيه فى حديثى هو ما نشر مؤخرا على لسان مخرجة سينمائية تخصصت فى أفلام الأغراء وقد خرجت علينا منذ عدة أيام تنادى بضرورة ممارسة الجنس خارج نطاق العلاقة الشرعية.. مدعية عدم حرمانية ذلك.. بل وزادت الطين بلة بتطاولها على الذات الإلهية وادعائها مخاطبة الله سبحانه وتعالى بل وشكوى الأنبياء لأنها لا تصدقهم والعياذ بالله.. أنا هنا لا أتكلم عن المخالفة الدينية أو الرأى الشرعى فهذا ليس مجال حديثنا ولا يعنينى الشخوص.. لكنى أردت أن أسلط الضوء على ما وصل إليه حال مجتمعنا والأفكار التى بدأت تجد رواجا وتأييدا بين شريحة كبيرة من المجتمع خاصة بعد غياب القدوة الدينية واهتزاز صورة مشايخنا الكبار بل ودخولهم فى مصيدة "السبوبة "من مناظرات ومشاحنات مع راقصات ومدعيات على الفضائيات وتعرضهم للتجريح والهجوم مما أضعف من مكانتهم وقلل من شأنهم وانعدمت الثقة فى أحاديثهم بعدما باتت الأقوال تختلف عن الأفعال.

واللوم الكبير هنا يقع على وسائل الإعلام المقروء منها والمسموع لانسياقها خلف هذه الفئة الضالة ممن يشوهون المجتمع بآراء شاذة وأفكارا مستوردة وراقصات "الكليبات" الفاضحة.. وقضاياهن وحياتهن الخاصة وفضائحهن التى أصبحت أعمدة أساسية فى الصحف.. ويهرول خلفها المحررون.. فهذا الاهتمام الإعلامى الغير مسبوق بهذه الأخبار الفجة التى تزيد من توزيع صحفهم وتوسع رقعة قرائهم بصرف النظر عن الرسالة المنوطين بها والتى يبدوا أنها توارت خلف الفضائح الجنسية وأخبار العهر التى ملأت الصفحات وتسيدت البرامج الفضائية .

فقد لعب الإعلام دورا سلبيا بتسليطه الضوء على هذه السلبيات والأفكار المبتذلة وغير ذلك مما كان له أكبر الأثر على تفسخ روابط المجتمع المصرى وهدم الهوية الفكرية لدرجة الترسيخ فى الأذهان أن مجتمعنا بات بؤرة للفساد والانحلال.. وأصبحنا نترحم على الأخلاق والمبادئ التى تربينا عليها وحاولنا أن نغرسها فى أولادنا اللذين باتوا يستقوا أفكارهم وأرائهم من هؤلاء اللذين يدعون المعرفة وحمل منارة التنوير بأفكارهم الغربية وأرائهم الفاسدة، خاصة أن ذلك قد تزامن مع إهمالنا تسليط الضوء على كل ماهو ايجابى من أفكار وعلوم وآداب.. وتخلينا عن أصحابها ليجوبوا بها الطرقات أو يتركوها حبيسة أدراج مكاتبهم .

لقد أعددت لكتابة مقال صادم.. غير أن الصدمة الحقيقية هى تلك الأخبار والأفكار والفضائح التى باتت تملئ حياتنا.. فهذه اشد صدمة من أى كلمات يمكن أن تسطر أو حديثا يكتب.. فقد زُلزل مجتمعنا زلزالا شديدا جراء هذه الأفكار وشوشت عقول شبابنا ونزعت هوية أجيال قادمة وصارت نسخاً وخيالا تحركه الأهواء والأفكار الشاذة.. ويبدو أن هذه الزلزلة قد أوردتنا مرحلة أعادة تكوين.. لا أدرى ربما ينتج عنها مجتمعا أكثر عقلانية ورصانة.. أولا قدر الله مجتمعا سائر إلى الضياع بأفكار مستحدثة وقيما مستوردة وأخلاقا ذهبت أدراج الريح .





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

بحر

كل الاحترام لايناس الدغيدى والى الأمام

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري عاشق لمصر

الزاني والزانية

عدد الردود 0

بواسطة:

د. مصطفي عفيفي

تحت الميكرسكوب

عدد الردود 0

بواسطة:

قارئة

الى الكاتب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة