شارك عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية السابق، مساء أمس الاثنين، فى الندوة العلمية الأولى لمنتدى السماحة والوسطية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لبحث آليات تجديد الخطاب الدينى والتى تمت استجابة لدعوة الرئيس السيسى، وبرعاية مختار جمعة وزير الأوقاف، وبحضور عدد من الوزراء وشخصيات المجتمع ونخبة من العلماء وأساتذة الأزهر وطلابه.
ووفقا لبيان صادر عنه اليوم الثلاثاء، قال عمرو موسى خلال اللقاء إن هناك تدهورًا حدث لحال المسلمين، بتصاعد الهجوم على ظواهر تخصهم، وانتشار الشكوك بشأن فكرهم ومدى قدرتهم على مواكبة التطور العام للإنسانية، وأصبحت هناك ضرورة للرد على كل ذلك ليس فقط من منطق يفرضه الإحباط أو الغضب، وإنما من منطق تفرضه الضرورة وحسن إدارة الأمور وحماية الإسلام نفسه، وخاصة فى هذه المرحلة المليئة بالأنواء وبالريح العاتية.
وأكد موسى على أهمية الوعى الكامل بالظروف المحيطة بالمسلمين، وألا يقتصر الحديث على وجود مؤامرات خارجية أو عدم التسامح الدينى أو الإسلاموفوبيا، ولكن يجب الحديث عن أحوالنا نحن، وعن الضعف الذى ألمّ بنا واستغرقنا، وعن الانقسامات الهائلة التى أصبحت تفرقنا- هذا هو مربط الفرس- وأضاف موسى لولا ضعفنا نحن المسلمين ما اسُتضعفنا، لولا هواننا لما أُهنّا، هنا تأتى ضرورة تجديد الفكر والخطاب وفتح أبواب الاجتهاد طبقًا لحاجات العصر ومستجداته الهائلة.
وشدد موسى على ضرورة الاهتمام بالعلوم وتحقيقاتها، وإنجازاتها البشرية طبّاً وعلاجاً، بناءً وإعمارًا، تنميةً واقتصادًا.. حتى يتطور فكر وثقافة المسلمين فمن ثم يتطور الخطاب الدينى ويتحسن، وتسأل موسى أين نحن من علوم البحار، وعلوم الفضاء وباطن الأرض ومناخها وتطوراته وتهديداته، ماذا قدمنا للبشرية قرنًا وراء قرن، إن البشرية بما فِيهَا تعيش على إنجازات الحضارات الأخرى وتبنى حياتها على أساس ما قدمته واخترعته من وسائل لتسهيل الحياة.
وعبر موسى عن رفضه ما نعايشه من صدام الشيعة والسنة وما خلفه من حروب دموية مدمرة، فقد استدعيت الوقيعة بينهما من أعماق التاريخ لتؤثر على حياة المسلمين وترهبهم وتعطلهم، بينما تتقافز المجتمعات والحضارات الأخرى نحو المستقبل.
كما أكد موسى على تأييده لدعوة التجديد، ليس فى الخطاب فقط بالرغم من أهميته، إنما إعادة النظر فى الاجتهادات والوسائل التى تستخدم لوصول الخطاب لفئات عريضة من المسلمين فلابد أن تعالج العيوب التى تنهك بنيان الأمة، شأن فتنة الشيعة والسنة، وهو ما سبب تخلف فكر وعجز المُسلمين عن دخول سباق العصر فى مجالات العلوم جميعها . ولذلك ضرورى أن يكون الإسلام وفكره جزءًا من فكر القرن الحادى والعشرين وليس خارجًا عليه أو متخلفًا عنه.. وألا نأخذ بانحرافات الآخرين بل نشاركهم الإنجازات العلمية وأن نحظى بجودة الحياة وراحة الناس. والتوقف عَن إتعاس المواطنين وإنتاج لاجئين ونازحين ومشردين. مضيفا "هذا هو التجديد الذى أفهم أن الرئيس السيسى يدعو إليه".
وتساءل موسى فى نهاية حديثه ماذا فعلنا نحن والمسلمون يُذبحون ويُقيدون ويُطردون ويُحاصرون فى ميانمار، مسلمو الروهينجا، ماذا قدمنا لحمايتهم أو لإنقاذهم؟ حتى لاتخاذ موقف نحترم فيه حقوقهم ونحترم به أنفسنا، وشدد على أن ما يجرى إزاء المسلمين فى ميانمار جريمة إنسانية كبرى، وسكوت المسلمين عليه ليس إلا عنوانًا للفشل والضعف ونقص العزيمة.