أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد محمود سلام يكتب: كم تمنيت وجوده فى زماننا

الأحد، 03 مايو 2015 06:00 م
أحمد محمود سلام يكتب: كم تمنيت وجوده فى زماننا الشاعر نزار قبانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ذكراه لم يعد للحب مكان وقد اشتهر بأشعاره فى الحب والغزل فى قصائد اعتبرت غير مسبوقة ويبقى ما كتبه فى الشعر السياسى الأروع بين قصائده سيما وقد لعب التاريخ دورا فيما خطت يداه ليظهر الدبلوماسى القديم فى كل وصف لحال العرب على نحو جعله يودع الدنيا بقصيدة هى الأروع اسمها متى يعلنون وفاة العرب وكأنه يطلع على الغيب، لأن كل حرف فى القصيدة هو الصدق بعينه وقد تحول الوطن العربى إلى كيانات ممزقة نالت من تجربة ماتت مع جمال عبد الناصر اسمها القومية العربية ولا ننسى قصائده التى كتبها فى رثاء جمال عبد الناصر وأشهرها قتلناك يا آخر الأنبياء، أكتب عن ذكرى الشاعر نزار قبانى وقد تبخرت من مخيلتى كل قصائده العاطفية، لأنه كان يُخاطب زمنا ولى معه ويكفى إذا ما استمعنا أو قرأنا ما كتب تنسكب العبرات حزنا على عُمر ولى وأدبر وحب توارى فى زحام الأيام. رحل نزار قبانى فى 30 إبريل سنة 1998 غريبا فى لندن عاصمة الضباب وقد اختار الغربة وطنا لأن أرض العرب ضاقت ولم تحتمل شاعرا يجاهر بآثام الحكام وخطيئة الشعوب إذا ما لزمت الصمت خشية جبروت السلطان، أبحث عن نزار قبانى فى زماننا فلا أجد أثرا لأنه كان آخر شعراء زمانه موهوبا معبرا ويكفى شعره السياسى وإن اشتهر بالأشعار العاطفية، كم تمنيت أن يكون نزار قبانى فى عالمنا الآن ليكتب عن فلسطين التى فى الأسر دون أن يهب لنجدتها أحد حيث لا أثر لمن يقتدر على حمل سيف الناصر صلاح الدين الأيوبى بل ليكتب عن سوريا وماحل بها ولبنان التى ماتت فيها حبيبته بلقيس جراء حادث أليم ليبكيها دما وهى حب عمره.

فى ذكرى رحيل الشاعر نزار قبانى أجدنى أتوقف عند قصيدة بعنوان "إلى أين يذهب موتى الوطن" وقد كتب فى مقدمتها كلمات تعبر عن عذابات لا تنتهى وتتكرر لأجل علمه عند الله وقد قال "نموت مصادفة ككلاب الطريق.. ونجهل أسماء من يصنعون القرار.. نموت.. ولسنا نناقش كيف نموت؟ وأين نموت؟ فيوما نموت بسيف اليمن.. ويوما نموت بسيف اليسار.. نموت من القهر.. حربا وسلما.. ولا نتذكر أوجه من قتلونا.. ولا نتذكر أسماء من شيعونا.. فلا فرق -فى لحظة الموت بين المجوس.. وبين التتار.. بلاد تجيد كتابة شعر المراثى.. وتمتد بين البكاء وبين البكاء.. بلاد. جميع مدائنها كربلاء.." انتهت الأبيات التى كتبها نزار قبانى وقد احتفظت بالقصيدة بين أوراقى وأجدنى أجاهر بها مرددا نفس السؤال:- إلى أين يذهب موتى الوطن وقد اتسع نطاق الألم ليستوطن فى عموم الوطن.. أليم على النفس القول بمثل ما قال نزار منذ سنوات بعيدة "نموت من القهر حربا وسلما ولا نتذكر أسماء من شيعونا.. وتستمر المواجع التى تتسع لألف ألف قصيدة بمثل ماكتب نزار.!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ميخائيل كامل

مقال ممتع للغاية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة