عصام كرم الطوخى يكتب: لن أتبعك على نحو أعمى

السبت، 23 مايو 2015 10:00 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: لن أتبعك على نحو أعمى ورقه وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصبح الحياة غير محتملة عندما يتمكن منا الشك والريبة فى كل شىء، فهو يدمر خلايا الأمل ويجعلنا نفقد معنى الحياة بداخلنا، إنه يدمر كل شىء، والأكثر عرضة لذلك العقول التى ليست لديها ثوابت أو اعتقادات إيجابية يوزن بها الأمور لذلك فهم عرضة لأى تيار فاسد أو مناخ غير صحى يسلب منهم نعمة الاتزان فى الأمور والتعقل فى إبداء الرأى وأخذ المشورة.

لذلك الواعون بتصرفاتهم وأفعالهم يؤمنون بالتفكير الناقد الذى يحلل ويفسر ويبرهن ويحاول أن يصل إلى نقاط إيجابية تكون عونا لهم على الاستمرارية بدون خلل يفقدهم توازنهم الفكرى، وإن كان ينقصهم الدليل فى بعض ما يعترضهم فإنهم يرجئون الاحكام إلى حين إشعار آخر حتى يؤمنوا ويدعموا أفكارهم بدليل كاف.

فى نفس الوقت قلة الوعى والإدراك وقصور المعرفة الصحيحة والكياسة وضيق الأفق والعتمة الفكرية تجعلنا فى كثير من الأحيان نرفض أى تجديد أو فكرة جديدة وننظر إليها على أنها فاسدة ومدمرة كونها غير مألوفة فى حينها.

ارفض فكرة التعصب حتى لا تسير على نحو أعمى وتصدق كل ما يقال لك، فالتعصب يفقدك نعمة التفكر والتدبر بهدوء ويجعلك ترفض أى شىء لا يدعم عقيدتك أو ما تؤمن به من أفكار، لأنك تركت ذاتك عرضة لرياح التخبط فأصبحت تفكر بطريقة سيئة والتى تعتم بصيرتنا عن الواقع الفعلى والحقيقة الواضحة تجاه الحياة، يجب أن نتوقف ونتساءل إن كان ما يقال هذا يدعمه دليل أم لا حتى نصل إلى حقيقة الشىء بوعى وتقبل ما يقوله الآخر بصدر رحب ما دام هدفنا واحد وهو الوصول للحقيقة فيما نبحث عنه.

ثق أنك لن تصل إلى نتيجة عادلة ما دامت لديك أفكار وأحكام مسبقة ومتغلغلة فى كوامن ذاتك وترفض بدون أن ترى أو تسمع الطرف الآخر فهذا يمنعك من التفكير بعمق ويجعلك تقف عند نقطة معينة لا تريد أن تتعداها، لأنك تفتقد التحليل العقلانى بعمق ورؤية متفتحة ومتطورة بالتفكير الإيجابى والطرق السليمة فى البحث عن حلول التى تجنبك الأحكام المتسرعة والمسبقة، إننا قادرون على الفهم والاستيعاب مادامت لنا مراجعات فيما نقول، بدون تكبر وعناد، فالمعرفة السليمة تفرض نفسها بقوة وتكمل الأخرى وتجعل لدينا القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، لتصعد بنا إلى فهم الأشياء الأكثر تعقيدا، فكل ما حولنا من رقى وعلم بسبب الفكر المتطور والمكمل للآخر بطريقة منهجية سليمة ومتفتحة ومحبة للحياة.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة