فى ذكرى ميلاده.. صلاح عبد الصبور شاعر يشبه القصيدة

الأحد، 03 مايو 2015 03:17 م
فى ذكرى ميلاده.. صلاح عبد الصبور شاعر يشبه القصيدة صلاح عبد الصبور
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يا صاحبى إنى حزين


لا يمكن لنا أن نتخيل ديوان الشعر العربى دون "صلاح عبد الصبور" فقد كان الشعر العربى فى حاجة لحالته النفسية والشعرية، وذلك حتى يمكننا القول "لدينا شاعر يسكن القصيدة.. وقصيدة تسكن الشاعر" يتوحدان معا فيملآن فراغا مهما فى تاريخ القصيدة، اليوم تمر الذكرى الـ 84 لميلاد الشاعر.

كان صلاح عبد الصبور يشبه القصيدة، فعندما ترى ملامح صلاح عبد الصبور مطبوعة فى كتاب أو متقدمة إحدى قصائده يأخذك التشابه الغريب العميق بينه وبين كلماته، فهو يمتزج بالكلمات حيث يطل الحزن من عينيه بما يتناسب وقصيدته "الحزن":

طلع الصباح فمابتسمت
ولم ينر وجهى الصباح
وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
وغمست فى ماء القناعة خبز أيامى الكفاف


وتراه صوفيا زاهدا يسكن "مذكرات بشر الحافى" حين يقول:

حين فقدنا جوهر اليقين/ تشوّهت أجنة الحبالى فى البطون/ الشعر ينمو فى مغاور العيون/ والذقن معقود على الجبين/ جيل من الشياطين/ جيل من الشياطين/ احرصْ ألا تسمع/ احرصْ ألا تنظر/ احرصْ ألا تلمس/ احرصْ ألا تتكلم


ويتشابه صلاح عبد الصبور مع الشاعر الإسبانى الجميل "لوركا" حيث اقترن اسمهما معا من خلال تقديم المسرح المصرى مسرحية " يرما " لكاتبها " لوركا " بستينات القرن الماضى، إذ اقتضى عرض المسرحية أن تصاغ الأجزاء المغناة منها شعرا، وكان هذا العمل من نصيب " صلاح عبد الصبور "، وظهرت ملامح التأثر بلوركا من خلال عناصر عديد بمسرحيات عبد الصبور مثل " الأميرة تنتظر، بعد أن يموت الملك، ليلى والمجنون " فبهذه المسرحيات تشابهت الموضوعات فيما بينهم، واستقى عبد الصبور منابع موضوعاته من خلال التناص الواضح مع طبيعة الموضوعات والتيمات المسرحية.

كما يشبه صلاح عبد الصبور شخصيته الأثيرة "الحلاج" خاصة بعد مسرحيته الشهيرة "مأساة الحلاج" التى تعد وتعد هذه المسرحية حتى الآن أروع مسرحية شعرية عرفها العالم العربي، وهى ذات أبعاد سياسية إذ تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة كما تطرقت لمحنة العقل وأدرجها النقاد فى مدرسة المسرح الذهنى ورغم ذلك لم يسقط صلاح عبد الصبور الجانب الشعرى فجاءت المسرحية مزدانة بالصور الشعرية ثرية بالموسيقى.

آمن صلاح عبد الصبور بالكلمة حتى مات بسببها ذات يوم عام 1981فى عامه الخمسين، جاء موته فجأة، مثل قصائده الحزينة والشفيفة، تاركا أثرا لا يمحى.


موضوعات متعلقة..


نقاد: الجانب النقدى عند صلاح عبد الصبور لم يحظ بالاهتمام








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة