على رصيف بحر يوسف بوسط مدينة الفيوم
ينتشرون على رصيف بحر يوسف وسط مدينة الفيوم، تراهم صباحا ومساءً، كل منهم يجلس وأمامه "عدته البسيطة" من المعدات اليدوية التى تساعده فى القيام بأى عمل يومى يطلب منهم، يجلسون جميعا فى انتظار أى مواطن أو صاحب عمارة لديه عمل ليأتى إليهم ويختار أيا منهم لتأدية المهمة، وإعطائه أجرة، والأمر ليس بما يبدو عليه من البساطه، وأنه لا يحوى بداخله أية إهانة لهؤلاء، فالإهانة تكمن فى نظراتهم المتلهفة لأى مواطن يقترب منهم، ظنا أنه سيختار أحدهم للعمل معه، والإهانة تكمن فى تفحص صاحب العمل لكل منهم للمفاضلة بينهم، أما الإهانة بمعناها الحقيقى فيختصرها صاحب العمل فى انصرافه عنهم دون اختيار أى منهم، نظرا لأنهم من المرضى وكبار السن.
العمال على رصيف بحر يوسف
فاروق السيد معوض 67 سنة "تجده على رصيف بحر يوسف يجلس ململما جلبابه ومتفقدا تجاعيد وجهه بيديه ويقاوم حالة البأس فى انتظار الرزق بابتسامة خفيفة تنم عن الرضا بالحال.
عامل باليومية: أجلس أيام وأسابيع دون أن يطلبنى أحد للعمل
يقول فاروق، أقيم بعزبة محروس وأذهب يوميا من قريتى لمدينة الفيوم لأجلس وسط العمال على بحر يوسف وسط المدينة فى انتظار أن يأتى مواطن أو صاحب عمل ليستعين بى فى تأدية عمل يطلب منى بالمقابل المادى الذى يقدره صاحب العمل، وأجلس لأيام بل أسابيع دون أن يطلبنى أحد للعمل وأعود إلى أسرتى فى هذه الأيام بلا نقود، كما أخرج من منزلى صباحا.
أحد العمال يضع يده على خده ينتظر الفرج
وأكد فاروق أنه أب لـ6 أبناء لا يعمل منهم إلا واحد باليومية فى القاهرة ويعمل فى أعمال البناء.
أما عبد العليم عطية شعبان 60 سنة فهو يقيم بمنطقة الحادقة بمدينة الفيوم ولديه 5 أبناء، وظل لمدة 30 سنة يدفع تأمينات "عامل عادى" والآن يصرف معاشا شهريا 400 جنيه وهذا المبلغ لا يكفى احتياجات أسرته، مما يضطره للذهاب يومياً للجلوس وسط عمال اليومية على رصيف بحر يوسف فى انتظار أن يطلبه أحد أصحاب الأعمال.
أمام عبد الملك حسن أبو عطا 55 سنة فتجده يجلس بين العمال مصطحبا فى يده بخاخ الفم الذى يستخدمه مرضى الصدر وضيق التنفس، يستخدمه ويعيده بين طيات ملابسه مرة أخرى سريعا، خوفا أن يأتى صاحب عمل ويستبعده لمرضه.
عامل يومية مريض ومعه بخاخة التنفس
عامل باليومية لديه 5 أبناء وليس لدى دخل
وأضاف "عبد الملك"، أقيم بقرية الحريشى وآتى يوميا من قريتى للبحث عن رزقى وأجلس بين عمال اليومية أملا أن يستعين بى أحد للقيام بأى عمل وتقاضى أجرة، فأنا لدى 5 أبناء وليس لدى أى مصدر للرزق، وأبنائى فى المراحل التعليمية بالمدارس، وابنى الكبير مجند بالجيش، واحتاج إلى حوالى 6 من بخاخ الفم كل شهر، نظرا لمرضى وأصرف منهم 2 فقط على نفقة الدولة وعايز إعانة شهرية تمكننى من الإنفاق على أسرتى أو توفير عمل يتناسب مع سنى ومرضى.
أحد العمال يطالب الدولة بالنظر إليهم
عم حسن: أجلس وسط العمال على الرصيف فى انتظار أى عمل أقوم به
أما محمد عبد المعز حسن 55 سنة ويقيم بمنطقة قحافة بمدينة الفيوم، فقال، لدى 8 أبناء وكنت أعمل فى البناء ولكنى بعدما تقدم بى السن لا أستطيع السفر للقاهرة والعمل هناك، لذلك أذهب كل يوم للجلوس وسط العمال على رصيف بحر يوسف فى انتظار أى عمل أقوم به.
العمال: نحلم بفرص عمل تتناسب مع أعمارنا
وأكد العمال أنهم يحلمون بتوفير فرص عمل تتناسب مع أعمارهم وظروفهم الصحية أو توفير إعانات شهرية لهم، مشيرين إلى أنه لم يستمع أى من المسئولين بالمحافظة إلى مشاكلهم، رغم مرورهم بمواكبهم من أمامهم، وأحيانا يتذكرهم المسئولون فى حملات إزالة الإشغالات فيعتبرونهم جزءًا من هذه الإشغالات ويطالبونهم بترك المكان، وطالبوا بنظرة رضا ورحمة من المسئولين لهم.
أحد العمال يطالب بمساعدته
عامل يومية مسن ينظر دوره
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة