تقرير أمريكى يستعرض أسباب إخفاقات الإخوان منذ ثورة يناير حتى 30 يونيو.. أوهام العظمة والمركزية وعدم الشفافية والانغلاق لم تمكن الجماعة من قراءة الوضع السياسى.. "كارنيجى": فكر "الإرهابية" ضحل وانتهازى

الخميس، 28 مايو 2015 04:04 م
تقرير أمريكى يستعرض أسباب إخفاقات الإخوان منذ ثورة يناير حتى 30 يونيو.. أوهام العظمة والمركزية وعدم الشفافية والانغلاق لم تمكن الجماعة من قراءة الوضع السياسى.. "كارنيجى": فكر "الإرهابية" ضحل وانتهازى ثورة 30 يونية - أرشيفية
أ. ش. أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت مؤسسة "كارنيجى" الأمريكية للأبحاث تقريرا مفصلا عن إخفاقات جماعة الإخوان الإرهابية من النواحى السياسية والأيديولوجية والتنظيمية.

ويسرد التقرير الصادر مؤخرا الجوانب المختلفة للجماعة الإرهابية والتى أدت إلى إخفاقها سياسيا ومجتمعيا إلى الحد الذى جعل الشعب المصرى ينتفض ضدها فى 30 يونيو 2013.

وأكد التقرير أن الجماعة لم تتمكن من القيام بعملية تحول فى بنيتها الأيديولوجية والتنظيمية بما يتماشى مع روح العصر، كما أن اشتغالهم بالعمل السياسى واندماجهم فى النظام القائم قبل ثورة 25 يناير لم يؤد إلى تبنيهم أفكار الديمقراطية والحداثة كما توقع البعض، كذلك فإن قيادة الجماعة لم تنجح فى استرضاء أركان الدولة القوية فى مصر، كما عجزت عن جذب النخب والفاعلين السياسيين ذوى الأهمية والتأثير فى الشارع المصرى.

ووصف الكاتب فكر الإخوان السياسى بالضحالة والانتهازية، مما أثر بالطبع على ادعاءاتهم بالشرعية وبامتلاك مشروع لإقامة دولة ذات نظام حكم إسلامى، وفى هذا الإطار لم تتمكن الجماعة من ترجمة الانتصارات الانتخابية التى حققتها إلى سيطرة حقيقية على المشهد السياسى، وقد أدى كل ما سبق إلى فقدان الثقة فى شعار "الإسلام هو الحل" الذى رفعه الإخوان.

وحدد التقرير ثلاثة أخطاء رئيسية وقعت فيها جماعة الإخوان على النحو التالى:


على المستوى السياسى، لم تتمكن الجماعة من قراءة الوضع السياسى فى مصر على نحو سليم، حيث اندفعت بقوة نحو محاولة السيطرة على المشهد فى عملية تخللتها أخطاء تكتيكية فادحة، حيث لم يدرك قادة الإخوان وجود قوى مؤسسية تقليدية ممثلة فى الجيش والشرطة والقضاء والجهاز الإدارى للدولة.. معتبرين الانتصارات الانتخابية التى نجحوا فى تحقيقها بمثابة تفويض شعبى مطلق، متناسين أهمية عدم تهميش النخب العلمانية وضرورة تقديم بعض التنازلات لكسبهم فى صف الإخوان.. فقد خاضت الجماعة معركة لا يمكن حسمها أو تحقيق النصر فيها، متسلحين بالحماسة الأيديولوجية وأوهام العظمة وليس بناء على تقييم واقعى للحقائق الموجودة على الأرض.

وفى ذات السياق، لم يفطن قادة الإخوان للديناميات الإقليمية المحيطة والتى تجلت فى دعم السعودية والإمارات وبدرجة أقل الكويت لمؤسسات الدولة التقليدية فى مصر، حيث ألقت الدول الثلاث بثقلها السياسى والاقتصادى والإعلامى خلف المعسكر المناهض للإخوان وذلك خوفا من تنامى النفوذ الإخوانى داخل هذه الدول الثلاث.

وعلى المستوى الأيديولوجى، ظهرت الانتهازية بشكل جلى فى تطويع بعض الأفكار لتحقيق انتصارات سياسية على المدى القصير، إلا أن هذا لم يمحو من ذهن المصريين الأفكار المتطرفة التى تعتبر ركيزة أساسية فى فكر الجماعة، كما أن الانفصال الواضح بين فكر الجماعة ومواقفها السياسية قد أظهر للجميع عدم التوافق بين فكر الإخوان والقيم الديمقراطية الحديثة.

أخيرا على المستوى التنظيمى، كانت الهيراركية "التدرج فى هرم السلطة الجامدة" التى تتصف بها الجماعة من الناحية التنظيمية، فضلا عن المركزية الشديدة وعدم الشفافية فى صنع القرار، والانغلاق على الأعضاء والعزلة عن بقية أطياف المجتمع، عقبة أمام قدرة الجماعة على التكيف مع المتغيرات المجتمعية التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، حيث إن حرص الجماعة المبالغ فيه على تحقيق الوحدة التنظيمية وإسكات الآراء المخالفة قد أدى إلى ابتعاد العقول المميزة وانشقاقها عن الجماعة، كما أن عقلية القادة التنظيميين للإخوان والتى يطغى عليها الانطواء والتحجر قد ساهمت أيضا فى إعاقة قدرتها على بناء شبكة من الحلفاء الداعمين لها.

ويستعرض التقرير كيف اتسمت جماعة الإخوان وقادتها بضيق الأفق السياسى الذى لم ير فى ثورة 25 يناير سوى فرصة سانحة للقفز على المشهد والانقضاض على السلطة، غافلين العوامل التى أدت إلى اندلاع تلك الثورة وعلى رأسها رغبة المصريين فى تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، وبالتالى كان افتقاد الإخوان للرؤية وعدم قدرتهم على بلورة أجندة إصلاحية أحد أهم أسباب سقوطهم المدويّ.

ووجد الإخوان فى نموذج "أردوجان" مثالا يحتذى به، بغض النظر عن غياب الكوادر المؤهلة داخل صفوف الجماعة والقادرة على تحقيق التنمية الاقتصادية وبناء التحالفات السياسية على غرار ما قام به أردوجان فى تركيا وبالتالى كان اندفاعهم نحو السلطة بمثابة انتحار سياسى سريع.

ويتناول التقرير بالشرح أيديولوجية الإخوان التى يغلب عليها الجمود والتمسك بأفكار حسن البنا وسيد قطب شديدة التطرف والتى تجاوزتها الحركات الإسلامية فى الدول الأخرى مثل تونس والمغرب والسودان، مثل فكرة "دولة الخلافة" وغيرها من الأفكار غير القابلة للتحقق والمتنافية مع روح العصر، بالإضافة إلى تفسيراتهم الخاصة للنصوص الدينية والتى أقل ما توصف به أنها شديدة العنصرية والتمييز ضد المرأة والأقليات وكل ما هو غير مسلم، كما لا يخفى على أحد التناقض بين ادعاء الالتزام بالشريعة والقيم الإسلامية وبين اتباع سياسة اقتصادية تقوم على آليات السوق والالتزام بسياسات صندوق النقد والبنك الدوليين، إلى غير ذلك من التناقضات التى يحفل بها فكر الجماعة.

وكان من الطبيعى بعد كل ما سبق أن ينصرف الشعب المصرى عن هذه الجماعة، ويعلن لفظه لها من خلال المظاهرات العارمة التى اجتاحت محافظات مصر فى 30 يونيو 2013، إيذانا ببدء مرحلة جديدة يسطر فيها الشعب المصرى صفحة ناصعة من صفحات الوطنية والانتماء والتكاتف من أجل رفعة مصر داخليا وخارجيا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة