الجيش الباكستانى يتهم الهند فى بيان رسمى بدعم الإرهاب

اتهم الجيش الباكستانى وكالة المخابرات الهندية الرئيسية بدعم الإرهاب فى باكستان فى انتقاد علنى نادر قد يزيد التوتر بين الخصمين النووين.

وصدر الاتهام بعد اجتماع لكبار القادة العسكريين فى مقر الجيش بمدينة روالبندى أمس الثلاثاء لمناقشة حملة على المتشددين فى شمال غرب باكستان وقضايا أمنية أخرى.

وقال الجيش فى بيان "اعتبر المؤتمر تورط جناح البحث والتحليل (الهندي) فى اذكاء الإرهاب فى باكستان أمرا خطيرا" فى إشارة إلى الذراع الخارجية للمخابرات الهندية.

وعلى الرغم من أن ضباط الجيش الباكستانى يتهمون الهند كثيرا بالتدخل فى شؤون بلادهم فى أحاديثهم الخاصة فإن من النادر أن يوجه الجيش اتهاما لوكالة تجسس هندية فى بيان رسمى.

واندلعت ثلاث حروب بين الدولتين منذ عام 1947 منها حربان على منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة التى تزعم الهند وباكستان أحقيتهما فى السيادة عليها بالكامل لكنهما تتقاسمان إدارتها.

وتعتقد باكستان أن الهند تدعم الإنفصاليين فى إقليم بلوخستان وكذلك متشددين يحاربون الدولة الباكستانية. وترى أيضا أن الهند تؤجج الصراع فى مدينة كراتشى الباكستانية المضطربة.

وتنفى نيودلهى التدخل فى شؤون باكستان وتتهمها بدعم متشددين يشنون هجمات فى الهند ويحاربون فى كشمير الهندية. كما تتهم نيودلهى باكستان بدعم حركة طالبان فى أفغانستان فيما تنفى اسلام اباد عن نفسها هذه الاتهامات.

وقال مسئول باكستانى على إطلاع باجتماع القادة العسكريين إنهم ناقشوا ما يعتقدون أنه تورط هندى فى أعمال تمرد بإقليم بلوخستان.

وأضاف المسئول الذى طلب عدم ذكر اسمه "هناك شعور جماعى أن الهند تقدم كل أنواع الدعم لأعداء باكستان سواء كانت طالبان (الباكستانية) أو عناصر فى كراتشى أو فى بلوخستان.

"هذا دليل موثق. كل الأدلة هنا وسنعلنها قريبا."

وقال وزير الدفاع الباكستانى خواجة آصف فى مقابلة تلفزيونية تبث فى وقت لاحق أن جناح البحث والتحليل فى الهند "منظمة معادية".

وقال "تشكل جناح البحث والتحليل لتحطيم باكستان ومحو باكستان من على خريطة العالم."

وجعل رئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف تحسين العلاقات مع الهند أولوية له عندما فاز فى الانتخابات عام 2013.

لكن مسعاه اعتبر على نطاق واسع مبعثا للتوتر مع الجيش الذى يعتبر العلاقات مع الهند مسؤوليته.

واتهم شريف الهند أواخر الشهر الماضى بعدم الاستجابة لرغبة باكستان فى تحسين العلاقات بينهما.

وغضبت الهند فى ابريل نيسان عندما قضت محكمة باكستانية بالإفراج بكفالة عن زكى الرحمن لخوى المتهم بتدبير هجوم عام 2009 على مدينة مومباى الهندية الذى أسفر عن مقتل 166 شخصا.