صابر حسين خليل يكتب: التكافل المرضى

الجمعة، 08 مايو 2015 10:15 ص
صابر حسين خليل يكتب: التكافل المرضى مستشفى حكومى به مرضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان يلهث وراء لقمة العيش ليلا ونهارا، يلملم جنيهات قليلة لسد احتياجات أسرته بقدر ما يستطيع.

ظل لسنوات صامداً حتى أسقطه المرض واستنفد كل ما كان يدخره للزمن، حطم المرض الجدار الذى احتمت وراءه العائلة لسنوات. دخل فى دوامة العلاج، قرر الأطباء أنه فى حاجة لعملية جراحية، لم يجد تكاليفها الباهظة.

هو الآن فى انتظار يد تمتد له ولغيره ممن لا يجدون تكاليف علاجهم، التكافل المرضى يعد صورة من صور التكافل الاجتماعى.

عندما يعجز المريض عن إيجاد تكاليف علاجه ويجد نفسه عاجزاً عن مواصلة الحياة وللتكافل المرضى عدة صور:
الصور الأولى: وهى العلاج فى المستشفيات الحكومية والعلاج على نفقة الدولة، وهو أساس التكافل المرضى، فمن أهم واجبات الحكومة توفير العلاج لغير القادرين، فإن قامت الحكومة بدورها خير قيام قلت معاناة المواطن المصرى.

ورغم الملاحظات الكثيرة على المستشفيات والقطاع الطبى الحكومى إلا أن هناك علامات مضيئة مثل القصر العينى ومعهد ناصر للأورام ومركز الكلى بالمنصورة، وغيرها من المعاهد الأكاديمية التى تقدم خدمة متميزة للمرضى.

وحتى تكتمل صورة هذا القطاع العملاق لابد للحكومة من القضاء على التسيب والاستهتار فى جميع المستشفيات التابعة لها وتوفير الأطباء وطاقم التمريض وتحديث المعدات الطبية وتوفير العلاج، وذلك حتى تقدم خدمة متميزة للمواطن.

الصورة الثانية: التأمين الصحى الذى يستطيع توفير العلاج اللازم للمواطن، وذلك بالتوسع فى نظامه لتشمل مظلته جميع المواطنين: أطفال ما قبل المدرسة، الطلبة فى مختلف مراحل التعليم، العمال والموظفين، أصحاب الحرف الحرة والمزارعين. ويلزم لهذا لتوسع توفير مستشفيات للتأمين الصحى على أحدث النظم الطبية، وتوفير العلاج اللازم.

ومنظومة الـتأمين الصحى تحتاج للكثير من الجهود لتقوم بالدور المنوط بها.

الصورة الثالثة: المستشفيات المتخصصة التى تبنى بالجهود الذاتية، والتى تخدم غير القادرين وعلى رأس هذه المستشفيات تأتى مستشفى أورام الأطفال التى تعد من أعظم المشروعات التى أقيمت بالجهود الذاتية. وكم نحن فى حاجة لعشرات المستشفيات مثلها ليس فى القاهرة وحدها بل فى جميع أرجاء مصر وخاصة منطقة الصعيد التى يتكبد مرضاه معناة شديدة فى التردد على مستشفيات العاصمة.

ومصر مليئة برجال الأعمال الذين يستطيعون القيام بمثل هذا الدور، ولتكن البداية فتح باب التبرع لبناء مستشفى لأورام الأطفال فى الصعيد.

الصورة الرابعة: ومن صور التكافل المرضى ما يقوم به بعض الأطباء بتخصيص جزء من وقتهم لعلاج غير القادرين سواء بالكشف أو إجراء العمليات الجراحية، كما أن بعض الأطباء يقوم بفتح عيادة له فى الأحياء الفقيرة وفى الأغلب تكون فى مسقط رأسه. ويعتبر هذا نوع من الزكاة التى تجب على الطبيب، فزكاة الطب هو معالجة الفقراء. وهذا الدور الإنسانى للطبيب ينبع من مهنته الإنسانية التى تقوم فى الأساس على تخفيف معاناة البشر.

الصورة الخامسة: أن يتكفل أحد الأغنياء بعلاج مريض أو أكثر سواء بالدواء وإن لزم الأمر تحمل نفقات العملية الجراحية، أيها القادر لتكن زكاتك عن صحتك أن تكفل مريضا تعبر به إلى بر الأمان.

أكفل مريضا بقدر استطاعتك، فهناك مرض يحتاج لعشرات الجنيهات وهناك آخر يحتاج لآلاف الجنيهات، بقدر استطاعتك أكفل مريضاً.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة