حياة العمال الأجانب فى قطر "نصف عبودية"
وأضافت الصحيفة العبرية أنه قبل عدة أشهر، أعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" وقطر قوانين عمل جديدة لتحسن من ظروف العمال الأجانب الذين يعيشون فى "نصف عبودية"، ويدفعون أحيانا حياتهم ثمنا لبناء ملاعب كأس العالم 2022، مؤكدة أن 62 عاملا يموت كل 90 دقيقة هناك.
القوانين القطرية حبر على ورق
وأكدت هاآرتس أن القوانين تغيرت بالفعل، ولكنها بقيت حبرا على ورق، موضحة أن العمال الذين يعود معظمهم من شبه القارة الهندية وأيضا من دول الشرق الأقصى، لا يزالون يعيشون فى معاناة وظروف صعبة ويتعرضون للموت.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى تقرير "منظمة العفو الدولية" الذى أوضح أن قوانين العمل الجديدة لم تنفذ حتى الآن، وأن القطريين لا يهتمون بأولئك العاملين، مؤكدة أن هؤلاء العمال بالنسبة للقطريين نوع من العبيد العصريين، وقد تم استثمار معظم جهودهم فى إخفاء المشكلة.
اعتقال الصحفيين المتابعين للكارثة الإنسانية بقطر
وضربت هاآرتس مثالا على ذلك، مشيرة إلى أنه فى الأسبوع الماضى، تم اعتقال مارك لوبل، وهو صحفى من شبكة BBC البريطانية، وكانت جريمته الوحيدة هى رغبته فى فحص ظروف العمال الأجانب فى الدولة النفطية وكتابة تقارير عن ظروف معيشتهم هناك.
عدم اهتمام من جانب الفيفا تجاه القضية
وأوضحت الصحيفة العبرية أن كل ذلك يهم "الفيفا"، مؤكدة أن الاتحاد الدولى لكرة القدم لم يتحرك تجاه قطر التى تقمع حقوق الإنسان باستخدام البشر حتى الموت، قائلة: "إن نفاق الفيفا ونفاق رئيسها جوزيف بلاتر يصرخ إلى السماء"، على حد تعبيرها.
ونقلت هاآرتس مقتطفات من تقرير لصحيفة "الجارديان" نهاية الأسبوع الماضى جاء فيه: "يجب أن يكون هناك عدد أيا كان من العمال الذين يموتون فى البلاد الأغنى فى العالم من أجل أن يصبح كأس العالم فى قطر غير أخلاقى وغير ممكن سياسيا، ولكن ما هو هذا العدد؟".
وتساءلت المدونة البريطانية مريانا هايد، "كم عاملا يجب أن يموت فى وقت بناء الملعب من أجل أن يعتبر بناؤه أمرًا غير مقبول، شىء ما يقول لى إن ذلك لا يقلق بلاتر فى منامه وأنّه يستمر بالنوم نوما هادئا وهذه ميزة يملكها القليل من القادة الغربيون".
الفيفا يغض الطرف تجاه الانتهاكات القطرية لحقوق العمال
وقالت هاآرتس: "الفيفا من جهته يغض الطرف، وقد تحدث روف هاريس، المحرر بوكالة الأنباء AP الذى كان فى قطر، مع عمال أجانب، والذبن أكدوا أنه لم يتم الإيفاء بوعود تحسين ظروفهم ويحصل بعضهم على رواتب أقل بكثير مما وعدوا به، ومن بينهم أيضًا أولئك الذين يجبرون على دفع مبلغ باهظ لمجرد الحصول على عمل، وهو أمر مناقض تماما للقانون القطرى".
الشركات الكبرى تهدد بسحب رعايتها للفيفا
وقالت هاآرتس أن كلا من شركة "كوكاكولا"، و"فيزا" و"أديداس"، الرعاة الرئيسيين للفيفا، أعربوا فى الأيام الأخيرة عن قلقهم من حالة العمال، الذين يبنون أيضا الفنادق، والطرق، وناطحات السحاب وغيرها.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن بيان شركة "فيزا" كان الأكثر جدية، حيث جاء فيه: "ما زلنا نشعر بالقلق من التقارير التى ترد من قطر بخصوص ظروف تشغيل العمال الأجانب المرتبطين بكأس العالم، لقد عبرنا عن قلقنا الجاد فى الفيفا ونحن ندعو الاتحاد إلى اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لتغيير الوضع وللحرص على صحة العمال".
ولفتت هاآرتس إلى أنه برغم من أن هناك تهديدا من الشركات الثلاثة الكبرى بإزالة الرعاية للفيفا التى تبلغ حوالى 30 مليون دولار فى العام تدفعه كل واحدة من الراعيات الكبرى وهو ليس مبلغا تافها أيضا بالنسبة للفيفا، إلا أن حقيقة الأمور تشير إلى عدم الصبر.
1- جانب من تقرير صحيفة "هاآرتس"
2- جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم
3- العمال الأجانب فى قطر
4- أحد الشباب القطريين يحمل كأس العالم
5- العمال الأجانب فى قطر خلال بناء الملاعب
موضوعات متعلقة..
- نيبال تتهم قطر بعدم السماح لعمالها لحضور جنازات أقاربهم بعد الزلزال.. وتطالب الفيفا بالضغط على الدوحة لتوفير ظروف عمل أفضل.. الجارديان:الإمارة الخليجية تشترى أمنها بالاستثمار فى الخارج
