وقد افتتح الرئيس جمال عبدالناصر مركز شباب الجزيرة فى 24 يوليو عام 1958، وتولى شاكر عبدالحى رئاسة مركز شباب الجزيرة ليصبح ثالث مدير للمركز، وكان المركز يضم مكتبا لـ«كمال الدين حسين» نائب رئيس الجمهورية، وعادل طاهر المشرف على أنشطة الشباب.
فى عام 1961 أصبحت تبعية مركز شباب الجزيرة للإدارة المحلية، وبدأ العمل فى المركز، وكان مدير المركز فى ذلك التوقيت «عبدالفتاح الطوخى» ونائب المدير «مصطفى الشامى» ومدير العلاقات العامة «توفيق فودة».
وبدأ مركز شباب الجزيرة العمل وكان رئيس المركز عبدالعزيز عبدالله سالم أمين الاتحاد الاشتراكى العربى فى قسم قصر النيل ثم تبعه محمد حسن المرى مدير عام بوزارة الطيران المدنى كرئيس لمجلس الإدارة ثم العميد إسماعيل سرى محمد الضابط بالقوات المسلحة والذى وافقت وزارة الدفاع على عمله بهذه الوظيفة كرئيس لمجلس الإدارة وفى عام 1974 كلف الدكتور نبيه العلقامى كمدير عام لمركز شباب الجزيرة وبدأ خطة إعادة المركز للمنشآت والمرافق وخططها المهندس حسن رشدى كامل وكانت الدولة تدفع 5 آلاف جنيه سنويا كدعم للمركز.
«اليوم السابع» التقت الدكتور نبيه العلقامى مدير مركز شباب الجزيرة، والذى قال إنه مازالت هناك أثار وبواقى للسور الذى بنى فى عام 1956 ليفصل أرض مركز شباب الجزيرة عن نادى الجزيرة، مشيرا إلى أنه جرت عدة محاولات لضم مركز شباب الجزيرة لنادى الجزيرة إلا أن الدولة رفضت هذا الإجراء لأن مركز الشباب هيئة مستقلة، مضيفا أن حسن كامل رئيس ديوان رئاسة الجمهورية فى عهد الرئيس محمد أنور السادات رفض الاقتراب من مركز شباب الجزيرة قائلاً: «إنه خلال التوقيت الذى بنى فيه السور كان أعضاء نادى الجزيرة يمارسون النشاط الرياضى بمركز شباب الجزيرة عن طريق وضع سلم للانتقال إلى أرض المركز والانتقال إلى الجهة الأخرى».
محاولات الاستيلاء على أرض المركز
وأشار الدكتور نبيه العلقامى، إلى أنه فى عام 1968 كان النادى الإسماعيلى مشاركا فى بطولة أفريقيا وكان يعسكر فى نادى الزمالك مضيفا: «فجأة وصل النادى الإسماعيلى إلى مركز شباب الجزيرة وبدأوا فى بناء مستعمرة بداخل المركز، وحصل النادى الإسماعيلى على البطولة وأصبح مقره الجزيرة». وتابع: «بعد حرب 1973 وعقب انتهاء الحرب وعودة الحياة لطبيعتها وافتتاح قناة السويس أراد نادى المقاولون العرب الاستيلاء على ما خلفه النادى الإسماعيلى وشراء موقع الفندق الحالى بالمركز بمبلغ 5 آلاف جنيه ورفض مجلس إدارة المركز رغم إفلاسه المادى فى ذلك التوقيت ووافقت محافظة القاهرة على رفض قرار مجلس إدارة المركز بيع الأرض قائلة «إن المقاولون العرب كانوا يستخدمون أرض المركز فى صورة عقود متتالية ولم يكن يتصور أحد أنهم سيخرجون من المركز». وأضاف «العلقامى» أن النادى الأهلى حاول أن يكون له إرث فى مركز شباب الجزيرة بطلب النادى بتخصيص ملعبين فى داخل المركز إلا أن مجلس الإدارة رفض ذلك الطلب، وتم عرض الأمر على محافظ القاهرة فى ذلك الوقت وكان الفريق سعد الدين مأمون والذى وافق على تخصيص أرض النادى الأهلى بمدينة نصر بمساحة تبلغ 52 فدانا.
وتابع الدكتور نبيه العلقامى أن نادى المقاولون العرب استمر تواجده بمركز شباب الجزيرة إلى أن حدثت خلافات وصراعات وأصدر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك قرارا بترك المقاولون العرب أرض مركز شباب الجزيرة وتخصيص أرض لنادى المقاولون العرب بـ«الجبل الأصفر» وهى حاليا «الجبل الأخضر» كأرض لنادى المقاولون، وفى عام 1983 صدر قرار جمهورى يقضى بتخصيص مركز شباب الجزيرة للشباب، وبدأ العمل فيه وأجريت انتخابات مجلس الإدارة.
هدم حمام السباحة.. ومقبرة الكلاب
وأضاف أنه فى عام 1996 أصدر رئيس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب والتربية البدنية الدكتور كمال الجنزورى قرارا بهدم حمام السباحة فى مركز شباب الجزيرة والذى كان مبنيا على أرض مقبرة للكلاب بنادى الجزيرة قبل ضمه للمركز قائلا «إنها جريمة سوداء ارتكبها رئيس الوزراء». وأوضح الدكتور نبيه العلقامى، أن مركز شباب الجزيرة كان ومازال ملكا للشعب المصرى وهو أكاديمية لإعداد القادة وتخريج الأبطال الرياضيين، مشيرا إلى أن الزعيم جمال عبدالناصر زار المركز فى الافتتاح وكذلك الرئيس محمد أنور السادات زار المركز خلال فترة حكمه وجميع وزراء الشباب أكثر من مرة وجميع المحافظين ورؤساء مجلس الشعب والشورى ووزراء الداخلية كانوا يلتقون الشباب فى احتفالات عيد الشرطة 25 يناير من كل عام بمركز شباب الجزيرة، كما أن المركز كان لديه 29 بروتوكولا فى مجالات التعاون والتبادلات الشبابية مع 29 دولة حول العالم. وأشار «العلقامى» إلى أن قرار المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة بشأن إعادة الوجه المشرق لهذه المؤسسة قرار صائب يؤكد قدرة الوزير على تحويل الرؤى والأفكار إلى واقع، وأن الفرصة أمام الشباب لكى يحافظ وينمى هذه المؤسسة الشبابية الوطنية العريقة التى أصبح عدد أعضائها 200 ألف عضو.
تاريخ المركز
شملت الوثيقة التى وقع عليها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن نادى الجزيرة مقام على قطعة أرض تساوى وقتها نحو 40 مليون جنيه ويتمتع به فئة محدودة من الناس أغلبهم من الأرستقراطيين السابقين، والذين يعتبرون أنهم فئة حرمتها الثورة من ممارسة أرستقراطيتها، فتمارس هذه الأرستقراطية فى هذا النادى، ومن ثم فقد قرر الزعيم جمال عبدالناصر إصدار قرار حكومى باستقطاع جزء منه وتخصيصها للشباب. وقد افتتح مركز شباب الجزيرة كمال الدين حسين رئيس المجلس الأعلى وعادل طاهر السكرتير العام للمجلس والصاغ أحمد مراد مدير المركز واللواء عبدالعزيز صفوت محافظ القاهرة ورئيس المجلس الإقليمى للشباب فى عام 1958، وكان المركز يضم المبنى الرئيسى الذى يضم قاعة للاجتماعات وأخرى للسينما وثالثة للمكتبة وقاعات أخرى للهوايات واللجان الفنية وأول عيادة كاملة للطب الرياضى، ومعرضا للصور التى تثبت أن الرياضة نشأت فى مصر منذ آلاف السنين. وضم المركز المبنى الكبير، وهو عبارة عن غرف خلع الملابس والحمامات ويتسع لألفى شخص، وحمام سباحة يبلغ طوله 50 مترا، وأول ملعب من نوعه للأطفال فى الجمهورية العربية، ومعسكرات جمعيات الكشافة الثلاث. وضم المركز ملاعب حديثة تتضمن 10 ملاعب لكرة السلة و5 ملاعب للتنس و4 ملاعب للكرة الطائرة و5 ملاعب لكرة القدم وملعبان للهوكى ومضمار لألعاب القوى، وملعب للبولو وملاعب للجمباز تضم 16 جهازا وملعبا للسلاح و4 موائد لتنس الطاولة.
250 مليونا لتطوير مركز شباب الجزيرة فى عام 2015
وقال المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة إن تكلفة تطوير مركز شباب الجزيرة بلغت حوالى 250 مليون جنيه، وشمل التطوير حمام السباحة الأوليمبى ومبنى العضوية ومبانى المركز، وحديقة الأطفال والمسرح الرومانى والتراك والبوابات، والملاعب الخماسية والقانونية لكرة القدم، وملاعب التنس الأرضى والاسكواش، وصالات الأنشطة الرياضية. وأشار وزير الشباب والرياضة إلى اهتمام الشباب والمواطنين بمتابعة مشروع تطوير المركز كونه واحدا من المشاريع العملاقة لمنشأ يخدم الشباب، ويتيح لهم ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية بفضل إنشاءاته المتنوعة. وأضاف المهندس خالد عبدالعزيز أن عملية تطوير المركز هى رسالة إلى العالم باهتمام الدولة بالشباب وأنهم فى قلب الحكومة، مشيرا إلى أنه لن تتم زيادة رسوم العضوية الحالية، وأنه جار دراسة فتح العضويات الجديدة بعد الافتتاح وأن رسم الدخول للشباب غير الأعضاء بـ5 جنيهات وفى العطلات الرسمية بـ10 جنيهات. وأضاف الوزير، أن أعمال التطوير شملت إنشاء 5 ملاعب قانونية وملعبين نجيل صناعى و3 ملاعب نجيل طبيعى و7 ملاعب خماسى نجيل صناعى و4 ملاعب ترتان، وملعب الهوكى، و8 ملاعب تنس أرضى، ومبنى الإسكواش الذى يحتوى على 4 ملاعب وملعب زجاجى، ومبنى الساونا، والمبنى الاجتماعى، ومبنى الإدارة والأمن والكافيتريا، ومبنى تغيير ملابس لحمامات السباحة والخدمات، ومبنى تدريب للحاسب الآلى.
وأضاف الوزير أنه تم تطوير صالات وقاعات اللياقة البدنية وتنس الطاول، وجودو، وذوى الاحتياجات الخاصة، وفنون قتالية، وكرة السلة، وقاعة المؤتمرات وجمباز، وتطوير الأسوار الداخلية والخارجية للمركز، وإنشاء مسرح رومانى، وتطوير 2 حمام سباحة منهما واحد تدريبى والاخر ترفيهى للأطفال، ومضمار، وتراك الجرى والدراجات، ومدرجات الملعب الرئيسى، ونادى الفروسية وشراء مستلزمات السباقات، وبارك السيارات ليسع أكبر من عدد من السيارات لراحة الأعضاء.
عضو مجلس «شباب الجزيرة»: صالات المركز احتضنت اجتماعات الضباط الأحرار قبل طمس هويتها
إبراهيم يوسف: الاجتماعات كانت رسالة لتأكيد أن المركز للشعب وليس لفئة معينة والمركز زاره الدكتور على لطفى واللواء زكى بدر وأحمد فتحى سرور
قال إبراهيم يوسف عضو مجلس إدارة مركز شباب الجزيرة إن صالة 10 بمركز شباب الجزيرة، التى كان يعقد بها بعض الاجتماعات الخاصة بالضباط الأحرار لبحث شؤون البلاد تم طمس هويتها منذ عام 1998 بسبب مجالس الإدارات المتعاقبة قائلا: «هذه المجالس لم تكن من أبناء مركز شباب الجزيرة».
وأوضح إبراهيم يوسف، أن صاله 10 كانت ذات طابع معمارى إسلامى وكانت تضم طاولة بيضاوية محاطة بالعديد من الكراسى، لافتا أن مركز شباب الجزيرة كان يعقد به العديد من المؤتمرات والندوات لتوعية الشباب باستضافة الشخصيات العامة والسياسية ليكونوا قدوة للشباب لتحقيق الأهداف، مشيرا إلى أن المركز كان يقام فيه الاحتفالات الخاصة بعيد ثورة يوليو وحرب 6 أكتوبر عن طريق إقامة المهرجانات وعروض الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية.
وذكر إبراهيم يوسف أن مركز شباب الجزيرة كان لدية ما يقرب من 20 بروتوكولا فى مجالات التبادلات الشبابية مع العديد من الدول العربية والأجنبية لتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب هذه الدول فيما يخص الأنشطة الشبابية منها دول «إيطاليا، فرنسا، بلغاريا، تونس، ليبيا، بولندا» موضحا أنه تم عقد بروتوكولى تعاون مع «سلطنة عمان والمملكة المغربية» فى مجالات الرياضة والفنون والثقافة.
وأوضح «يوسف» أن هناك العديد من الفنانين كانوا أعضاء بالفعل فى مركز شباب الجزيرة مثل: نور الشريف وهشام عبدالحميد والراحلة معالى زايد، والمطرب إيهاب توفيق ومحمد أبوداود.
وقال إن أعمال تطوير مركز شباب الجزيرة بلغت حوالى 250 مليون جنيه وهى هدية من الدولة للشباب، مشيرا إلى أن الشباب سيمارس الرياضة بأحدث الأدوات الرياضية وجهاز فنى على مستوى راقٍ، مطالبا الشباب بالحفاظ على مقدرات وممتلكات المركز المكان لإعطائه عامل الاستمرار لخدمة الأجيال المقبلة.
وأوضح أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر زار المركز فى عام 1958، كما زاره العديد من الوزراء والشخصيات السياسية المهمة منها الدكتور على لطفى رئيس مجلس الوزراء الأسبق، اللواء زكى بدر وزير الداخلية الأسبق، الدكتور مصطفى الفقى المفكر والمحلل السياسى، والدكتور عبدالمنعم عمارة وزير الشباب الأسبق، الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق.
وأضاف إبراهيم يوسف، لـ«اليوم السابع» أنه خلال زيارة اللواء زكى بدر وزير الداخلية الأسبق لمركز شباب الجزيرة، تجول بين الشباب قائلا لحراسته الخاصة أعطوا الشباب الحرية فى المشى بجوارى داخل المركز قائلا «أنا بين أولادى».
وأشار إلى أن أعمال التطوير شملت إنشاء 5 ملاعب قانونية وملعبين نجيل صناعى و3 ملاعب نجيل طبيعى و7 ملاعب خماسى نجيل صناعى و4 ملاعب ترتان، وملعب الهوكى، و8 ملاعب تنس أرضى، ومبنى الأسكواش الذى يحتوى على 4 ملاعب وملعب زجاجى، ومبنى الساونا، والمبنى الاجتماعى، ومبنى الإدارة والأمن والكافيتريا، ومبنى تغيير ملابس لحمامات السباحة والخدمات، ومبنى تدريب للحاسب الآلى. كما تم تطوير صالات وقاعات اللياقة البدنية وتنس الطاول، وجودو، وذوى الاحتياجات الخاصة، وفنون قتالية، وكرة السلة، وقاعة المؤتمرات وجمباز، وتطوير الأسوار الداخلية والخارجية للمركز، وإنشاء مسرح رومانى، وتطوير 2 حمام سباحة منهما واحد تدريبى والآخر ترفيهى للأطفال، ومضمار، وتراك الجرى والدراجات، ومدرجات الملعب الرئيسى وبارك السيارات لافتا أن المركز بالكامل مراقب بالكاميرات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة