واستحدثت القنصلية إجراءات جديدة لتقديم خدماتها للمصريين.. "اليوم السابع" خلال زيارة دبى التقى بالسفير شريف البديوى، القنصل العام المصرى بدبى والإمارات الشمالية، وتحاور معه فى العديد من الخدمات المقدمة للمصريين وعلاقة القنصلية بالقنصليات الأخرى.
كيف تقيم العلاقات المصرية الإماراتية فى الوقت الراهن ومدى انعكاسها إيجابًا على مصلحة البلدين خاصة بعد مؤتمر شرم الشيخ ودعم الإمارات لمصر منذ 30 يونيو؟
(العلاقات المصرية الإماراتية علاقات تاريخية وطيدة مبنية ليس فقط على مشاعر الإخوة والمودة والمحبة الصادقة بين الشعبين الشقيقين، وإنما هى علاقات تعاون تاريخية أرسى تقاليدها قيادات البلدين بما يحقق مصلحة الشعبين، وإذ لا يتسع المجال لحصر دلائلها، نشير إلى الزيارات الرئاسية ورفيعة المستوى المتبادلة التى تمت مؤخرًا، والمشاركة الإماراتية الفاعلة فى المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، وعلينا أن نذكر بكل تقدير وامتنان دعم دولة الإمارات قيادة وشعبًا لمصر خلال المرحلة الماضية، الذى يأتى امتدادًا لعلاقات الإخوة والتعاون التى تجمع البلدين، ونتوجه بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبـى، وسائر حكام الإمارات، على دعمهم المتواصل لمصر وشعبها، وذلك إيمانًا بأن قوة مصر واستقرارها جزء لا يتجزأ من قوة واستقرار كل الوطن العربى.
السفير شريف البديوى القنصل العام المصرى فى دبى والإمارات الشمالية
• أعلنتم قبل ذلك أن باب مكتبكم مفتوح لكل المصريين هل ترى أن الجالية المصرية لديها مشكلات فى الإمارات؟
بالطبع فإن باب مكتبى والقنصلية ككل مفتوحة لكل المصريين، ومما يجدر الإشارة إليه أن الجالية المصرية فى الإمارات يزيد عددها عن 400 ألف مواطن، يشاركون إخوانهم فى دولة الإمارات بما لديهم من خبرات منذ عقود لإرساء بنية الدولة فى مختلف المجالات، ولا أعتقد أن هناك مشكلات تواجه الجالية المصرية بصفة خاصة فى الإمارات، حيث إن سيادة القانون فى الدولة، ووضوح وشفافية القواعد والأنظمة المعمول بها والرقابة الحكومية عليها، مع التحديد الواضح للحقوق والواجبات فى مجالات العمل ومختلف مناحى الحياة، فضلاً عما نلقاه من تعاون كامل من سلطات دولة الإمارات، مما يحد بشكل واضح من أية مشكلات أو معوقات قد تواجه الجالية المصرية ويجعل من إقامتهم وعملهم فى الدولة أمر ميسر ومنتظم.
القنصل المصرى مع الزميل عبد الحليم سالم
• ما أبرز المشكلات التى واجهتكم بالإمارات منذ توليتم المسئولية؟ وكيف تم التعامل معها؟
كما أوضحت فإن من أكثر ما تتميز به دولة الإمارات الالتزام بمبادئ سيادة القانون والشفافية، لذلك فإن معظم المشكلات التى تطرأ يتم التعامل معها وفق الأطر والقواعد المعمول بها، ويتم التوصل إلى حلول ترضى مختلف الأطراف، إلا أنه يمكن القول أن تزايد حجم الجالية المصرية على مدار الأعوام السابقة فرض على القنصلية تحديًا كبيرًا لمواجهة تلك الزيادة وتقديم أفضل الخدمات بذات الإمكانيات المتاحة، لذلك فنحن نواصل بكافة السبل والإمكانيات المتاحة تطوير آليات العمل لتقديم أفضل مستوى من الخدمة القنصلية كمًا ونوعًا ورعاية مصالح المواطنين، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، سرعة إنجاز المعاملات اليومية، ومد فترات العمل الصباحية عما كان معمولاً به سابقًا مع زيادة عدد شبابيك تلقى المعاملات، واستحداث فترة عمل مسائية أسبوعية، بالإضافة إلى تخصيص عدد أكبر من الخطوط الهاتفية لاستقبال الاتصالات، وتخصيص هاتف للطوارئ، وأقوم بالإشراف المباشر على آلية تقديم الخدمات، بالإضافة إلى استحداث آليات جديدة للتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حيث وصل عدد المتابعين لصفحة القنصلية على موقع "فيس بوك" إلى أكثر من 52 ألف مواطن.
أغلب العمالة فى الإمارات عمالة آسيوية كيف يمكن أن نهيئ الظروف لتوفير فرص عمل أكبر للعمالة المصرية؟
الجالية المصرية فى الإمارات بصفة عامة تحظى بمكانة متميزة فى سوق العمل فى العديد من القطاعات الهامة، إلا أننا نعى جيدًا شدة المنافسة من العمالة الآسيوية فى الحرف والمهن الفنية، لذلك ينبغى التركيز على تنمية القدرات البشرية والتدريب والتأهيل للشباب المصرى على أرقى المستويات وإكسابهم المهارات اللازمة لتمكينهم من المنافسة فى سوق العمل فى دولة الإمارات، ونحن نتابع جهودنا فى هذا الشأن، والتى منها على سبيل المثال لا الحصر التوقيع بداية العام الجارى على اتفاقية تعاون مشترك بين كل من مجلس التدريب الصناعى التابع لوزارة الصناعة والتجارة المصرية، والأكاديمية الوطنية للبحث والتطوير فى الإمارات، والتى تضع إطارا للتعاون فى مجالات بناء القدرات والتدريب والإعداد للمنافسة فى سوق العمل فى القطاعات الاقتصادية والإنتاجية المختلفة، وتشمل الخطوة التنفيذية الأولى للاتفاقية تقديم البرامج التدربيبة لألف شاب مصرى فى إطار مبادرة إماراتية لتدريب مائة ألف شاب مصرى.
القنصل العام يؤكد متابعة كافة أوضاع المصريين
ما أثر المهرجانات والمؤتمرات الاقتصادية والثقافية والسياحية التى تقيمها الإمارات على تحسين الدخل؟ وكيف يمكن الاستفادة من التجارب الناجحة فى دبى وتطبيقها بمصر؟
دولة الإمارات وإمارة دبى على وجه الخصوص لها تجربة رائدة فى الاستفادة من البنية الأساسية المتطورة لتصبح وجهة دائمة لاستضافة المهرجانات والفعاليات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية وغيرها، وأصبحت إلى جانب كونها مركزًا عالميًا للمال والأعمال والنشاط التجارى والاقتصادى، مقصدًا دائمًا لمختلف الفعاليات والمهرجانات ومقصدًا سياحيًا رئيسيًا، ونجحت مؤخرًا فى الفوز باستضافة أكبر المعارض العالمية "الأكسبو عام 2020" الأمر الذى يسهم بشكل مباشر فى دعم النمو الاقتصادى واستدامته، ونحن لنا فى مصر تجارب رائدة وخبرات واسعة فى هذا المجال، إلا أنه يمكن الاستفادة من مجمل التجربة فى دبى فيما يتعلق بتطوير خطط تنظيم مختلف الفعاليات لاسيما الاقتصادية منها، وسبل التسويق لها لتحقيق أفضل مردود اقتصادى منها على المدى البعيد.
ويشيد بدعم الإمارات لمصر
كيف تقيم علاقة القنصلية بالدبلوماسيين فى السفارات والقنصليات الأخرى بالإمارات؟
علاقات القنصلية بالسلطات الإماراتية ومختلف القنصليات الأجنبية الأخرى المتواجدة فى دبى على أفضل ما يكون، ويتم التنسيق معها فيما يتعلق بالأنشطة والفعاليات الدبلوماسية العامة، فضلاً عن تبادل الآراء والخبرات لتطوير مستوى الخدمات المقدمة للجالية، والتوصل إلى حلول لأية معوقات أو مشاكل مشتركة.
ما مدى حب الإماراتيين والمصريين بالإمارات للرئيس عبد الفتاح السيسى؟ وما مدى رؤيتهم لما يحدث فى مصر؟
كما أوضحت فإن العلاقات المصرية الإماراتية مبنية على أسس متينة ومشاعر مودة ومحبة صادقة متبادلة بين الشعبين الشقيقين، لذلك فإن الشعب الإماراتى يفرح ويسعد بكل ما يصب فى مصلحة أشقائهم فى مصر والعكس صحيح، لذا فإن التقدير الكبير الذى يكنه الشعب الإماراتى للرئيس عبد الفتاح السيسى نابع من التقدير والمكانة الكبيرة التى يحظى بها فى قلوب أشقائهم المصريين، وهو ما ظهر جليًا فى الإقبال الكبير من الجالية المصرية فى الإمارات خلال الانتخابات الرئاسية، ومشاركة الشعب الإماراتى للجالية المصرية فرحتهم بنتائجها وفوز الرئيس عبد الفتاح السيسى بمنصب الرئاسة.
ما أبرز الخدمات التى تقدم للوفود المصرية القادمة للمشاركة فى الإمارات سواء اقتصادية أو رياضية أو غيرها؟
تقوم القنصلية بتقديم كافة الخدمات إلى الوفود المصرية الرسمية وغير الرسمية التى تقوم بزيارات متكررة إلى دولة الإمارات، بدءًا بالاستقبال فى المطار وتنسيق وترتيب الأمور اللوجستية، وترتيب تفاصيل الزيارات بالتعاون مع الجهات الإماراتية المعنية، فضلاً عن المشاركة والحضور مع الوفود الزائرة فى كافة الفعاليات والأنشطة التى يتم تنظيمها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية وثقافية ودينية وغيرها، فضلاً عن المشاركة ورعاية كافة الفعاليات التى يتم تنظيمها من خلال الجاليات المصرية فى مختلف المناسبات فى الإمارات الستة الواقعة فى نطاق الاختصاص.
السفير يعلن عن مبادرة لتدريب المصريين
ما الذى تراه فى دبى والإمارات الشمالية ويمكن تطبيقه فى مصر؟
دولة الإمارات ككل وإمارة دبى بصفة خاصة، تمكنت فى غضون فترة زمنية وجيزة من إقامة بنية أساسية متطورة وفقًا لأعلى المستويات العالمية فى مختلف القطاعات سواء فى المطارات أو الموانئ والطرق والاتصالات وغيرها من القطاعات، تضاهى وتتفوق على كبرى المدن العالمية، وهى تجربة رائدة ينبغى التعرف عليها عن قرب والاطلاع على تفاصيلها فنيًا وإداريًا، ومحاولة الاستفادة من تلك التجربة، وجانب آخر حققت فيه دولة الإمارات وإمارة دبى بصفة خاصة تقدمًا ملحوظًا يتعلق باستخدام التقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية فى مجال الخدمات الحكومية لتيسير حياة المواطنين، والارتقاء بخدماتها من خلال تعزيز الابتكار فى القطاع الحكومى، وهو مجال أعتقد أنه مجال شديد الأهمية وتجربة رائدة وناجحة جارى تطبيقها بالفعل فى الإمارات، وأتمنى شخصيًا التوسع فى تطبيق التجربة على نطاقات أوسع فى مصر والبناء على الخبرات المصرية فى هذا المجال والاستفادة من خبراتنا وكوادرنا البشرية المتميزة لتطوير الخدمات الحكومية للمواطن المصرى.
موضوعات متعلقة..
- وزير السياحة يعود من الإمارات عقب مشاركته فى مؤتمر سوق السفر العربى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة