أكد مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية، أن هدم المساجد وتفجيرها حرام شرعًا، ولا يصدر إلا عن فئة مجرمة لا تراعى حرمة ولا قدسية، لقول الله تعالى [ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ] .
جاء ذلك فى أعقاب قيام تنظيم مشقى القاعدة داعش بتفجير أكبر مساجد ناحية بادوش غربى الموصل بالعراق، مبررًا جريمته بوجود مقابر داخله.
وأشار المرصد فى بيان له أن ما تذرع به القائمون بهذا التفجير من أن هذه المساجد تحتوى على قبور يجب إزالتها هو تذرع ينم عن جهل بالشريعة الإسلامية، ومقاصدها وتطرف فكرى وأيديولوجى يحول بينهم وبين فهم النصوص الشرعية على وجهها الصحيح.
وأكد مرصد الإفتاء أن بيوت الله من شعائره التى يجب أن تعظّم، مصداقًا لقوله تعالى {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}، مؤكدة أنه لا ظلم يفوق ظلم من منع ذكر الله فى المساجد وسعى فى خرابها وهدمها، وانتهاك حرمات المساجد، أو التعدى على إقامة ذكر الله فيها، فقال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْى وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
وأشار المرصد إلى أنه قد رُوى عن النبى -صلى الله عليه وسلم -الكثير من الأحاديث عن فضل المساجد وقدسيتها، ومنها ما روى الشيخان فى صحيحيهما أن عثمان بن عفان - رضى الله عنه - قال- سمعت النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا - قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ يَبْتَغِى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ - بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِى الْجَنَّةِ)، ما روى أبو هريرة أنه - عليه الصلاة والسلام - قال (أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا) .
ولفت مرصد دار الإفتاء النظر إلى أن القول بأن المساجد التى تحتوى على قبور يجب أن تهدم أو تفجر يعنى أن أوّل مسجد يجب أن يفجر – حسب عقيدتهم - هو مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذى يضم قبره الشريف، وهذا ما لا ولن يقره أحد من المسلمين من مجتهديهم وعامتهم، بل هو مخالف لما عليه إجماع الأمة من زمن الصحابة الكرام إلى يومنا هذا.
وشدد مرصد الإفتاء أن ما يثار مِن أن الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة الأولياء والصالحين هى صلاة باطلة فقولٌ مبتدَع لا سَنَد له، بل الصلاة فى هذه المساجد صحيحة ومشروعة، وذلك بالأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسُّنَّة وفعل المسلمين سلفًا وخلفًا، والقول بتحريمها أو بطلانها قولٌ باطل لا يُلتَفَتُ إليه ولا يُعَوَّلُ عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة