المتسللون إلى ليبيا يهربون من الفقر إلى الموت.. تدفق المتسللين إلى ليبيا رغم المخاطر على الحدود.. السلوم الأكثر نشاطا فى تهريب البشر.. وقوات الجيش و الشرطة تحبط تسلل أكثر من 3 آلاف شخص شهريا

الثلاثاء، 26 مايو 2015 10:45 م
المتسللون إلى ليبيا يهربون من الفقر إلى الموت.. تدفق المتسللين إلى ليبيا رغم المخاطر على الحدود.. السلوم الأكثر نشاطا فى تهريب البشر.. وقوات الجيش و الشرطة تحبط تسلل أكثر من 3 آلاف شخص شهريا صورة أرشيفية للتسلل
مطروح _ حسن مشالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المتسللون إلى ليبيا يهربون من الفقر المحقق إلى الموت المحتمل


يلجأ كثير من المصريين، خاصة العمال والحرفيين، للتسلل عبر الحدود بطرق غير شرعية إلى ليبيا هربًا من الفقر المحقق إلى الموت المحتمل، على الأراضى الليبية، وبعضهم يكمل مسيرة الهجرة غير الشرعية، إلى أوروبا من السواحل الليبية، ليواجهوا مخاطر الموت فى عرض البحر وبالقرب من أعتاب الرفاهية، التى يحلمون بها.

يدفعهم الفقر والبطالة والعوز، لخوض المخاطر ومواجهة السقوط فى قبضة الأمن وحرس الحدود المصري، وحقول الألغام والتيه حتى الموت فى الصحراء المصرية الليبية الشاسعة، أو السقوط فى قبضة الأمن الليبى وإعادتهم إلى مصر محملين بخيبات الأمل ومزيد من الانكسار، ومن ينجو من ذلك كله، ويتمكن من دخول المدن الليبية، بحثًا عن فرصة عمل يظل هدفًا متحركًا لكل من يحمل سلاحًا، ويتحول إلى فريسة سهلة عرضة للابتزاز وسلب أمواله وكرامته فى أية لحظة فى غياب القانون والدولة الليبية.

هكذا هو حال المصريين الذين يتسللون إلى ليبيا، بطرق غير شرعية بعد أن أغلقت الحكومة المصرية أمامهم المنافذ الجوية والبحرية والبرية حرصا وحفاظًا على حياة المصريين، خاصة عقب نحر 21 مصريًا بدم بارد، أمام الكاميرات على يد جماعة داعش الإرهابية، وقامت وقتها القوات المسلحة المصرية، باستهداف معاقل الجماعات الإرهابية، على الأراضى الليبية بضربات جوية مكثفة، كما هرعت الحكومة المصرية لإجلاء المصريين من ليبيا عقب تزايد المخاطر، وشهد منفذ السلوم البرى عودة نحو 40 ألف مصرى منذ 16 فبراير الماضى وحتى الآن، هذا بخلاف العائدين من المنافذ الأخرى.

تسلل المصريين إلى ليبيا لم يتوقف سوى بضعة أيام عقب نحر 21 مصريا


توقفت عمليات التسلل لأيام قليلة فقط، عقب المشهد المروع لنحر 21 مصريا فى ليبيا، ثم عادت بعد ذلك محاولات التسلل إلى ما كانت عليه، فى ظل الإغراء المادى بسبب تعطش السوق الليبى للعمالة وارتفاع أسعارها وتزايد تدفق موجات المتسللين إلى ليبيا، رغم المخاطر على الحدود داخل ليبيا.

إحباط تسلل أكثر من 3 آلاف شخص شهريا ومثلهم يتمكن من التسلل


وتواجه الأجهزة الأمنية بمطروح، وقوات حرس الحدود بالمنطقة الغربية العسكرية، على مدار اليوم، محاولات تسلل المصريين وبعض الجنسيات الأخرى إلى ليبيا، وتتراوح أعداد المتسللين، الذين يلقى القبض عليهم يوميا على الحدود بين العشرات والمئات، حيث تشير الإحصائيات والمحاضر الرسمية، إلى أن حوالى 3 آلاف شخص يتم إلقاء القبض عليهم شهريًا، أثناء محاولتهم تسلل الحدود ومغادرة البلاد إلى ليبيا، بطريق غير شرعية عبر الدروب الصحراوية بالسلوم وسيوة.

وتشير مصادر غير رسمية إلى أن الأعداد التى تنجح فى تسلل الحدود من خلال عصابات التهريب المصرية والليبية تتجاوز الأعداد التى يتم احباط تسللها.

مافيا التهريب ترتبط بشبكات دولية وسماسرة بالمحافظات المختلفة


كشف مصدر "خاص" سبق أن شارك فى أعمال التهريب أن عمليات التهريب معقدة وخطرة، وقد نشطت مجموعات من المهربين بشكل كبير خلال ثورتى مصر وليبيا واتسعت أنشطتها وأصبحت تضم حلقات متصلة ومتشابكة داخل مصر وليبيا وعددا من الدول الأخرى وتستخدم هذه المجموعات وسائل اتصال حديثة، وهواتف تعمل عن طريق الأقمار الصناعية وسيارات حديثة ذات دفع رباعى.

وأضاف أن العمالة المصرية التى ترغب فى تسلل الحدود لها ترتيب خاص وتسعيرة متفاوتة وهناك وسطاء وسماسرة فى كل المحافظات، كما أن هناك بعض المحافظات بها العديد من الوسطاء مع المهربين بمطروح وسيوة والسلوم وغالبا هؤلاء الوسطاء يكونون من سائقى السيارات التى تقل المتسللين والبعض يقوم دفع مقابل عملية تهريب كل فرد منهم قبل أن يتحرك من محافظته، وأحيانًا يتم دفع عربون ويقوم بسداد باقى المبلغ من حصيلة عمله فى ليبيا، بعد أخذ الضمانات اللازمة منه أو من أحد أفراد أسرته، أو يقوم الشخص بدفع جزء مقدما والباقى عندما يتسلمهم المهربون، والذين بدورهم ينسقون مع مجموعات المهربين على الجانب الليبى لتولى إكمال الرحلة داخل ليبيا، بعد أن يتم نقل مجموعات المهاجرين إلى داخل الحدود الليبية، ويكون قد سبق ذلك عمليات نقل المهاجرين داخل مصر وصولا للحدود من خلال عمليات معقدة وعلى مراحل وعبر طرق ودروب بعيدة عن الرقابة الأمنية يوفى توقيتات محسوبة ودقيقة يتخللها عمليات تجميع للمهاجرين وانتظار "تخزين".

كما يوجد وسطاء على اتصال بالمهربين على جانبى الحدود المصرية الليبية فى الدول المختلفة، التى تتوافد منها مجموعات المهاجرون أو العمالة الراغبة فى دخول ليبيا، وأيضا يتم تحصيل الأموال فى هذه الدول قبل تنفيذ عمليات التهريب وهناك بعض المهاجرين يأتون إلى مصر ويتعاملون مع وسطاء مصريين يقومون بمهمة تهريبهم.

وأضاف المصدر أنه ابتعد عن العمل فى التهريب، بعدما تزايدت المخاطر والتشديد الأمنى على كافة النواحى، كما أنه شاهد مآسى كثيرة وأرواحا كثيرة أزهقت خلال رحلتها للبحث عن لقمة العيش، وكثيرون سقطوا فى قبضة الأمن المصرى والليبى بعد رحلات طويلة من العذاب والمخاطرة وفقدانهم أموالهم.

مدير أمن مطروح: ضبط متسللين يوميا بالتعاون من القوات المسلحة


قال اللواء العنانى حمودة، مدير أمن مطروح، إن عمليات ضبط المتسللين، من المصريين والجنسيات الأخرى، بشكل يومى، تأتى فى إطار تكثيف الجهود، وتنفيذًا للخطة الموضوعة بمعرفة إدارة البحث الجنائى، والتى تعتمد على غلق الدروب الصحراوية والمدقات الجبلية، التى تسلكها تلك العناصر، وتضييق الخناق عليهم وعدم تمكينهم من الهروب من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالتنسيق الكامل مع القوات المسلحة ومكتب مخابرات حرس حدود بالسلوم وفرعى الأمن العام والأمن الوطنى بمطروح.

ليبيا تمثل أكبر عبء أمنى على مصر، من بين دول الجوار


تمثل ليبيا أكبر عبء أمنى على مصر، من بين دول الجوار، بعدما سقط نظام القذافى وسقطت جميع أسلحة كتائبه العسكرية، فى يد المواطنين وبدأت الجماعات المسلحة فى التناحر على السلطة أو المصالحة الضيقة، كما أصبحت ليبيا مرتعا للجماعات الجهادية المتطرفة وجاذبة للإرهابيين من الداخل والخارج.

وتحولت المنطقة الشرقية من ليبيا إلى أكبر سوق دولى للتجارة غير المشروعة و تهريب السلاح والمخدرات بأنواعها المختلفة والأقراص المخدرة التى يتم جلبها من الهند والصين ودول أخرى إلى ليبيا، وبعد ذلك إدخالها إلى مصر عن طريق التهريب برا وبحرا.

ازدهار أعمال التهريب والتسلل عقب ثورتى مصر و ليبيا


شهدت الفترة، التى أعقبت ثورتى 25 يناير فى مصر و16 فبراير فى ليبيا ولمدة 3 سنوات أزهى أيام المهربين فى شتى المجالات مثل السلاح و المخدرات و البضائع المهربة من الجمارك و السجائر الصينية والمجهولة المصدر وتهريب البشر، وكان تهريب الأقراص المخدرة هو الأكثر رواجا وشهدت هذه الفترة ظهور عشرات المليونيرات وثرائهم الفاحش بعد أن كانوا لا يملكون شيئا وتعددت طرق وسبل التهريب.

وازدهرت مناطق لم تكن من قبل من ضمن منافذ التهريب مثل واحة سيوة القريبة من الحدود الليبية ومع الوقت أصبحت سيوة هى البوابة الذهبية للتهريب، حيث تكونت فيها مافيا للتهريب بالتوازى والارتباط مع مافيا التهريب على الجانب الليبى بواحة الجغبوب الليبية ومع رواج انشطة التهريب تزايد حلم الثراء، لدى بعض أبناء سيوة الذين خاضوا فى أعمال التهريب بجميع أنواعه من تهريب الخمور والبشر من مصر إلى ليبيا وتهريب السجائر والأسلحة والمخدرات وكل شىء آخر من الجانب الليبى إلى الجانب المصرى.

منافذ التهريب والتسلل بين مصر وليبيا


فى البدء كانت عمليات التهريب تتم من خلال 3 منافذ وهى المنطقة الحدودية بالسلوم وجنوبها من خلال الدروب والمدقات الصحراوية الوعرة والتى يمر بعضها بحقول الألغام، وهناك بعض العمليات، التى كانت تتم من خلال منفذ السلوم الرسمى من خلال التحايل أو الرشاوى والمنفذ الثالث، وهو من خلال البحر عن طريق مراكب الصيد، التى كانت تخرج من موانى كفر الشيخ أو الإسكندرية أو مطروح ودمياط.

وعقب ثورة يناير وما تبعها من انفلات أمنى وانهيار الأوضاع الأمنية والسياسية على الجانب الليبى نشطت هذه المنافذ بشكل غير مسبوق وأصبحت عمليات التهريب تتم على مدار الساعة ليلا ونهارا ولم تعد المنافذ الثلاثة كافية لتدفق وتنوع السلع والممنوعات المهربة انتقلت مافيا التهريب إلى منفذ جديد وهو غرب واحة سيوة، الذى تحول إلى البوابة الذهبية للتهريب بسبب اتساع وصعوبة السيطرة على الحدود المفتوحة خاصة بالمناطق الوعرة مثل مناطق الغرود وبحر الرمال وسرعان ما تشكلت مجموعات من المهربين من بعض أبناء سيوة وارتباطهم مع نظرائهم على الجانب الليبى وبدأوا فى عمليات التهريب والنقل لحساب الغير أو لحساب أنفسهم وطوروا أدواتهم بشكل سريع مع تزايد أرباحهم باستخدام السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعى واستخدام وسائل الاتصال مثل الهواتف، التى تعمل عن طريق الأقمار الصناعية.

كان يحدث ذلك بشكل متزايد رغم جهود قوات حرس الحدود وإحباطها للكثير من عمليات التهريب، التى تتجاوز خلال الثلاث سنوات الماضية عشرات الآلاف من قطع الأسلحة الثقيلة والخفيفة وملايين الطلقات من الأعيرة المختلفة، بالإضافة إلى الأطنان من مخدر الحشيش وعشرات الملايين من الأقراص المخدرة مثل الترامادول والتامول وغيرها.

إحكام سيطرة القوات المسلحة والشرطة مع ثورة 30 يونيو


ومع ثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام جماعة الإخوان المسلمين كثفت القوات المسلحة من تعزيز وضبط الحدود واستخدام أجهزة حديثة لمراقبة الحدود فى نطاق منطقة السلوم واستعادة الشرطة قبضتها على شبكة الطرق الدولية والفرعية من خلال الأكمنة الثابتة والمتحركة تراجعت عمليات التهريب بشكل كبير وخاصة تهريب الأسلحة بعد أن استعادت الدولة هيبتها وهو ما جعل كثير من المهربين أكثر حرصا على ثرواتهم الكبيرة التى حققوها خلال الفترة الماضية فابتعدوا ولو قليلا عن أنشطتهم غير المشروعة والاكتفاء بما حققوه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة