مرسى شخصية مثيرة للانقسام وإعدامه يمثل مصيرا صادما
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على مصير الرئيس الأسبق محمد مرسى، وما إذا كان الاستنئاف ضد حكم الإعدام الصادر بحقه سيتم قبوله أم سيرفض وينفذ فيه الحكم.
وقالت الصحيفة إنه لو تم تنفيذ حكم الإعدام فى النهاية، سيصبح مرسى أول رئيس سابق يتم إعدامه منذ إعدام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين عام 2006، وهو مصير صادم لرجل أصبح قبل أقل من ثلاث سنوات أول رئيس مصرى يصل للمنصب عبر انتخابات حرة.
وتتابع الصحيفة قائلة إن معرفة كيفية وصول مرسى إلى هذا الحضيض تعتمد عمن تسأله، فأنصاره يقولون إنه كان محتوما منذ البداية، فعندما تمت الإطاحة بحسنى مبارك عام 2011، ظل نظامه سليما إلى حد كبير، وكان قادرا على تقويض خلفه المنتخب منذ لحظة انتخابه.
ونقلت الجارديان عن أحمد الخوفى، المسئول الإخوانى قوله إن الصراع كان حتميا.. ويعد الخوفى واحدا من أكثر من 100 رجل يصدر بحقهم حكم بالإعدام إلى جانب مرسى بتهمة التآمر مع حماس للحرب من السجون خلال ثورة يناير، وهو الآن هارب، ويضيف الخوفى قائلا، إنه كان حتميا أن يكون هناك صدام بين من يصفهم بأنصار الثورة الذين يطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والنظام الذى حكم مصر على مدار عقود.
غير أن من كانوا رفاق مرسى فى تلك الثورة، وهم اليساريون والليبراليون والمعتدلون الذين انضموا فيما بعد لـ"حلفاء مبارك" فى المطالبة برحيل مرسى، لديهم رؤية مختلفة، ويقولون إن مرسى بدلا من أن يحافظ على علاقة ناجحة مع الفصائل الثورية الأخرى، قام سريعا بتنفيرهم وعمل فقط لصالح الإخوان المسلمين.
ونقلت الجارديان عن عبد المنعم أبو الفتوح، الإخوانى السابق الذى خاض سباق الرئاسة ضد مرسى عام 2012، قوله إن الإخوان كان لديهم درجة من الغباء السياسى، فاعتقدوا أن بإمكانهم حماية أنفسهم من مؤامرة نظام مبارك من خلال تنظيمهم فقط، وكانوا متعجرفين، لكن من المستحيل فى أعقاب أى ثورة أن يحميك أى أحد سوى أصحاب الثورة، وهو الشعب.
وتمضى الصحيفة فى القول إن مرسى قدم مبادرات عقب توليه الرئاسة، مثل إلقائه خطابا بميدان التحرير، إلا أنه كان فى حاجة لأكثر من ذلك لحماية الوحدة، فقد فاز بالانتخابات، لكن لم يفز بغيرها، وكثير ممن صوتوا له فى جولة الإعادة فعلوا ذلك ليس عن قناعة، ولكن لأنهم رأوا أنه أفضل من معارضه فى الجولة الأخيرة، لكن بدلا من أن يبقى الجميع فى صفه، كان مرسى يعتبر مثيرا للانقسام ولم ينفتح إلا لأفكار الإسلاميين وكان ولاءه للإخوان المسلمين فقط، وفى احتفالات أكتوبر، دعا الرجل الذى أدين باغتيال السادات للمشاركة، وكانت دلك لافتة استفزازية للغاية لم تهدئ المخاوف بأن انتخاب مرسى كان بداية لمزيد من التشدد فى مصر.
