
صورة للكنيسة من الخارج
"اليوم السابع"، قضت تلك الذكرى بين جنبات الكنيسة التاريخية، التى تمتلئ بخطاوى المسيح نورًا وخيرًا وعطرًا وبركة، فى بداية زيارتنا استقبلنا ناصف فراش الكنيسة وحامل مفاتيحها، وأشار لنا بيده لندخل المغارة، وهى المكان الذى يضم البئر الأثرى ويطلق عليه "المحمة" نسبة إلى الاستحمام بعدما حمت السيدة العذراء الطفل يسوع المسيح وغسلت ملابسه فى البئر الموجودة حتى اليوم فى قلب الكنيسة، نزلنا زقاق ضيق وسلالم خشبية، كانت صور العذراء تزين المشهد، تحوطها الشموع من كل اتجاه، تؤدى سيدة صلاوتها أمامها، تدعو لأولادها وتطلب من العذراء لهم النجاح والخير، تتذكر السيدة جارة لها مريضة، تدعو لها بالشفاء وتضئ لها الشموع وهى ترتل آيات من الانجيل بصوت خفيض.
السيدة العذراء
الكنيسة تأسست فى القرن الثانى عشر الميلادى، وكان من تقاليد الآباء البطاركة، أن يقيم البطريرك بها قداس يوم 21 طوبة بالتاريخ القبطي، وهو يوم وفاة السيدة العذراء، وقد ذكرت كنيسة مسطرد بالكثير من كتب التاريخ الكنسى، وكان لها مكانة عظيمة بين الكنائس القديمة على مر العصور، حتى إنها كانت تابعة للكرسى البابوى فى القدس حتى سنة 1925، وذلك وفقًا لما ذكرته مراجع تؤرخ لتاريخ الكنيسة، بل كان الكثيرون من الذين يزورون القدس يكملون زيارتهم المقدسة بزيارة هذه الكنيسة.

ناصف يمسح بيديه لوحة أمام المذبح
ويواصل ناصف فراش الكنيسة حديثه عنها، فيقول أن الناس يأتون لزيارتها من كل حدب وصوب طلبًا للشفاء والبركة وطرد الأرواح الشريرة.

فى الطريق إلى البئر
ويدخل رجل يطلب البركة لوالدته المريضة، يمنحه ناصف أكياس بلاستيكية فارغة، يملأها الرجل بالماء الذى خصصت له الكنيسة صنابير حول البئر، تشفى المرضى وتعطى البركة لمن يطلبها.
ميلاد المسيح
البئر مستطيل الشكل جزؤه الأسفل قديم، مبنى على الطراز البيزنطى ذو القباب ومحاط بالحوائط السميكة، والجزء العلوى تم تجديده وبنائه أواخر القرن التاسع عشر الميلادى فى عهد البابا كيرلس الخامس وجددته الكنيسة سنة 2000 بمناسبة الاحتفال بمرور ألفى سنة على ميلاد المسيح، ويحيط بالبئر فناءان كبيران، كما أن البئر نفسه مغطى بمفرش رسم عليه لوحة للمسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار بعد وصولهم إلى مصر، وتعم روائح البخور حوله فى كل مكان، ويشير ناصف إلى أن المراجع الكنيسة تؤكد أن البئر لم تكن موجودة فى هذا المكان قبل زيارة المسيح، بل أن الرب يسوع استنبعها لتحل البركة هنا.

سيدة تنير الشموع للعذراء
من البئر إلى الكنيسة، يفتح ناصف أبوابها، تتكون من مبنى أساسى وفيه صحن الكنيسة الذى يضم الهياكل والمغارة والبئر، وتضم الكنيسة ثلاثة هياكل، الأوسط برسم العذراء وله حامل أيقونات أثري، ويعلوه أربعة صور لأربعة ملائكة تتوسطهم العذراء وهى تحمل الطفل يسوع، وأربع صور للإنجيلين، والهيكل القبلى برسم مارجرجس، والبحرى برسم يوحنا المعمدان، مع حامل أيقونات على كل منهما ويعلوها مجموعة من الصور تصور رحلة الآلام والقيامة من خميس العهد إلى الصعود، ويعلو الثانى صور لتلاميذ المسيح وحوارييه تتوسطهم صورة للمسيح وعلى يمينه السيدة العذراء وعلى يساره يوحنا تلميذ المسيح.

حول بئر المسيح
وتضم الكنيسة، العديد من الصور الأثرية النادرة، يقول ناصف فراش الكنيسة، إنها ترجع للقرن السادس عشر الميلادى من بينها صور القديسة دميانة، والأربعين شهيد.

سيدة تأخذ ماء مبارك من فراش الكنيسة
القس شاروبيم ميلاد كاهن الكنيسة، يقول فى هذه الذكرى، أن مصر تباركت بزيارة المسيح لها ومروره فوق أرضها، فحفظها الله ورعاها من كل المحن، مستشهدًا على ذلك بقوله من الإنجيل "مبارك شعب مصر".

تصلى فى قلب الكنيسة
ويضيف الكاهن لـ"اليوم السابع"، فى ذكرى دخول المسيح مصر نتذكر أنه أرسى السلام والمحبة فى مصر وبارك هذا الشعب وهو ما أكد عليه القرآن بقوله "ادخلوها بسلام آمنين".

صورة للمذبح من الداخل
واختتم الكاهن قائلًا: نرفع لمصر كفوف الدعاء فى كل صلاة حتى يرفع عنها المحن، وتتجاوز أزمتها وتعبر إلى بر الأمان.

الفراش يغلق أبواب الكنيسة

محررة اليوم السابع مع الكاهن شاروبيم