فـوزى فهمـى محمــد غنيـــم يكتب: المرأة نصف المجتمع.. ولكن؟!

السبت، 30 مايو 2015 12:08 م
فـوزى فهمـى محمــد غنيـــم يكتب: المرأة نصف المجتمع.. ولكن؟! قلم وورقة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حقيقة إن المرأة نصف المجتمع ويجب أن تشارك فى بنائه، ولكن بالطريقة التى تحفظ هذا المجتمع وتنميه، لا التى تدمره وتحطم كيانه.

والمرأة نصف المجتمع، باعتبار بأنها تقوم بالدور الرئيسى فى تنشئة الأجيال القادرة على العمل والانتاج ودفع عملية التقدم والتنمية إلى الأمام وتقوم بكل المسئوليات داخل وخارج المنزل فى اعداد جيل مثقف ومتعلم وواع يقود دفة التطوير باعتبار أن التربية والتعليم يبدآن من المنزل عن طريق الأم.

إننى لا أدعو بذلك إلى إلغاء حق حصلت عليه المرأة، وإنما أدعو إلى حسن استغلال هذا الحق، وقصره على حالات الضرورة، ووضع النظم الكفيلة بالوصول به إلى صلاح المجتمع بأسره، لا إلى دماره وانهياره .

إن أخشى ما أخشاه أن يجىء يوم وكل النساء تعملن ويبقى الأبناء فى ضياع، فتضيع معهم القيم والمبادئ والأخلاق، إن الذين يتشدقون بدعاوى تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، إنما يدعون إلى طريق خطر، لأن الله – تعالى – الذى خلق كلاً من الرجل والمرأة من نفس واحدة، يسر كلاً منهما لما خلق له، فالمرأة بحكم تكوينها الجسمانى تحمل وتضع وترضع وتربى أولادها ووضع فى قلبها الرحمة والحنان، وأعطى الرجل قوة فى الجسم كى يستطيع العمل والكدح فى الحياة .

إن المرأة التى تخدم وطنها بحسن رعايتها لأبنائها، وتنشئهم نشأة طيبة أفضل من تلك التى تعمل خارج بيتها بدون ضرورة .

إن لخروج المرأة وعملها بعيداً عن بيتها أضراراً كثيرة، فهو يؤدى إلى تفتيت العلاقات الأسرية، لأن المرأة العاملة لا يمكنها التوفيق بين عملها وحسن تربية أولادها، فهى إما أن تتركهم لامرأة أخرى ترعاهم أو تودعهم إحدى دور الحضانة .

وفى كلتا الحالتين لا يجد الطفل الحنان والعطف الأموى الذى أودعه الله سبحانه وتعالى فى الأم، فبُعْد أمه عنه يجعله لا يحس بحنانها ويفقد رعايتها ، وفى ذلك خطورة أيما خطورة على حياة الطفل ومستقبله، إذ يخرج إلى معترك الحياة وهو يشعر أنه لم يجد من يحنو عليه ، فيقسو قلبه وتجف منه ينابيع الرحمة لأن فاقد الشىء لا يعطيه .

إن الدعوة إلى قصر عمل المرأة خارج منزلها على الضرورة فقط، لا يمنع من تعليمها وتثقيفها ومشاركتها فى الحياة العامة وإنما المطلوب هو منح المرأة الفرصة المناسبة للقيام بعملها الطبيعى وهو الزوجية والأمومة للمحافظة على كيان المجتمع ومستقبل الإنسان فى هذا المجتمع .

فليكن فى علمك – أيتها الأم – أن بناء أمة عظيمة، متينة الأركان، مسموعة الكلمة، إنما يتوقف على قيمة دورك وما تبذلينه من جهد فى سبيل تنشئة صغارك والأخذ بيدهم إلى الله .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة