محمد صبرى درويش يكتب: لماذا هم إرهابيون؟

الأربعاء، 27 مايو 2015 12:04 م
محمد صبرى درويش يكتب: لماذا هم إرهابيون؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظاهرة الإرهاب تُكدر صفو دولنا الآن، وتجعل الحكومات تنتفض ضجرًا لدحر هذه الظاهرة وتحقيق الأمن والاستقرار لشعوبها، وتتحرك الحكومات بخطوات جادة من المحيط للخليج وسط تعاون فيما بينها وتعاون دولى فى وئد هذه الظاهرة ومُجابهتها.

ولكن لماذا هم إرهابيون ولماذا يُحاربوننا؟
والإجابة أجدها دومًا فى الإعلام لدينا وهى "البطالة والفقر وغياب دور الأسرة".. وهذا كلام نظرى جميل يُستأنس به فى هذه اللقاءات التلفزيونية وتُملء به حلقات لشَغل حيز الزمن لدينا.

ولكننى أريدُ أن أتحدثَ من منظور عملى، لنضع أيدينا على الدُمَل، ونُعالجَ أصل المرض وليس العرض، ودعونا نتحدث الآن بخطوات عملية..

ماذا لو ذهبت لشاب عاطل وقلتَ له تعال لتُفجر نفسك.. هل سيُنصتُ لك؟ والإجابة « لا »، وماذا لو ذهبت لشاب فقير وقلت له تعال لتُفجر نفسك وسأُغدق عليك بالمال.. هل سيُنصتُ لك؟ والإجابة «لا » بل سيتهمك بالجنون، إذن الموضوع ليس فقرًا أو بطالةً وإن كانا الفقر والبطالة أحد العوامل الثانوية لكن ليسا هما الأصل، وهل كان أسامة بن لادن فقيرًا أو عاطلًا، وهل كان إسلام يكن فقيرًا أو عاطلًا؟؟؟

المشكلة هى «غسيل المخ» الذى يُصنع لهؤلاء الشباب، يبدأ بجذب هؤلاء الشباب إلى ما يُطلقون عليه «الالتزام» ولا يكون هذا الالتزام إلا معهم هم فقط، بمعنى أنك كشاب لو التزمت بكل الطاعات وأقمت كل العبادات بمفردك فأنت الآن فى معزل عن الدين، ولكن حينما تلتزم معهم إذن أنت الآن أصبحت «مؤمنًا» تتمتع بكامل الإيمان الدينى، ولا ينقُصك فقط سوى ركن «الجهاد الأعظم» مع المجاهدين فى الأماكن التى يُحددونها لك، ولن يفصل بينك وبين الجنة سوى "قابس الحزام الناسف"، فلا تبخل على نفسك ولا على جسدك بالجنة.

وانظروا إلى صيحات التكبير التى يُطلقونها فى فيديوهاتهم بعد تفجير أى استشهادى لنفسه، لإيهام "القريب والبعيد" أن هذا الشاب دخل الجنة الآن، وكم أبكى حُرقةً على هؤلاء الشباب «المُغيب» الذى تم "الضحك عليه" باسم التدين والالتزام، وهو لا يدرى أنه يكتسب الإثم فى كل خطوةٍ يخطوها، وأسأل نفسى ماذا لو استطعنا أن ننقذ هؤلاء الشباب من الغرق فى مُستنقعات هذه الجماعات المُتطرفة؟ وماذا لو أقنعنا من هو فى بداية الطريق بالعودة عضوًا عاملًا نافعًا فى المجتمع؟ وماذا لو احتوت الدولة هؤلاء الشباب؟ وماذا لو فكرت الدولة قليلًا فى أن ما قد تُنفقه على مُكافحة هؤلاء الشباب إذا ما لُوثوا بالفكر الضال هو أضعاف ما قد تُنفقه على احتوائهم؟

هم إرهابيون لأنهم تُركوا من المجتمع والدولة، وأتى الفكر الضال لاستقطابهم دون قيدٍ على دخولهم إليه أو شرط، وهذا لا يعنى ألا تُكافحهم الدولة وألا تضرب بيدٍ من حديد على من يُروعوا أمننا واستقرارنا، ولكن على الدولة وهى تُعالج العرض "بملاحقتهم" عليها أيضًا أن تُعالج المرض، و« دواء المرض » هو أرخص كثيرًا من « دواء العرض ».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ع.ع

حماية امن اسرائيل

عدد الردود 0

بواسطة:

سلىمان حسىن اسماعىل

الانحىازىة المزهبىة الباطلة تشرد الدولة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة