انقطاع مياه الشرب
بنايات ضخمة تحيطهم من كل اتجاه، وعلى مقربة منهم مبانٍ فاخرة تشبه مدينة المهندس الفنان حسن فتحى، قالوا إنها مدينة الفخار ودعا أحدهم "يارب تقع على دماغ اللى عاملينها"، بعد أن تسببت المدينة التى تشرف عليها محافظة القاهرة، فى انقطاع مياه الشرب عنهم 15 يومًا كاملة بعد ثلاثة أشهر من الانقطاع المتكرر يوميًا صار بعدهم الانقطاع نهائيًا.
"أم عبد الرحمن"، التى تتصرف بحكمة "كبيرة المنطقة" رغم سنها الصغير، قالت إن المياه انقطعت تمامًا عن المنطقة من 15 يومًا كاملين، اضطر فيهم سكان المنطقة للمشى نصف كيلو حتى أقرب ماسورة مياه فى مشروع مدينة الفخار، يملئون منها الجراكن التى تسد احتياجاتهم اليومية من الشرب.
نمشى خلف أم عبد الرحمن قليلًا، ندخل منزلًا بسيطًا من طابق واحد، تجلس الحاجة قدرية زينهم إلى جوار جارتها التى تستعد لبتر قدمها، ممدتين على سرير يشبه الكنبة، يشكيان انقطاع المياه وعجزهما عن تناول الأدوية وغسل الملابس وطهى الطعام القليل.
الحاجة قدرية تضيف "معنديش غسالة"، ترسل ملابسها للغسيل عند أقرب جارة، ولكن الجارة الأخرى تعجز أيضًا عن الغسل بسبب انقطاع المياه.
على يسار البيت، سلم فى منتصف زقاق ضيق، نصعده لنرى بيوتًا متلاصقة على الجانبين، وأطفال يلعبون ويصيحون، تخرج أم رضا ذات الثلاثة وسبعين عامًا، تقول "أنا مريضة بالمروراتيزم" وتقصد الروماتيزم، أحتاج لغسل رجلى بالماء الدافئ كل يوم، انقطاع المياه أساء لحالتى.
تكمل: ذهبت مع النساء اليوم إلى "كوبانية" المياه، وتقصد محطة صرف عين الصيرة، خرج لنا رئيس شبكة المياه، ووعد أن يصلح العطل، ولكن شيئًا لم يحدث وهى شكوانا الثالثة، "إحنا فى أيام مفترجة وربنا على الظالم والمفترى".
الأهالى: لا نمارس حياتنا كبشر
الحاج حلمى ذكى، صعيدى يرتدى جلباب، ويصرخ بحروفه الصعيدية المعطشة: تقدمنا اليوم بشكوى لرئيس شبكة المياه رقمها 11287/30، تعطلت حياتنا، والمواشى عطشانة، ولا نستطيع أن نمارس حياتنا كبشر، المياه تغلق عنا لتذهب إلى الأغنياء فى المعادى، المياه متواجدة فى مشروع قرية الفخار على مقربة منا.
منصور عاطف، أحد شباب المنطقة، يحكى لـ"اليوم السابع"، رحلته اليومية مع النساء لملء "الجراكن" من ماسورة قرية الفخار أو أقرب محطة بنزين، يستيقظ فى السابعة صباحًا، يقود فوجًا من النساء يحمل عنهن الجراكن ويملأ لهن الماء من الماسورة، ثم يذهبن ويأتى فوج جديد وهكذا، فلا يليق برجل أن يقف والنساء الكبيرات يتولين أمر المياه، هكذا يقول.
أما عن الأطفال، فيستحمون فى ماسورة مدينة الفخار، يخلعون ثيابهم أمام المارة، ويستحمون، ترسلهم أمهاتهم للاستحمام خوفًا من الأمراض، وقبل أن يصلوا إلى بيوتهم يكونوا قد تلوثوا مرة أخرى برمل الشوارع والقمامة المحيطة.
عجوز آخر يقول: اشترينا قللًا، نملأها للشرب ونتداولها فيما بيننا، "البيت المليان يروى عطش البيت الفاضى"، هكذا يقول، داخل علينا شهر مفترج والحكومة لا تسمع أحدًا.
فى طريق العودة، نرى قرية الفخار مرة أخرى، بعد أن تم بناء 85% من مبانيها وفقًا لتصريحات محافظ القاهرة السابق، لتصبح مزارًا سياحيًا ومنطقة تحيى الحرف التقليدية، ولكنها محاطة بالكراهية ونقص المياه، بالشكل الذى يفشل أى مشاريع مستقبلية، بعد أن اتهمها الجيران بالتسبب فى انقطاع الماء عنهم، وتعطيل حياتهم بهذا الشكل.
1_ السكان يشكون نقص المياه
2_ أهالى بطن البقرة بلا ماء منذ 15 يومًا
3_النساء يتجمعن لشكوى رئيس شبكة الصرف
4_السكان يحملون جراكن لملء المياه
5_الأطفال يستحمون فى مواسير صرف مجاورة
6_القمامة تحيط بالمنطقة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة