محمد أبو هرجة يكتب: أصحاب القلوب البيضاء

عندما تتقابل مع شخص ما لم تره من قبل وعندما يبدأ الحديث بينكما تدور هذه الأسئلة وتتصارع داخل عقلك هل رأيته من قبل، هل كنت تعرفه هل رأيته قديما فى الواقع أم رأيته فى المنام أم ماذا هل هذه الأسئلة شعور حقيقى؟ أم هى أوهام من صناعة العقل الباطن؟ هل وقفت لحظة وفكرت فى هذا الشعور أنها مجرد لحظات ولكنها قد تؤدى إلى قرارات. قد تبدأ بها علاقة أو تنهى بها علاقة .

هل دخلت مكان ما وشعرت بالألفة تسيطر على إحساسك الداخلى فأحببت الجلوس فيه رغم أنك أول مرة تدخله وعلى النقيض هل دخلت مكان ما وشعرت بانقباض داخل قلبك تشعر وكأن المكان يضيق بك رغم مساحته الواسعة وأثاثه الأنيق ولكنك لست مرتاحا، إذن هى الألفة الروحية التى تتحكم فى خروج المشاعر الداخلية دون سيطرة من الجانب العقلى .

ونوضح أكثر ونقول أنها الجاذبية الروحية تتجاذب الأرواح وتتنافر مثل قطبى المغناطيس قد تتقابل مع شخص ما تراه لأول مرة فتجد روحه الطيبة قد سكنت داخلك فتشعر بالارتياح ويصفو قلبك وتنطلق الكلمات من هذا الشخص لتستقر داخل أعماقك وتستقر فى وجدانك أنه إحساس عجيب أنها عظمة الخالق عز وجل التى خلقت هذه الأرواح فتجلت فى التآلف والتقارب كما لو كانت تعارفت منذ قديم الأزل.

وعلى الجانب الآخر تشعر بانقباض شديد عندما تقابل شخص ما عندما يطل عليك بروحه الخبيثة فيضطرب إحساسك الداخلى وتتصاعد لديك درجات التوتر وتحاول إنهاء اللقاء لأنك تشعر أن هناك جدارا سميكا غليظ يفصل بينك وبينه وكلما تكلم كلما زادت هذه الكلمات من الجدار ارتفاعا وسمكا وأنت تتألم من الداخل أثناء هذه اللحظات.

هى لحظة فارقة هى اختبار روحى لا تتجاهله ويأتى القاء الثانى ليحدد ويثبت شعور اللقاء الأول لأنه ببساطة إما يزيد من الإحساس بالتجاذب القوى أو التنافر القوى .

القلوب البيضاء فقط هى التى تمتلك جهاز استقبال روحى قوى لديه القدرة على فرز الأشخاص من الخارج وقبل الانخراط فى أى علاقة .

هى قلوب بيضاء نقية بطاعة الله وفطرته أعطاها الله البصيرة والحكمة لتنجو من الأرواح الخبيثة وهذه الأرواح الخبيثة تجدها تمتلئ بالذنوب فيضع الله على هذه القلوب ستارا أسود، فلا ترى الحقيقة ويسلط الله هذه الأرواح الخبيثة على بعضها لتهلك إنها إرادة الله وعدله .

وكيف لنا الحصول على هذه القلوب البيضاء؟ أنها بتنقية القلوب من المعاصى والتقرب إلى الله عزل وجل بالطاعة. أن ترحم الناس. أن تغفر لهم. فيرحمك الله ويمنحك بصيرة القلوب ويقرب إليك الأرواح الطيبة ويمنحك الله حماية خاصة تحفظك. أنها مكافحة النفس عن المعاصى وكبح جماح شهوتك .