المآسى التى يتعرض لها الشعب السورى الشقيق كل يوم، تُوجعُ أفئدة العرب وأفئدة الإنسانية بأثرها، جراء هذا الإرهاب الغاشم المتمثل فى داعش وبعض المعارضين الذين ليسوا بالشرفاء والذين يُمولون من الخارج من أجل زيادة حدة التوتر فى بلادهم فضلاً عن القتل الذى لا يعرفوا سواه فى حل أزمتهم.
والكل يسمع ويُشاهد الأزمة التى تتفاقم يوماً تلو الآخر، وسط لا مبالاة من المجتمع الدولى سوى بالكلمات المعروفة ‘‘ندعو لوقف القتال’’، والكل يترقب ما الذى ستُفاجئنا به الأيام القادمة من خبايا ومؤامرات تُدبر للشعب السورى والمنطقة وسط مخططات التقسيم التى تُنشر خرائطها فى صحف العالم، آمِلَ المعتدى أن يصبح حبر هذه الخرائط حدوداً على أرض الواقع!!!
والحل فى سوريا بدأه العرب بالفعل، وأخذوا السعى بخطوات جادة وثابتة فى تكوين القوة العربية المشتركة التى تُدافع عن العرب، وتمنع تصدير الإرهاب للعالم بأثره من خلال دحره فى الأماكن التى مُوّلَ فيها لينمو زاهقاً لأرواح الأبرياء ومُنكلاً بأسمى معانى الإنسانية ومُتوعداً العالم بالذبح وقطع الرقاب.
ومعروفٌ أن لداعش جماعات إرهابية فى ليبيا تحذوا حذوهم وتُبايعهم وتعمل لصالحهم، وبتطهير ليبيا من هذا الإرهاب الغاشم من خلال القوة العربية المشتركة هنا فقط نكون قد قطعنا يد إرهاب داعش فى ليبيا وفى نفس الوقت طهرنا ليبيا وأرضها من هذه الجراثيم التى تعيث فيها الفساد، وتكون بذالك الجبهة الغربية للوطن العربى أصبحت مؤمنة التأمين المناسب لتتحرك عجلة الاقتصاد به مرة أخرى وينعم شعبها وتتأمن حدوده.
وبالبنظر للجبهة الجنوبية للوطن العربى والمتمثلة فى أمن دول الخليج والمنطقة، ونقصد هنا ونخص اليمن وشعبها وما يُلاقيه من إرهاب جماعات الحوثين التى تُرهب هذا الشعب الآمن وتقفز على الشرعية بالعنوة والقوة وفرض الأمر الواقع بل امتد سفهُها لتروع أمن المملكة العربية السعودية من خلال توجيه ضربات لمدينة ‘‘نجران’’ التى تقع فى جنوب السعودية، وهو تهديد واضح وصريح للمملكة، وهنا يجب لازاماً على القوة العربية المشتركة التدخل السريع لدحر الإرهاب الحوثى وتطهير اليمن من هذه الجراثيم التى تعيث فيه فساداً.
بدحر الإرهاب فى ليبيا تكون الجبهة الغربية للعرب أصبحت مؤمنة، وبدحر الإرهاب فى اليمن تكون الجبهة الجنوبية للعرب أصبحت مؤمنة، ودحرا الإرهابين بليبيا واليمن سينعكس على الأزمة السورية ــ وسيُرهبُ إرهابها ــ دون التدخل الفعلى فيها، وستتوجه قوى العرب وتتوحد نحو الشمال الشرقى للمنطقة لتندثر مخططات التقسيم وتصبح مجرد حكايات نحكيها لأجيالنا القادمة ليأخذوا العبرة ويفتخرون بعروبتهم وكيف أنقذ العرب الإنسانية من هؤلاء؟
محمد صبرى درويش يكتب: حل الأزمة السورية يبدأ من اليمن وليبيا
الجمعة، 08 مايو 2015 06:00 م