كابتن وجدان أحمد عزمى يكتب: البوم والغربان فى حديقة الأورمان

الإثنين، 01 يونيو 2015 08:04 م
كابتن وجدان أحمد عزمى يكتب: البوم والغربان فى حديقة الأورمان حديقة الأورمان - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلى حديقة الأورمان لأجدد نشاطى لعل ذلك يكون فيه الشفاء من الجو الملوث المحيط بنا .. وليتنى ما ذهبت فقد وجدت الصدمة والرعب وبكيت على حال الحديقة التى كانت قبلة الأحبة وكرمة العشاق .. والتى طالما رأيناها فى أفلام الزمن الجميل وكلمة أورمان كلمة تركية تعنى الغابة أو الأحراش وإذا عدنا إلى الوراء نجد أن الحديقة أنشئت عام 1875 فى عهد الخديوى إسماعيل لإمداد القصور الخديوية بالزهور والنباتات التى تم جلبها من أوروبا وصممها مهندسون فرنسيون على مساحة 95 فدانا، كان هذا فى الزمن الجميل أما فى زمننا التعيس فقد تقلصت المساحة إلى 28 فدانا وتم إلحاقها بوزارة الزراعة، لذلك تدهورت أحوالها فقد رأيت جداول المياه الرقراقة أصابها العفن والوهن والخمول وورد النيل يسد مجاريها والرائحة الكريهة تنفرك منها.

وفى الحديقة فى الناحية القبلية ناحية كلية الهندسة رأيت القمامة تلا عاليا ينافس الهرم فى الارتفاع وليس فى الشموخ فى غياب الصناديق ويبدو أن جمعها شهرى وليس يومى، أما الكبارى الخشبية التراثية فالصيانة غائبة عنها فالألوان باهتة لا تدرى هل هى بنى أم سوداء .. وقد رأيت برجولا خشبية رائعة مهجورة ومنعزلة لكنها كالكبارى فى الحديقة باهتة الألوان وليس لها إستخدام سوى التصوير بجوارها .. وقد صادف زيارتى إقامة معرض زهور الربيع فى الحديقة الذى ينتهى نهاية مايو 2015 ودخلت بالسيارة والمؤسف أنى لم أجد مكانا للركن إلا على الحشائش وكذلك الزوار .. فالمعرض هذا العام غاية فى الفقر فالمشاتل الكبرى غائبة والأسعار مرتفعة والتنظيم سيئ للغاية فالحارات لا تكفى سوى لمرور سيارة واحدة وزاد الطين بلة أن العارضين سدوا حارات الحديقة بمعروضاتهم (انتظرت نصف ساعة كاملة حتى تفرغ السيارة النصف نقل الواقفة أمامى الشتلات) .. ورغم اتساع الحديقة فقد حشروا المعرض فى تلك المساحة المحدودة.

وإذا اضطررت للذهاب إلى دورة المياه تجد المفاجأة المخزية حمامات حديقة الأورمان التاريخية بدون أحواض والأبواب بدون زجاج والمخلفات على الأرض وكانت الدهشة الكبرى عندما وجدت أن الحديقة تحولت إلى مخزن فقد وجدت عربة نقل قديمة يعلوها التراب وعليها بادج النسر الشهير مكتوب عليها وزارة الزراعة كأن الحديقة مقر لكهنة الوزارة .. وقد تعجبت من أن الحديقة فى القرن الواحد وعشرين مازالت تعتمد على الخراطيم فى الرى رغم أن أسلوب الرى بالتنقيط وصل إلى حدائق المنازل الصغيرة والعجيب أن بعد فض اعتصام النهضة سمعنا فيضا من تصريحات رئيس الوزراء ومحافظ الجيزة السابق عن رصد الملايين لتطوير الحديقة كان هذا منذ سنتين وإذا ذهبت الآن من حقك أن تسأل .. أين ذهبت تلك الملايين؟ وما يصيبك بالإحباط أن وزارة الزراعة بشحمها ولحمها تقع مع الحديقة فى ميدان واحد هو ميدان الدقى والمسافة بينهما محطة أو توبيس .. فماذا ينتظر الوزير لنجدة الحديقة المنكوبة .. هل لا يملك ثمن التذكرة؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة