وخلال اللقاء أشارت لوبان إلى أن هذه أول زيارة لها إلى القاهرة، مؤكدة أن ما شكل حافزاً لحضورها هو أهمية دور مصر فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة التى تعانى من الاضطرابات فى العديد من البلدان، بالإضافة إلى خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسى التى تعكس الحكمة ووضوح الرؤية، وخاصة عند الحديث عن العلاقة الوطيدة بين الأديان، كما أضافت إلى أنهم يشعرون بوجود تأثير مباشر لما يحدث فى مصر على المنطقة والعالم بأسره وفرنسا كذلك.
وأضافت لوبان أن التطرف لا ينتمى إلى أى دين، وأن مصر فى مقدمة المواجهة مع الإرهاب، وأشارت إلى أنهم يتابعون ما يحدث من جهود مصرية مخلصة فى هذا الموضوع، مؤكدة أن الأزهر له أهميته فى هذه المرحلة لبيان حقيقة الإسلام السمح المعتدل، وأن كافة الأديان ترفض الإساءة إلى الرموز الدينية.
وذكرت لوبان أن فرنسا دولة تحتضن كافة الأديان وترفض التطرف، وشددت على ضرورة الكشف عمن يقوم بتوفير هذا التمويل الكبير، وإتاحة السلاح لتلك الجماعات المتطرفة. كما أشارت إلى أن لديهم وضوح رؤية عن تطورات الأحداث بمصر خلال الفترة الماضية، وكما أنهم يتطلعون لمزيد من التعاون بما يساهم فى إيضاح حقائق الأمور وتطورها لفضح الإرهاب بالمنطقة، وأن ذلك التعاون يعد ضرورياً لمواجهة خطر التطرف و الإرهاب.
وصرح السفير حسام القاويش المتحدث الرسمى لرئاسة مجلس الوزراء، أن رئيس الوزراء أكد خلال اللقاء، على أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لديه رؤية لتجديد الخطاب الدينى والتأكيد على أن التطرف لا ينتمى لأى دين. وأشار رئيس الوزراء إلى أن ما يحدث فى المنطقة يلقى بآثاره على العالم ككل، مشدداً على أن تمويل الإرهاب قضية خطيرة ويجب مجابهتها، مندداً بما يحدث من تمويل وتسليح لمجموعات متطرفة فى بعض البلدان العربية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن تنظيم داعش الإرهابى، وممارسته الدامية، تفرض تأثيراتها المدمرة على عدد من البلدان العربية، مؤكدًا ضرورة العمل المشترك وعلى المستوى العالمى للقضاء على ذلك الإرهاب البغيض.
كما أشاد رئيس الوزراء بآفاق التعاون بين فرنسا ومصر خلال هذه المرحلة فى مختلف الأصعدة، ودعا الحضور من الجانب الفرنسى إلى زيارة القاهرة القديمة للتعرف على حقيقة مصر حيث يتجاور هناك المسجد مع الكنيسة والمعبد، فمصر كانت ولا تزال أرض التسامح بين الأديان على مر التاريخ.
وأضاف رئيس الوزراء أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة تنبع من معين واحد، وأن للأزهر الشريف دوراً مهماً فى تصحيح الخطاب الدينى، وبما يعكس الإسلام الوسطى السمح، وذلك بسهولة ويسر لتصل إلى كافة فئات المجتمع المصرى. وشدد رئيس الوزراء على أهمية دور الثقافة والتعليم ودور الأوقاف والدعاة فى إيضاح حقيقة الدين الإسلامى السمحة.
وأكد رئيس الوزراء أن الشعب المصرى انتفض فى الثلاثين من يونيو رافضاً إحداث الفرقة بين المسلمين وبعضهم البعض، وبين المسلمين والمسيحيين، فعدوان تلك الجماعة الإرهابية طال المساجد والكنائس على حد سواء.
وذكر رئيس الوزراء أن الدولة تولى حالياً اهتماماً كبيراً بمجالى التعليم والصحة، كما تولى اهتماماً بمجال حقوق الإنسان، وتؤمن بضرورة الإعلان وإظهار الحقائق المتعلقة بالتطرف والجذور الفكرية له، فالتنمية هى السبيل الأساسى لمواجهة الإرهاب. ودعا رئيس الوزراء إلى ضرورة العمل على عودة السياحة الفرنسية الوافدة لمصر إلى سابق عهدها.