وأكدت الجارديان أن إصدار الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012 كان الحدث الذى غير مصيره، وأدى إلى احتجاجات دموية بين أنصار الإخوان من جانب واليساريين والليبراليين من جانب آخر خارج القصر الرئاسى، ويقول محمد أبو الغار، رئيس الحزب الاجتماعى الديمقراطى، إن تلك كانت اللحظة التى أدرك فيها أن مرسى لن يستمر، ويقول أبو الغار إنه فى اليوم السابق لصدور الإعلان الدستورى، كان يشارك فى محادثات استمرت خمس ساعات مع الرئيس والقادة السياسيين الآخرين بهدف تقرير ما يمكن فعله بشأن الدستور، وكانت المحادثات واعدة واتفقوا على مواصلة المناقشات فى اليوم التالى لكن هذا لم يحدث أبدا.
روبرت فيسك: العالم يهتم بآثار تدمر أكثر من إعدام سكانها
قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك إنه يتعجب من اهتمام العالم بشكل كبير باستيلاء داعش على مدينة تدمر السورية الآثرية، فى الوقت الذى كانت تغطية إعدام داعش لعدد يتراوح بين مائتى وأربعمائة رجل وسيدة وطفل فى المدينة أقل بكثير.
وانتقد فيسك فى مقاله اليوم بصحيفة الإندبندنت البريطانية تغطية هيئة الإذاعة البريطانية، لهذا الشأن وقال إن "بى بى سى" عرضت تقريرا موجزا عن عمليات القتل، ومنها لأطفال، ثم تبعته بتقرير أطول عن مخاطر يواجهها نوع نادر من الطيور فى تدمر.
من ناحية أخرى، قال فيسك إن التخريب الثقافى الذى تقوم به داعش هو جزء من التعصب الإيديولوجى للتنظيم، إلا أنه يستخدم أيضا للتغطية على بيع الآثار فى السوق السوداء، وينقل الكاتب عن عالم الآثار اللبنانى جوان فارشخ، قوله إن كلما زادت التهديدات التى تواجه الآثار، زادت فرص المافيا فى الفوز بها.
مسيحيو لبنان يدمرون أنفسهم بالخلاف حول الرئيس
تابعت الصحيفة استمرار أزمة الرئاسة فى لبنان حيث لا يزال المنصب شاغرا منذ أكثر من عام، مشيرة إلى أن لبنان البلد الوحيد فى الشرق الأوسط التى تشترط أن يكون الرئيس مسيحيا.
وتحذر الصحيفة البريطانية، الاثنين، أن بالنظر إلى وضع المسيحيين الذى يزداد هشاشة فى منطقة الشام، إذ أنهم يقعون فى مرمى النيران الطائفية للصراع الملتهب بين الجهاديين السنة والمحور الشيعى المدعوم من إيران، على امتداد بيروت وحتى بغداد، فإن استمرار الفوضى بشأن انتخاب الرئيس يعنى دمارا ذاتيا، فضلا عن أهمية الأمر لتماسك ذلك البلد الهش.
وتشير إلى أن ذلك البلد الذى عانى غياب رؤساء ورؤساء وزراء من قبل، نتيجة للاغتيالات، نادرا ما كان قادرا على إجراء انتخابات فى موعدها.
وتلخص الصحيفة أزمة الرئاسة فى لبنان، وتقول إن القادة شبه العسكريين السابقين، الذين ينتمون للطائفة المارونية، والمتحالفون مع الكتلة السنية برئاسة سعد الحريرى، رئيس الوزراء السابق، يرفضون الطموحات الرئاسية للعماد ميشيل عون، قائد الجيش السابق والذى يشببه مؤيديوه بالزعيم الفرنسى شارل ديجول، ذلك بسبب تحالفه مع حزب الله الشيعى.
وتحذر الفايننشيال تايمز أن حالة الفوضى المسيحية فى لبنان حول الرئاسة، التى تشكل منبع الشرعية السياسية لهم ومنارة للمسيحيين العرب أمام التهديدات التى يواجهونها فى أنحاء المنطقة، هو تدمير للذات. ونقلت عن دبلوماسى أوروبى على إطلاع بشئون المنطقة قوله: "أعتقد أنهم يقومون بانتحار جماعى، إنهم ببساطة يرفضون المصالحة فيما بينهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة