92 طفلا يعيشون داخل 4 مبانٍ بالدار
أكثر من 92 طفلا وشابا وفتاة يتواجدون داخل مبانى الدار الأربعة، أحدها مخصص للأطفال الرضع لتقديم رعاية خاصة لهم، والثانى للأطفال حتى نهاية المرحلة الابتداية، والثالث يضم الفتيات اللاتى تخطت أعمارهن الصف الأولى الإعدادى ووجب فصلهن عن الأولاد، والرابع يضم شباب الدار والذين تتعدى أعمارهم الصف الأول الإعدادى حتى ما فوق سن العشرين.
الجمعية أنشئت 1997 وصدر لها ترخيصا رسميا عام 2000
جمعية "الشمس المحرقة" تقوم عليها وعلى رعايتها وتقديم الكفالات اللازمة من جميع صنوف الرعاية والحياة للأطفال، مجموعة من فاعلى الخير الإنجليز الذى وهبوا تلك الدار ومبنى آخر فى وسط محافظة الأقصر لهؤلاء الأطفال اللذين فقدوا أعظم نعمة فى الكون، آلا وهى نعمة "الأب والأم"، فقدوا نعمة الأسرة التى تخاف عليهم وتعمل على رعايتهم من سن الطفولة حتى الزواج، والتقطتهم يد الرحمة داخل تلك المؤسسة العريقة التى بنيت عام 1997، وحصلت على ترخيص رسمى لمزاولة نشاطات كفالة الأيتام فى عام 2000 من وزارة التضامن الاجتماعى.
الطفل وائل 8 أيام.. أحدث الوافدين لدار "صن شاين"
"الطفل وائل" آخر المستجدين داخل أروقة وجدران تلك الجمعية، والذى لم يتخط عمره فى الحياة 8 أيام فقط، وجد من يحنو عليه واحتضنته الجمعية دون أن تعرف من والده ومن والدته، وكان الغرض الأول والأخير لكفالة جميع الأيتام الـ92 داخل الدار، هو الحب والحياة ومساعدة أطفال وشباب فقدوا نعمة الأسرة.
الشاب سامح 24 سنة أكبر أبناء المؤسسة وبالخدمة العسكرية
الشاب "سامح" البالغ من العمر 24 ربيعا، هو أكبر أبناء المؤسسة والتى وصلها فى سن الطفولة لا يدرى شيئا، وهو الآن رجل وفى الخدمة العسكرية المقرر له أن يخرج منها خلال الأيام المقبلة، والذى يفتخر بخدمة جيش بلاده التى قدمت له كل نفيس لتعليمه ومساعدته ورعايته داخل إحدى دور الأيتام المصرح لها بالعمل داخل محافظة الأقصر، ويفتخر أيضا بكونه ضمن تلك المؤسسة التى يقول عنها: "مؤسسة الشمس المحترقة أفضل مكان فى الكون كله، دا بيتى اللى تربيت داخله وأسرتى التى عشت معها، وأخوتى الذين أضحك وأفرح وألهو معهم منذ طفولتى، ولم أشعر يوما داخل أروقة وجدران ومبانى الجمعية أنى يتيم أبدا، بارك الله لكل القائمين على الجمعية".
أزمة استبعاد المدير بعد سوء معاملته للطلاب
أزمة جديدة تجلت على ساحة الرأى العام بمحافظة الأقصر داخل جمعية "صن شاين"، حيث أصدر محمد بدر محافظ الأقصر قراراً باستبعاد "عبد الرحيم.أ" المدير والمشرف الأول للمؤسسة، حيث إن عددا كبيرا من الأطفال اشتكوا من طريقة تعامله السيئة معهم، وأكدوا أنه لا يحمل أية صفات أو مؤهلات تمكنه من إدارة جمعية لرعاية الأيتام – الذين يحتاجون تعاملا من نوع خاص – حتى لا تكون الدنيا والمسئولين والمشرفين عليهم فى آن واحد.
شريف: عاوزين حد يعرف يتعامل معانا ولا يبحث عن مصلحته فقط
وحول هذه الأزمة تحدث شريف البالغ من العمر 19 سنة، والذى تبدو عليه ملامح الرجولة، ويقول: "عاوزين حد يعرف يتعامل معانا، ويحبنا بجد مش يدور ويجرى على مصلحته وصوته يعلى علينا"، موضحا أن المدير الذى تمكنوا بمساعدة المحافظ من عزله واستبعاده من منصبه لم يكن الأول من هذا القبيل، حيث أنهم نجحوا فى عزل أكثر من مدير من قبل، حيث أنهم لا يطيقون التعامل السيئ، ويقومون بمحاولات جاهدة كل مرة لإبعاد أى مدير غير مسئول، ولا يساعدهم فى أمور حياتهم داخل الدار بما يليق بها.
طفل يطلق السؤال الأصعب: هنروح فين بعد ما نكبر؟ وإيه مصيرنا بره الدار؟
وأطلق شريف السؤال الأصعب فى الأمر، وقال: "ياترى هنروح فين وهيحصل فينا إيه بعد ما نخلص فترتنا فى الدار؟؟ وإيه هيكون مصيرنا بعد كده؟؟"، حيث إنه أكد أنه من المقرر أن تنهى الدار تواجد الطفل الذى يصل لمرحلة الرجولة وينهى فترة التجنيد فى الجيش – حسب الاتفاقات مع مجلس إدارة الدار المصرى – وقال إن أكبرهم "سامح 24 سنة" اقترب من النهاية، ولا يدرى مصيره، هل ستساعده الدولة فى الأمر أم أن الدار مكلفة عقب ذلك بتأمين مستقبله، ولا ندرى ماذا سيحدث لنا عقب خروجنا من مقر حمايتنا ورعايتنا وآماننا.
مشرف بالدار: الملاك الإنجليز يبحثون تأمين مستقبل الأولاد وشقة لكل واحد منهم
وتدخل فى الحوار الذى كان يجرى مع الأطفال أحد المشرفين بالدار، ويدعى "أ.ج"، وقال إنه يوجد مشروع ومخطط للملاك الأجانب لتأمين مستقبل الشباب، عقب خروجهم من الدار وبلوغهم السن التى تتعدى الـ24 سنة، مؤكدا أنه يوجد مبنى آخر تابع للدار يتم إنهاؤه حاليا فى وسط مدينة الأقصر، حيث يتم بناؤه ليكون مؤهلا لاستيعاب شاب بكل شقة وهو مكون من 10 شقق، لكى يتمكن كل واحد منهم من تكوين أسرة داخل تلك الشقة ويعمل بمصدر رزق شريف.
مبنى دار أيتام صن شاين بمحافظة الأقصر
ويضيف المشرف حول مستقبل الأطفال، أن إدارة دار الأيتام الإنجليزية، تبحث مع محافظة الأقصر تخصيص قطعة أرض بالمحافظة لهؤلاء الشباب لكى يتمكنوا من إقامة مشروعات عليها، للكسب الحلال وتأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم خلال الفترة المقبلة، وبعد خروجهم من الدار، مؤكدا أن الإدارة تبحث بكل جهدها لما يرضى هؤلاء الشباب الذين ظلمتهم الحياة فى طفولتهم كثيرا.
طفلين بالدار: نعيش فى قطعة من الجنة.. المدير كان سيئ التعامل معنا
وفى نهاية الحديث انطلق نحونا طفلين، ويقول أحدهم ويدعى "إبراهيم 15 سنة"، "إحنا عايشين أحسن عيشة داخل الدار التى تعتبر قطعة من الجنة، تقوم بتدريبنا وتعليمنا قبيل مرحلة التعيم، كما ترسلنا لمدارس بالمنطقة لكى نلتحق بها كغيرنا من الأطفال، كما نحصل على الطعام والملبس والترفية اللازم ولم نشتكِ يوما سوى بمن يبحث عن مصلحته الشخصية"، ويقاطعه الطفل "تامر 13 سنة" ويؤكد أن المدير الذى استبعده المحافظ منذ أيام، كان سيئا للغاية ويتشاجر معهم دوما وتعدى على أكثر من طفل لدى تواجده داخل الدار، التى يدخلها على مضض وفترات متباعدة، وناشد محافظ الأقصر الوقوف بجانبهم وأن يعاملهم معاملة الأب الذى لم يجدونه لكى يساعدهم فى حياتهم بالدار ويتخذ القرارات التى تناسبهم بكل قوة.
محافظ الأقصر يتفقد الدار ويستمع لمطالب الأطفال ويعدهم بحلها
ولم يتوقف الأمر لدى محمد بدر محافظ الأقصر عند استبعاد مدير دار الأيتام فقط، بل توجه أيضا بناءً على طلب الأطفال بالدار، وتناول معهم وجبة الغداء، واستمع لمطالبهم ووعدهم بحلها قريبا، كما التقى المحافظ مع المشرفين بدار الأيتام للتأكد من سبل الرعاية المقدمة للأطفال والشباب، واستمع للأيتام حول مخططاتهم المستقبلية، وكيفية تحديد أهدافهم لمواجهة الحياة بعد انتهاء فترة إقامتهم بالدار.
المحافظ يأمر بتطوير الدار وتوفير كل سبل الرفاهية للأطفال
وأمر المحافظ بتوفير أجهزة كمبيوتر ووسائل ألعاب إلكترونية، وتطوير الملعب وتركيب نجيل صناعى له مع عزله عن المبانى السكنية، وصيانة كل الأجهزة الكهربائية، وتنظيم رحلة دورية للأطفال، وإقامة أنشطة صيفية فى الإجازة، مشددا على توفير كل احتياجاتهم وتلبية متطلباتهم واختيار مسئولين للدار من ذوى الثقة وعلى تواصل مباشر بوزارة التضامن الاجتماعى لحل أى عقبات أو مشاكل قد تواجه الدار.
أطفال دار الأيتام يستمتعون داخل الدار
وكان محافظ الأقصر قد أصدر قرارًا باستبعاد مدير دار الشمس المشرقة لرعاية الأطفال الأيتام، وذلك استجابة لرغبة الأطفال بعد وصول العديد من الشكاوى المُوجهة ضده من جانب الأطفال.
الأطفال يشتكون من سوء معاملة المدير والمحافظ يستبعده
محافظ الأقصر يلتقى بأطفال دار الأيتام ويعدهم بحل مشاكلهم
