محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: الحنين إلى الألوان

الثلاثاء، 05 مايو 2015 02:00 م
محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: الحنين إلى الألوان قوس قزح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من أن التصوير الفوتوغرافى فيما مضى كان (أبيض وأسود) إلا أن الراصد للحال يستشف أن الصور الفوتوغرافية الملتقطة فى الماضى تمتلئ بالألون.. فيما مضى كان المجتمع المصرى يعرف الألوان.. أما الآن فقد أضحى مجتمعًا لا لون له.. غير خافٍ على أحدٍ هذا الحنين الجارف للماضى الذى يملأ أفئدة المصريين ويتضح هذا من الرواج الشديد لصفحات التواصل الاجتماعى التى تمتلئ بصور مصر فيما مضى.. وهذا الكم من التعليقات التى تملأ هذه الصفحات... إنه الحنين إلى الألوان... الألون فى كل شىء فى الملابس، فى لافتات المحال وقبل هذا كله الألوان فى الاتجاهات والرؤى، الألوان فى الجنسيات الكثيرة التى كانت تعيش فى مصر آنذاك.. ألوان الإنسانية... برحيل عهد الألوان حل علينا عهد السواد.. لم نر إلا الأحادية والأحادية لا تأتى إلا بالخراب والتطرف والتعصب والإرهاب... والسؤال: كيف يمكن استعادة مصر (العالمية).. الحاضنة لمختلف الثقافات والجنسيات والإتجاهات متشابكة غيرمشتبكة، متعايشة غير متنافرة.

ما حدث أن غالبية المصريين وقعوا فى إسار الأحادية وأضحت هذه الأحادية هى أسلوب فى التفكير ومن ثم طريقة فى الحياة.. ومن هنا أتى ضيق الأفق وانتشار البغضاء بين الناس.. لم يعد واقعنا جميلا لأن تفكيرنا والأفكار المُعششة فى دواخل عقولنا هى أفكار لا تطيق الآخر رغم كثرة حديثنا عن التسامح وأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية وما أن تثار قضية حتى يكون الاختلاف غير مصحوب بالود بل تناحر وتنابذ وتطاول.. إنها الأكاذيب التى يسبح فيها المجتمع... والبون الشاسع بين ما يقال وبين ما يكون.. بين الحديث وبين الفعل.. ومن ثم يقع (المجتمع – الإنسان) فى نار التناقض ولا يكون هنالك من مهرب ٍ أمامه إلا اللجوء إلى الماضى حيث يجد ضالته المنشودة على صفحات التواصل الاجتماعى التى تؤرخ لفترة لم يكن المجتمع يعانى فيها من التناقض رغم معاناته من آلام الفقر.. ولكنه ومن الواضح أنه لم يكن فقرًا فى الألوان.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة