محـمد شـوارب يكتب: استيقظوا يا عرب قبل أن تدمركم الصراعات

الثلاثاء، 05 مايو 2015 10:02 م
محـمد شـوارب يكتب: استيقظوا يا عرب قبل أن تدمركم الصراعات جامعة الدول العربية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آن الأوان لأن تنتهى الصراعات السياسية بين فئات وجماعات وأحزاب الأمة، وإزالة الخلافات وإقصاءها بيننا. إننى- كأى عربى يحب العربية وأهلها- أجزع، بل نجزع جميعًا من هذا العراك والعنف والانحراف السياسى والخلاف الدائر بين الشعوب العربية سواء على مستوى الدولة أو الدول. ولقد ألفت الأنظار إلى خطورة الفوضى التى نعيشها وتضليل الأجيال التى تسمع الصيحات وتعيش الفتن والمعارك الدائرة بين أطياف الشعوب العربية، فعلى هؤلاء أن يرفضوا بقوة هذه الصراعات الدائرة بين الجماعات والأطراف المتخاصمة، وأن كل ما يحدث من صراعات عربية- عربية داخل أوطاننا سواء فى اليمن أو العراق أو ليبيا أو أى بقعة من بقاع أمتنا العربية كل هذا وليد أجنبى احتضنته بعض الفئات والجماعات النافرة لبلادها، وهذا شىء غريب على نفوسنا وعقولنا، دخيل على ماضينا وحاضرنا، وخطير على ديننا ودنيانا، وهذا قد يعيد الاستعمار الغربى الشرقى لينشر الفساد فى أرجاء حياتنا وأوطاننا كلها، فإنهم متربصون بأمتنا العربية الجريحة.

إن أوطاننا العربية تشبه حيًا سكنيًا قد انقطع عنه التيار الكهربائى، فغرقت فى الظلام، ولابد من إصلاح الخلل الذى حدث كى يسطع من جديد التيار مرة أخرى، فلابد من إزالة أسباب الخلاف والخلل بين الأطراف المتخاصمة فى البلاد وإعادة الأوضاع إلى أسسها السليم.

فكلنا نحن الأمة مشهود لها بنماذج الأخلاق التى تجسّد فيها الشرف والنبل والصدق والعزة والطهر والتجرّد، حتى مشت وراءنا الشعوب والأمم الأخرى، كى تتعلم وتتآسى من أمتنا العربية.. فالمفروض أن تكون الأمة العربية فى صورة حسنة لا تفاوت فيها ولا تشويه، حريصة على نشر الخير بين جميع أطياف الأمة والشعوب والجماعات والأحزاب والناس ليعرف العالم الغربى من هم أصحاب الوطن العربى، وماذا يريدون؟ لأن صلاحية الداخل هى رصيد ودعاية ناجحة للخارج على أن تكون الأمة فى صورة ووعاء نقيًا طهورًا لما تحمل من تعاليم وقيم ومبادئ وأخلاق كى ننهض بواجبنا لنبدأ عهدًا جديدًا.

فكلما سمعت أو سمعنا أو رأينا خبرًا هنا وهناك عن صراع دائر بين جماعات أو أحزاب أو أطياف فى بلداً ما تظلم الدنيا فى عينى، بل عيون كل محب لوطنه وأمته من تلك المؤامرات السياسية والحزازات الشخصية والعائلية أيضاً الدائرة فى الوطن الواحد، فمما لا شك فيه أن الخلاف أمر طبيعى لدى البشر، وآراء الناس وأهوائهم مسافات ربما تتقارب أو تتباعد، ولكن الاختلاف على المغانم أو المناصب أو الحكم والتوسل إلى الدنيا بالدين أو العصبية، فقد حذرنا رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) من الخلافات والفتن بيننا، فلننظر إلى بعض من الأمم أتحدوا واتفقوا على أصول ومبادئ أوطانهم ففازوا بأمن واستقرار أوطانهم.

فالأمة التى يعتدى بعضها على بعض من داخلها تحرم عناية الله وبركاته فى الدنيا والآخرة، فيقول الله تعالى (تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى)، فإن من خيانة الأمة وتخاصمها لا تكسبها كرامة ولا عزة وهنا لابد أن توفى الحقوق للعباد وبين العباد وتجاه الله تعالى.

لقد حان وآن لنا الأوان أن نستيقظ من كل هذه الصراعات العربية- العربية، وأن نزيل هذه الأحقاد الطائفية والحروب والخصومات الدائرة بين صفوفنا، حتى نألف بين قلوبنا ونجمع كلماتنا ونوحد صفوفنا ونرأب الصدع بيننا وننسى خصوماتنا، وأن نكره الأذى بيننا وندفع الضير والضرر عنا قدر ما استطعنا. فإذا لم نعد لنا مكانتنا فى طيب خاطر وتهدئة النفوس، فسيبقى الناس متدابرين ومتحاقدين لا يجمع شملهم شىء. علينا أن نغير ما بأنفسنا وأن نحتمى بعروبتنا وقوميتنا، فإن الله سوف يداوى جراح الأمة ويلمّ شعثهم ويؤتى خيرًا أكثر مما نحن فيه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة