
ساحة ميدان أبو الحجاج الأقصرى تتأهب لاحتفالية المولد
بدأ نصب الخيام وانتشار البائعين بمحيط ساحة أبو الحجاج الأقصرى
وانطلقت فعاليات واحتفالات المواطنين بالمولد مساء أمس السبت ونصب أبناء الساحات والطرق الصوفية خيامهم فى ساحة المسجد ومحيط معبد الأقصر للاحتفال بالليلة الختامية المقرر لها اليوم الأحد، وكذلك فعاليات "الدورة" صباح غد الاثنين، وهى عبارة عن حمل نعوش ومسيرة تجوب جميع أنحاء المحافظة، فيما ينتشر العشرات من البائعين المتمركزين بمحيط الساحة والشوارع الجانبية بمحيط المسجد، كما تبدأ احتفالات المولد بالتحطيب والتنزه بالمراكب النيلية، ويقيم المواطنون والأهالى ببندر الأقصر ليالى مديح بمشاركة الطرق الصوفية، وتقديم وجبات الغداء والعشاء.
مواطن أقصرى يحتفل سنويًا بذبح العجول لتقديم الواجب لضيوف المولد
ومن جانبه، أكد "أحمد على" أحد أبناء محافظة الأقصر، أنه يحتفل سنويًا منذ ولادته مع أسرته بمولد سيدى أبو الحجاج، ويقوم وجيرانه بالمنطقة بذبح العجول خلال أيام الإحتفال لتقديم واجب الغذاء والعشاء للمحتفلين بالمولد، ويقدم لهم أكلة المولد المخصصة وتسمى "الكباب" الذى تصنعه السيدات بالمحافظة، وهو الأكلة الرسمية للمولد.

أحد البائعين بمحيط أبو الحجاج الأقصرى
مدير دراسات تراث الصعيد: دورة أبو الحجاج استنساخ لعيد "الأوبت" الفرعونى
ومن جانبه، أكد عبد المنعم عبد العظيم، مدير دراسات تراث الصعيد، أن ما يشهده مولد سيدى أبو الحجاج الأقصرى "الدورة" يعتبر استنساخ لعيد "الأوبت" الفرعونى، حيث كانوا يخرجون من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر بطريق الكباش ويضعون على المراكب تماثيل الإله آمون وزوجته موت وابنه خونسو، وكانت تسمى تلك الآلهة بـ"الثالوث المقدس"، وكان يجر المراكب الآلاف من الشباب ويطوفون بها شوارع المدينة التاريخية يتبعها عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة كل يمارس عمله فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم، وذلك فى مشاهد تمثيلية وكرنفال شعبى وفنى مثير للدهشة.
أستاذ أدب شعبى: المصريون اعتادوا منذ مئات السنوات على تنظيم تلك الاحتفالية
فيما أكد الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى، أستاذ الأدب الشعبى والروائى المعروف، وعميد العائلة الحجاجية فى الأقصر، أن الاحتفال بمولد سيدى أبو الحجاج لا يوافق ذكرى مولده ولا ذكرى وفاته، مشددًا على أن المصريين اعتادوا منذ مئات السنوات الماضية، وقبيل ظهور اختراع الكهرباء على تنظيم تلك الاحتفالية بموالد أوليائهم فى الليالى "المقمرة" أى فى منتصف الشهور العربية، مشيرا إلى أن أغلب الموالد تقام ما بين 13 و17 من كل شهر عربى.

تعليق الخيام فى ساحة أبو الحجاج الأقصرى
وأضاف شمس الدين الحجاجى أن الاحتفالات يحضرها ما لا يقل عن 300 ألف مواطن ومريد وطالب حب أولياء الله الصالحين من جميع أقطار الجمهورية من الصعيد ووجه بحرى، وجميعهم يحضرون حبًا وعشقًا فى سيدى أبو الحجاج الأقصرى.
السيرة الذاتية لسيدى أبو الحجاج الأقصرى
ولد العارف بالله القطب الكبير والصوفى الجليل، أبو الحجاج الأقصرى، فى بغداد فى أوائل النصف الثانى من القرن السادس الهجرى، وأعده والده ليكون واحدًا من رجال الدين وعلمائه، فحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة ثم نال قسطًا وافرًا من الثقافة الدينية وترك العراق وذهب إلى مكة، وأقام بها لمدة عام ثم ذهب إلى مصر ودخلها عن طريق شرق الدلتا ونزل بالمنصورة، وأخذ يتنقل من مدينة لأخرى، ثم رأى فى منامه رؤيا تأمره بالرحيل إلى مدينة الأقصر فى صعيد مصر، فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ ولمسوا فيه علمه الغزير ثم بنى مسجدا فوق أطلال معبد الأقصر يحمل اسمه.

بائع السبح والعطور أمام المسجد بالأقصر
وفى بداية عهده قصد أبو الحجاج مدينة الإسكندرية، وهناك تعرف على أتباع الطريقة الشاذلية والرفاعية، ثّم قصد الأقصر ليستقر بها ويتتلمذ على يد العارف بالله الشيخ عبد الرحيم القنائى، وعاش بها حتى وفاته فى عام 642 هجرية، وقتها اختار أطلال معبد الأقصر القريبة من النيل، لبناء ضريح ومقام للعارف بالله أبو الحجاج الأقصر، ليقصده الآلاف من مريديه ومحبيه قادمين من شتى أنحاء الجمهورية.
ويتميز ضريح أبو الحجاج الأقصرى بطابع خاص، حيث إنه يحتوى على أعمدة أثرية ويضم أجزءًا من معبد الأقصر، الأمر الذى جعل ضمه لوزارة الىثار أمرًا حتميًا، ويستقبل ضريح أبو الحجاج الأقصر، بشكل يومى الآلاف من المواطنين، الذى يقومون بتوزيع الخبز الصغير، والأرز باللبن، والتمر على مريديه، كما تقصده العروس قبل زفافها، لطلب البركة.

بدء الاحتفالية بمولد أبو الحجاج الأقصرى

احتفالات ليلية للمواطنين بمحيط المسجد

ساحة سيدى أبو الحجاج الأقصرى

الساحة تتأهب للحفل الختامى للمولد