هو الدين بقى ملطشة ولا إيه؟.. هل يجوز أن تتدخل الدولة لمواجهة هذه الحمى الفكرية.. إيناس الدغيدى تفتى بأن الجنس قبل الزواج حلال.. والشوباشى أشعل فتنة خلع الحجاب.. والبحيرى يسخر من الأئمة الأربعة

الأحد، 24 مايو 2015 10:15 ص
هو الدين بقى ملطشة ولا إيه؟.. هل يجوز أن تتدخل الدولة لمواجهة هذه الحمى الفكرية.. إيناس الدغيدى تفتى بأن الجنس قبل الزواج حلال.. والشوباشى أشعل فتنة خلع الحجاب.. والبحيرى يسخر من الأئمة الأربعة محمد الدسوقى رشدى
كتب محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين أضلاع مثلث واحد، يتحرك كل باحث عن ضجة أو جدل أو شهرة «الجنس - الدين - السياسة»، أى طرح جرىء أو مختلف فى مجال من المجالات الثلاثة كفيل بأن يشعل معركة ليست بالضرورة أن تكون فكرية بقدر ما هى جدلية ونارية، تنقل أطرافها من المنطقة المغمورة إلى مناطق أكثر شهرة وتمنح الوسائل الإعلامية فرصا لتحقيق نسب رواج ومشاهدة أعلى من المعدل الطبيعى.

فى الأوضاع الطبيعية، حيث تختفى فكرة السقف السياسى، والخوف من غضب السلطة، وتتخلص النخبة من مرض الرغبة فى رضا السلطة، تتصدر القضايا السياسية المشهد، ويتحول أطرافها إلى نجوم، وتعلو أسهم وسائل الإعلام التى تتسابق فى طرح نقدها للسلطة أو كشف خطايا الأحزاب، وتجربة سنوات ما بعد ثورة 25 يناير خير دليل على ذلك، غابت كل الفئات والقضايا عن الإعلام، وتصدرتها الملفات السياسية، تضاءل دور الفنانين والشخصيات الاجتماعية على ساحة النجومية، وأصبحت السياسة وأمورها وسيلة لإشهار نجوم جدد، سواء كانوا معارضين أو مؤيدين.

فى الفترة الأخيرة، وفى ظل حالة الإجماع على ضرورة دعم السلطة الجديدة للخروج من نفق الإرهاب، وإنقاذ الاقتصاد، وتحت وطأة الخوف من مصير الدول المحيطة، وأسفل مظلة الرعب من المصير التى وصلت إليه الأراضى اليمينة والعراقية والسورية، بدا وكأن هناك اتفاقا على تأجيل المعارك السياسية، لأن الوضع الحالى لا يحتمل.

تزامن ذلك مع رغبة أعلنت عنها السلطة أكثر من مرة، ومع موجات من التهديد والهجوم يمارسها سياسيون وإعلاميون باحثون عن رضا الدولة ينصبون خلالها المنصات، ويتهمون كل صاحب نقد حاد أو ناعم للحكومة أو الرئيس بأنه خائن وعميل وطابور خامس.

هذا الوضع الجديد كان سببا فى أن يخسر مثلث إثارة الجدل «الدين والجنس والسياسة» ضلعا مهما من أضلاعه، وبناء عليه يتحمل الضلعان الباقيان مسؤولية ما كان على ثلاثة، ولم يعد أمام الباحثين عن الجدل أو الشهرة سوى العودة إلى زمن التسعينيات الذى شهد موجة من تفجير قضايا دينية واجتماعية ساخنة لتعويض ما سببه انخفاض سقف الانتقاد السياسى فى تلك الفترة.

تحت وطأة الخوف من الاتهام بالعمالة والتخوين، والرغبة فى التقرب من السلطة الجديدة، انطلق البعض لملء مساحات الفراغ التى ضاعفتها حالة الركود السياسى بأطروحات جدلية فى قضايا الدين والملفات الاجتماعية، وتحديدا الجنسى منها، وعادت مرة أخرى التصريحات الصادمة عن ختان الإناث وتبادل الزوجات وزنا المحارم، والاغتصاب، والعادة السرية، ونصائح ليلة الزفاف، ولكن هذا النوع من القضايا وللغرابة وجد من يتهم مناقشوه بأنهم يسعون لتفتيت المجتمع أو تشويهه، وبالتالى لم يعد أمام الراغبين فى ملء مساحات الفراغ سوى العودة إلى تفجير القضايا الدينية الجدلية على طريقة التسعينيات، التى تميزت بطرح أفكار دينية وفقهية مهمة للنقاش بهدف الإثارة لا التفكير ونقاش الحجة بالحجة، ومن هنا ظهر الحديث عن الثعبان الأقرع وعذاب القبر، وتطهير كتب التراث، والدعوة لخلع الحجاب، والهتاف بحرق البخارى ومسلم، ووصف الفقهاء والأئمة الأربعة بالنصابين، وأمام ذلك ظهرت موجة من الفتاوى المتطرفة، سواء من قبل شيوخ الإخوان الذين أحلو الدم والتفجيرات، أو شيوخ التيار السلفى الذين حرموا الأعياد وتهنئة الأقباط، أو فتاوى داعش التى كفرت المجتمع وأباحت الذبح والحرق، وبين هؤلاء وهؤلاء ظهر الشيخ ميزو وإسلام بحيرى وغيرهما من أصحاب الآراء المتطرفة على الجانب الآخر.

طرح القضايا الدينية الجدلية والطعن فى الدين على طريقة إيناس الدغيدى أو استخدام الألفاظ سيئة السمعة، على طريقة إسلام بحيرى، وجد رواجا أكثر ونقاشا أكثر سخونة، حدث ذلك بطبيعة الحال لأن التطرف فى مسألة التنوير كان يقابله تطرف فى التكفير، الأول يدعى رغبته فى الحفاظ على الدين من التطرف، والثانى يدعى رغبته فى الحفاظ على الدين من الانحلال، ووسائل الإعلام والناس على مواقع التواصل الاجتماعى تتشبع بهذه المعارك، وتسقط فى فخ السعى ورائها، بينما الإسلام نفسه يتحول بين الأطراف الثلاثة إلى ملطشة، فمن يخوض فى أمور سياسية ضد السلطة، يجد من يرد عليه من أبناء السلطة وحواريها، ومن يخوض فى أمور مجتمعية يجد من يجاهر باتهامه بأنه يشوه سمعة مصر، بينما الخائضون والطاعنون فى الدين يجدون من يوفرون لهم غطاء لأفعالهم تحت مسمى التنوير أو تجديد الخطاب الدينى أو إلقاء حجر فى الماء الراكد.

قطعا لا يكره الحجر محرك المياه الراكدة إلا أصحاب العقول المغلقة، ولكن يتوقف الأمر على من يقذف بالحجر، وهدفه، وطريقته فى الخوض بالمياه الراكدة، هل ينتمى إلى هذا النوع من الأفاقين الذين يطعنون فى الدين من أجل الشهرة؟ أم ينتمى إلى فئة شيوخ الطرف الذين يظنون أن كل ما يطرحونه من فتاوى متشددة هى أصل الكتاب والسنة؟ أم عالم وفقيه عاقل يخوض معاركه بهدوء الباحث عن الحقيقة والنقاش الفكرى لا البحث عن الضجة المفتعلة، كما يفعل بحيرى وميزو والدغيدى من جانب، وكما يتصرف وجدى غنيم وشيوخ داعش على الجانب الآخر.

من بين أضلاع المثلث الثلاثة «الجنس والدين والسياسية» يستسهل الراغبون فى خوض المعارك، أن يلعبوا بالدين وفى الدين، ويجعلوا منه «ملطشة»، هذا يخوض فى قضاياه تحت شعار التنوير، والآخر يخوض فى قضايا تحت شعار الخلافة الإسلامية، ولا نجد من الأول إنتاجا فكريا متحضرا ولا من الثانى إنتاجا إنسانيا يحفظ للمجتمع أركانه، ويحمى البشرية من فتنة الدم، ليبقى الدين بالنسبة للطرفين تسلية يخوضها كل منهما لغرض مريض فى نفسه المطمئنة إلى أن الدين «ملطشة» لا تقف وراؤه كتلة متماسكة للدفاع عنه.


موضوعات متعلقة:


الفتاوى الحرام للمشاهير والمتشددين.. إيناس الدغيدى أفتت بجواز الجنس قبل الزواج..شريف الشوباشى: الحجاب إهانة للدين.. وياسر برهامى يفتى بعدم قتل الزوجة الخائنة إلا أن يرى زوجها "الفرج فى الفرج"







مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهي دي الثورة الدينية يامعلم

خليك حدق بقه

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

نهاد

عن أساسيات الدين

عدد الردود 0

بواسطة:

alexlover

الاسلام ضار بالصحه

عدد الردود 0

بواسطة:

كده كده انا

الدين وقع

الد ين مش كلمه

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن عبد الغفار

هل الدين ملطشه؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

Abo saif eldin

دعهم يخوضوا انما هي فتنة لهم فيها عما قليل مصارع

عدد الردود 0

بواسطة:

عامر

الموضه

عدد الردود 0

بواسطة:

فكري

خلاص بلاش الناس تفكر وخلّينا متمسكين بالخرافات والاسرائليات

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماعيل الحبشى

و لسه

ماسورة مجارى و انفجرت

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد هانى محسن

الفتنة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة