محمد خالد السباعى يكتب: مكعب ثلج

الخميس، 21 مايو 2015 10:06 ص
محمد خالد السباعى يكتب: مكعب ثلج ثلج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يقدر لى يوما أن أذق العشق ،الخوف، الهروب والجموح، مكعب ثلج لا يملك القدرة عن الخروج، تملكه الرعب أن يذوب فى كل هذه الأحاسيس، أن يتمتع بها، كل هذه الأحاسيس ما تجعل منا نحن البشر أرواحا مازالت تكره وتحب، تخاف وتطمئن، تجعل منا بشر بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، ولكنه لم يشعر بذلك قط.

تملكه الغرور فظن أن من حوله متاعا وكائنات دون المستوى وأوصد على قلبه مئات الأبواب ليظل جامدا مصمت أمام أى جديد، يتظاهر دائما بالشدة والبؤس وفى بعض الأحيان تتملكه الجدية لتشعر أنك تواجه شخصا له من الرصانة والعقل ما لم يملكه غيره، عنفه طغى على عنفوانه، خبا سجينه الخلابة، غير قوانين الطبيعة ليسود شخص لا تجد له وصف سوى أنه "مكعب ثلج".

ولكن تأتى لحظة عشق ما حركت بداخله نزعت خوف والتى بدورها جعلته يبحث عن الطمأنينه وبذلك يبدأ النبض من جديد فى زعزعة ما لم يقدر عليه زمان بأكمله، ولأول مرة يشعر تجاه شخصا بشىء ما، يا الله على من صور لنفسه هالة وهمية، سعى كل السعى للحفاظ على إطارها المصمت، ايتحرك أخيرا ويبتسم، نعم ابتسم حتى يظهر لك أن هناك بعض الشقوق قد ظهرت بوجهه لافتقاده هذا النشاط (الابتسام)، ليس هذا فقط بل أنه يجلس مستمتعا بكل ما فيها، نظراتها، ضحكتها، حيوية تنتشر وسط إرجاء بيت عتيق لتبعث فيه الحياة من جديد، لمستها فى سلامها ما جعلت قواه تخر مستسلمة، ويخرج تألقه خارج حلته المهندمة ويطلب أن يرقص، نعم طلبها بل أن جسده شعر أنه يجب أن يقوم بكل هذه الحركات الراقصة ليخبر العالم أن هناك مولودا جديدا ولد فى حضرة السيدة الجميلة، مخلوق ظهر من داخل صمت كبير لا يريد شيئا سوى أن يكون إنسانا، انسانا فقط.

نعم تراقصوا وامتلأ المكان حرارة ونسى أنه يوجد من البشر سواهم على الأرض، وتوقف العازفون فور سقوط المطر فذهب الجميع ولكنه لم يتوقف عن الرقص حتى أن عيناها تسأل، فرد ولأول مرة تسمع صوته "المطر مزيكا" وظلوا حتى توقف المطر وساد صمت طويل ولكن هذه المرة مختلف، فهذا صمت تملأه حياة، تشعر بداخله بكلمات تهز الكون ويقرر أن يقطع هذا الصمت معلنا عن ما بداخله من أول نظرة وكاشفا عن ما كان عليه ومدى تغيره منذ أن وجدها.

الحياة ليست بالطول الذى ننظر له بها، بل أنها محدودة الوقت لقضائها داخل حلة مهندمة ووجه عبوس، اخرج من قوقعتك، تعرف على أناس، جيد سىء أيا كان، أعرف إنك واحد من مليارات وأن اكتئابك أو فرحتك لن تهز الكون فى شىء ولكنها ستهز عالمك وعالم من تحب، وأعلم دائما أن هناك من ينتظرك ومهما طال هذا الانتظار فانك ملاقيه لا محالة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة