بناء المجتمعات لا تبدأ بتلك الخطط والدراسات التى يضعها المسئولون ورجال الاقتصاد، لرقى ونهضة المجتمع !
ولا تلك الأمانى التى يتطلع إليها المواطن المحب لوطنه، ويحلم بازدهار وتقدم بلاده، وتربعها علی أعلی هرم الدول فى التطور والرقى. فإن تلك الخطط والدراسات وتلك الآمال والأحلام لا يمكن لها أن تكون واقعًا فى المجتمع، أو منهج حياة توصف به الدول علی أرض الواقع إلا بتوافر ثوابت وعوامل تأهلها للوصول إلى تلك الآمال والتطلعات.
ومن الأطر الأساسية والخطوط العريضة لنهضة المجتمعات الاهتمام والعناية بالفرد. فالفرد هو الأساس الذى تبنى عليه المجتمعات، وترفع علی أكتافه خطط النهضة والارتقاء، فى سبيل سعى الدولة لتوفير حياة كريمة لشعبها.
فإن الفرد هو الدينمو الذى يولد الطاقات لينير تلك المجتمعات، فكان لزامًا علينا الاعتناء به وإعداده إعدادًا جيدًا منذ طفولته، حتی يستطيع أن يعطى أفضل النتائج.
وتبدأ أولی مراحل الإعداد بغرس روح الوطنية والفداء للوطن، وإذكاء روح العطاء والإنتاج فى وجدانه منذ نعومة أظافره، فمن ترعرع علی المبادئ السليمة، والفكر الصحيح فلا شك أنها ستكون من سمات سلوكياته وطريقة حياته فى المجتمع.
ولا بد من إشعار هذا الفرد بأهميته فى المجتمع، وتعزيز ثقته فى ذاته بإعطائه محفزات إيجابية وجرعات وطنية حتی تصقل سماته الشخصية بتلك الإيجابيات.
فالفرد عماد بناء المجتمع، والاعتناء به منذ صغره يعطى ثقة فى مجتمع أفضل للأجيال القادمة..فما تزرعه الآن فى أطفالك ستجده غدًا فى سلوكياتهم.
وما نراه الآن فى مجتمعاتنا من اضطرابات فكرية، وقلاقل اجتماعية، وتأخر تنمية، وتخلف عن ركب الحضارة إلا خللًا فى إعداد ذلك الفرد الذى لم يلق رعاية ثقافية ووطنية فى طفولته، فأصبح عرضة لأفكار هدامة، ومبادئ خداعة، تهدم المجتمعات ولا تبنيها، وتدق ناقوس الخطر لذلك المنحنى الذى يمكن أن تؤول له الأمور فى ظل تخلف اقتصادى واجتماعى، يعود بالضرر علی المجتمع.
فلا بد من تكثيف الجهود لإعداد أمة تستطيع أن تقود سفينة الوطن للوصول إلی التقدم والرقى، فى ظل هذا الموج الهائج من المعوقات والأزمات التى تحيط بمصر، والتى للأسف معظمها من صنيعة من يعيش علی أرضها ويأكل من خيرها.
فيصل سليمان أبومزْيد يكتب: حتى تصل سفينة الوطن إلى بر الأمان
الثلاثاء، 26 مايو 2015 06:07 م