مشاهير «الاقتصاد والعلوم السياسية».. ماذا قدموا للسياسة.. وماذا فعلت بهم؟!..«الفقى» رجل عابر للسلطة.. وعلى الدين هلال استحق لقب مهندس التبرير.. و«حمزاوى» قبض على جمر «المنتصف»

السبت، 23 مايو 2015 01:05 م
مشاهير «الاقتصاد والعلوم السياسية».. ماذا قدموا للسياسة.. وماذا فعلت بهم؟!..«الفقى» رجل عابر للسلطة.. وعلى الدين هلال استحق لقب مهندس التبرير.. و«حمزاوى» قبض على جمر «المنتصف» مصطفى الفقى
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..



لعبت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أدوارا أكثر خطورة فى الحياة السياسية المصرية، أدوارا يرى البعض أنها أفسدت أكثر مما أصلحت، البعض الآخر، ينظر لها كمكان لأبناء الدبلوماسيين الذين يفضلون الالتحاق بها لإكمال مسيرة الآباء فى وزارة الخارجية، بينما يحلو لآخرين أن يصفوها بكلية القمة، لأنها تحتل الترتيب الأول فى كليات المجموعة الأدبية، فتختار طلابها من بين المتفوقين دون التقيد بشرط المستوى الاجتماعى الذى تضعه وزارة الخارجية لقبول العاملين فيها.

الكلية تخرج ما يزيد على الألف خريج سنويًا، ولكن أسماء بعينها تستحق التوقف أمامها، من هذه الأسماء الدكتور بطرس بطرس غالى المصرى الوحيد الذى شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، والسفيرة مرفت التلاوى التى شغلت منصب الأمين العام المساعد للمنظمة نفسها، فيما اجتذب الحزب الوطنى الذى حكم الثلاثين عامًا الماضية من رأى فيهم دهاء يليق بصفوفه، فكان الدكتور على الدين هلال، الأستاذ بالكلية، ضمن رجاله المخلصين، وكذلك الدكتور محمد كمال الذى عرف عنه قربه من جمال مبارك كأستاذ علوم سياسية شاب ونابه، بالإضافة إلى محمود محيى الدين، وزير الاستثمار السابق، كما خرجت الكلية، الدكتور مصطفى الفقى أول القافزين من سفينة نظام مبارك، الذى عمل سكرتيرا لمبارك للمعلومات، ونائبًا عن حزبه الحاكم.

بعد الثورة، لمع اسم أحمد المسلمانى المتحدث الرسمى السابق باسم رئاسة الجمهورية كواحد من أشهر خريجى الكلية، كذلك فإن عمرو حمزاوى الذى ظهر بعد الثورة كناشط سياسى تحول لنائب برلمانى محسوب على معسكر الثورة أبرز خريجى الكلية، لتستمر حكايات كلية لا تتوقف عن إنتاج رجال يزحمون المشهد السياسى فى كل العصور.

- على الدين هلال.. مهندس التبرير


لا يكف على الدين هلال عن إدهاش متابعيه بقدرته الفائقة على التبرير، يستطيع هلال ببراعة دبلوماسى وأستاذ جامعى أن يقنعك بالفعل ونقيضه فى جلسة واحدة دون أن يشعر بأى حرج، ودون أن يستشعر المتلقى باهتزاز المتحدث أو اختلاج نبرة صوته.

اليوم السابع -5 -2015

تعرف الرأى العام المصرى على على الدين هلال لما كان يشغل منصب وزير الشباب فى أوائل الألفية وهى الفترة التى شهدت نشاطًا بارزا للوزارة التى عملت على اجتذاب قطاعات كبيرة من الشباب للانضمام للحزب الوطنى، أو جمعية جيل المستقبل التى أسسها جمال مبارك، وكانت تتخذ مقرات لها داخل الحرم الجامعى لجامعات العاصمة والمحافظات، كانت الواجهة أن تقدم تلك الجمعية فرص تدريب للشباب وتعلمهم مهارات الكمبيوتر وغيرها، ثم ارتبطت تلك الجمعية بوزارة الشباب ولعب فيها هلال دورًا خفيًا كأستاذ جامعى على دراية كبيرة بالمزاج الطلابى، حتى إنه تولى توعية طلاب الجامعات بأهمية التعديلات الدستورية التى هندسها نظام مبارك لتزوير الانتخابات وتوريث الابن، ثم حدث لهلال ما لم يكن يتوقعه، أتته الصفعة من الاتحاد الدولى لكرة القدم، وأفسدت خطاه الحثيثة فى ملف التوريث، حصلت مصر على صفر فى المونديال، ملف مصر الذى قدمته للفيفا لكى تنال شرف تنظيم كأس العالم 2010 حصل على صفر، وكان هلال يرأس الوفد المصرى وقتها، لم يجد النظام أى طريقة لتهدئة الرأى العام الغاضب سوى التضحية بوزير الشباب، فأقيل وتم تعيينه أمينًا لإعلام الحزب الوطنى.

- محمد كمال.. أمين تثقيف التوريث


على العكس من كل ما أصاب رجال جمال مبارك الذين تناوبوا على السجن وجهاز الكسب غير المشروع، احتفظ محمد كمال أمين التثقيف والتدريب فى الحزب الوطنى المنحل لنفسه بمساحة آمنة تمامًا لا تتناسب وما كان يشغله من أدوار متعددة، كانت ستضعه على سلم السلطة إن صار ما كان يخطط له مع صديقه جمال وأستاذه على الدين هلال.

اليوم السابع -5 -2015

أستاذ العلوم السياسية الشاب، كان ضمن اختيارات هلال الدقيقة التى ضمها لفريق جمال مبارك ومن حوله لتمرير التوريث، كانت تلك الاختيارات تتضمن الشباب والذكاء والكاريزما، دخل كمال الحزب الوطنى وصعد سريعًا حتى تولى منصب أمين التثقيف والتدريب، كان يعمل بدأب على تدريب شباب الحزب على الرد على الاتهامات التى تسوقها المعارضة، بطريقة أكثر ذكاء، قال كمال فى حوار له سبق ثورة يناير بثلاثة أشهر، إن الحزب ليس له أى علاقة بحملات تأييد جمال مبارك، ومن السابق لأوانه الحديث عن مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة، واختتم كلامه عن التوريث بكلمتين: «ليس الآن».

تمكن كمال من الاختفاء طوال فترة الثورة وما تبعها من هياج طال كل رجال النظام السابق، ابتعد فنساه الناس، ثم عاد وظهر مرة أخرى ليطالب بالتحقيق فيما أسماه مؤامرة 25 يناير، وفى مقال له على صفحات جريدة يومية شهيرة، طالب بتشكيل لجنة تقصى حقائق من أجل التعرف على ملابساتها، وكيف تجمعت خيوط المؤامرة، وما هى الثغرات التى نفذ منها التمويل وتهريب البشر والسلاح.

- أحمد المسلمانى.. مذيع المعارضة والنظام


أطل المسلمانى فى بداية ظهوره على المصريين من خلال برنامجه «الطبعة الأولى» الذى كان يقدم نقدًا للأوضاع السياسية والاجتماعية أثناء نظام مبارك، ثم قيل وقتها إن البرنامج يواجه ضغوطا وتهديدات بالإيقاف حتى إن الإرسال انقطع عنه فجأة أثناء البث، فهب الصحفيون للدفاع عنه والمطالبة بعودته، فعاد البرنامج ومعه المسلمانى ممتطيًا حصان البطولة.

اليوم السابع -5 -2015

ثم مر وقت طويل، وقامت الثورة، وكان المسلمانى وقتها مذيعًا محسوبًا على الشعب الثائر، يشعل الغضب فيهم من خلال ما يكشف عنه فى منبره، حتى أثار عبداللطيف المناوى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أثناء الثورة مفاجأة وقال فى كتاب له إن المسلمانى ساهم فى كتابة خطاب مبارك العاطفى الثالث. لكنه نفى أى علاقة بالخطاب، وقال إنه كتب نقاطا وأرسلها للمشير طنطاوى لم يقصد بها مبارك، وقرأ خطابًا آخر لا يمت لما كتبه المسلمانى بصلة.

هدأت الضجة، حتى جاءت «30 يونيو» وعاد المسلمانى مستشارًا إعلاميًا للرئيس المؤقت عدلى منصور، ثم عاد إلى دوره كإعلامى ومحلل للأحداث من موقع الدولة، ساعياً للبحث عن موقف لنشر الوعى السياسى بين الشباب خاصة وقد بدأ نشاطه من خلال العمل بالندوات والمناقشات التى جرت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

- عز الدين شكرى.. السياسى أديباً


هل ينجح السياسى فى الكتابة الأدبية؟ هل ينجح الأديب فى قراءة فنجان الأحداث حتى وإن كان سياسيًا؟ الإجابات على السؤالين السابقين تلخص ما حصده عز الدين شكرى فشير، أستاذ العلوم السياسية، والأديب والدبلوماسى الذى استطاع أن يقرأ طالع مصر فى روايته باب الخروج والتى اعتبرها البعض أول من تنبأ بما جرى فى 30 يونيو.

اليوم السابع -5 -2015

على الرغم من تنبؤه بما حدث رفض فشير الانصياع لدعوات الثورة الثالثة، معتبرًا أن الجيش المصرى طرف فاعل فى العملية السياسية لذلك كان شكرى عضوًا فى لجنة حماية المسار الديمقراطى بمجلس الوزراء، وكان أول الداعين لمبدأ المصالحة الوطنية بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين، وهو الرأى الذى لم يرض أيًا من الطرفين فما كان من فشير إلا أن اختفى والتزم الصمت.

رأى فشير أن وظيفته كمثقف تحتم عليه تقديم الحلول وليس توجيه انتقادات لاذعة والمطالبة بمدينة فاضلة دون النظر للأوضاع الراهنة، فكان يكتب آراءه عن العملية السياسية وسبل التحول الديمقراطى، عبر نافذته على «فيس بوك» فطاله ما طال الجميع من تطرف أحرق الأخضر واليابس، قرر بعدها شكرى الانعزال والعودة إلى كتابة الرواية التى خلقت له شهرة لم تحققها له الدبلوماسية التى أفنى سنوات عمره فى خدمتها متنقلًا بين عدة مواقع.

- عمرو حمزاوى.. القابض على جمر المنتصف


أثناء ثورة يناير، لمع اسم باحث شاب بمركز كارنيجى للأبحاث، كان يطل على الفضائيات بوجهه الوسيم يحلل أسباب الثورة ويتوقع الأحداث، ولا يخفى انحيازًا لها، وهو الأمر الذى دفع الفريق أحمد شفيق لعرض منصب وزير الشباب عليه فى الحكومة التى شكلها عقب الثورة مباشرة واستقال شفيق بعدها نتيجة احتجاج الشباب عليه، ثم تجدد المطلب من حكومة عصام شرف، فعاد حمزاوى للرفض مجددًا لإيمانه بضرورة انتخاب المسؤولين التنفيذيين، وهو ما حدث فعلًا فدخل حمزاوى البرلمان نائبًا منتخبا فى دائرته مصر الجديدة ضد مرشح الإخوان عام 2012.

اليوم السابع -5 -2015

انخرط حمزاوى فى الحياة السياسية المصرية وأسس مع آخرين الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى نهاية 2011 ثم ما لبث أن انسحب منه، وأسس حزبه مصر الحرية الذى دخل به البرلمان، ثم ابتعد عن الساحة تمامًا عقب 30 يونيو.

وظل يكتب رأيه فى الصحف وأثارت آراؤه جدلاً بسبب مواقفه التى حاول فيها البقاء منتقدا للإخوان والدولة.

عدم انحياز حمزاوى لأى من الطرفين، الإخوان أو الأحزاب المدنية، جعله كالقابض على جمر المنتصف ينال سهام الاتهامات والنقد من كل الجهات فلا يرد على أى منها، ويستمر فى كتابة مقالاته الأسبوعية وأداء دوره كأستاذ للعلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية.

كما يواصل علاقته بمركز كارنيجى للدراسات السياسية، وقد تنازل أثناء الانتخابات عن جنسيته الألمانية.

- مصطفى الفقى.. عابر للعصور والسلطة


الثورة تنطلق، سفينة مبارك تغرق بكل رجاله، من يقفز منها أولًا؟، من يدرك أن صافرات الإنذار التى انطلقت لن تهدأ وتخفت وتعود السفينة للإبحار؟ مصطفى الفقى أول من فهم إشارات السفينة، فكان أول القافزين منها.

اليوم السابع -5 -2015

الفقى الذى كان سكرتير الرئيس مبارك لشؤون المعلومات، وتنقل فى عدة مواقع سياسية ودبلوماسية، هاجم نظام مبارك قبل أن يتنحى ليضمن لنفسه مقعدًا على شاطئ الثورة عندما ينجو.

هجومه على النظام لم يمح اتهاماً بتزوير الانتخابات البرلمانية لصالحه عام 2005 وهى الوقائع التى كشفتها المستشارة نهى الزينى، فلم يسمع النظام ونزل الفقى نائبًا عن دائرته دمنهور وممثلًا للحزب الحاكم آنذاك.

واصل الفقى هجومه على النظام بعد سقوطه فقال، إن سوزان مبارك أمرت باعتقاله لأنه أيد الثورة، ثم سرعان ما هدأت الثورة وحاول الرجل الترشح لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، فعادت موجات الهجوم تطارده ولم يتمكن من تحقيق حلمه.

عاد الفقى مرة أخرى فى دور جديد، قرر أن يسرد لنا شهادته على العصر فقدم برنامج سنوات الفرص الضائعة على إحدى الفضائيات، يمتطى لهجة المحايد ويبدو متنصلًا من تاريخ ساهم فى صنعه إلى جوار نظام كان أول المتنكرين له، وظل دائماً يمكنه إطلاق كلام يحمل الأوجه وعابر للأنظمة مع السلطة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام على حسن

4-تصحيح للكتور مصطفى الفقي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة