"كان هتلر يكره الأرمن، الذين كان يعرف مصيرهم المأساوى، أكثر مما كان يكره اليهود، كما كان يعتبر الإمبراطورية "الأتاتوركية" نموذجا سعى دائما لمحاولة تطبيقه"، هكذا يصور المؤرخ الألمانى شتيفان إيريش، فى كتابه الجديد "أتاتورك فى مخيلة النازيين" مدى إعجاب اليمين الألمانى بالحكم التركى تحت راية مؤسس الدولة التركية العلمانية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وأكد المؤرخ الألمانى، كذلك فى كتابه الذى أسسه على دراسة قام بها وأثارت ضجة كبيرة فى الصحافة التركية، أنه لا يمكن إنكار أوجه التشابه بين الزعيم الألمانى النازى أدولف هتلر وأتاتورك، الذى اعتبره الأول قدوة له.
وقال المؤرخ الألمانى فى حوار مع موقع قنطرة الألمانى للحوار مع العالم الإسلامى حول كتابه: "كان أتاتورك من وجهة نظر الأوساط اليمينية بالنسبة لألمانيا فى تلك الحقبة بمثابة شىء ناجح بعيد المنال، حيث تمكن بقوة السلاح من إعادة النظر فى معاهدة سيفر وتعديلها، تلك المعاهدة التى تم فرضها على بلاده عام 1920 وكانت تنص على تفكيك الدولة العثمانية، بالإضافة إلى تقسيم الأراضى التركية بين القوى الأجنبية".
وأشار المؤرخ الألمانى فى حواره إلى أن بلاده رفعت دائما من شأن النموذج التركى، وأن مئات المقالات فى الصحافة الألمانية عبرت عن الإعجاب الدائم بأتاتورك بفضل إنجازاته والطريقة التى وحد من خلالها شعبه، وعارض بنجاح الإملاءات المفروضة على تركيا من قبل القوى الغربية المنتصرة فى الحرب العالمية الأولى والتى كان يجب على ألمانيا أيضا الخضوع لها، مضيفا"تزامن ذلك مع رفع شعارات ألمانية تنادى بالحاجة للتعلم من الدرس التركى".
وفى السياق ذاته لفت المؤرخ الألمانى إلى صحيفة "المراقب الشعبي" النازية والتى كان يتم فيها تمجيد "تركيا البطولية" ودورها "الرائد فى الكفاح"، وأن "المرء فى ألمانيا لن يفشل ذات يوم فى تطبيق الأساليب التركية"، وأن كل ذلك تم بإملاءات من هتلر.
وذكر شتيفان إيريش فى كتابه أن الصحف الألمانية شنت حملة ترويج ضخمة للنموذج التركى، حتى أن صحيفة "الوطن" النازية، كتبت فى عنوانها الصادر فى 27 أكتوبر عام 1923 قبل أسبوعين فقط من الانقلاب الذى قام به هتلر "هنا حكومة أنقرة"، مشيرا إلى أن أنقرة كانت نقطة انطلاق ثورة أتاتورك الوطنية.
وتطرق المؤرخ الألمانى فى كتابه أيضا إلى دفاع هتلر أمام المحكمة عن نفسه، والذى أشار فيه إلى تركيا للرد على اتهامه بـ"الخيانة العظمى"، مستشهدا بالنموذجين التركيين أنور باشا ومصطفى كمال أتاتورك كنموذج مثالى للوطنية.
وذكر شتيفان إيريش أيضا أنه بالرغم من فشل هتلر فى التشبث بالنموذج التركى للدفاع عن نفسه إلى أن الأحداث فى تركيا ظلت متصدرة عناوين الصحف الألمانية، وأن هتلر كان يمجد كفاح أتاتورك "المسلح"، حتى أصبح تمجيد أتاتورك طقسا مقدسا للنازيين، بل و"عقيدة رسمية" فى دولة هتلر.
موضوعات متعلقة
.. - حينما تكلم أبو الهول فعلا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة