د. عماد الكاشف يكتب: جامعة الإسكندرية وفوضى الطلاب إلى أين؟

السبت، 02 مايو 2015 02:04 م
د. عماد الكاشف يكتب: جامعة الإسكندرية وفوضى الطلاب إلى أين؟ جامعة الإسكندرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تربّى جيلنا وأجيال كثيرة سبقتنا على كثير من القيم والمبادئ انطلقت من قاعدة الاحترام والتقدير لمن علمونا وغرسوا فينا حب المعرفة وحب القيم، وأصبح شعارنا هو من علمنى حرفًا صرت له عبدًا، ولكن تبدد هذا الشعار ابتداءً من مدرسة المشاغبين كما صورتها السينما المصرية، وحتى يومنا هذا وبدعوى أن كل إنسان حر، فأصبح يفهم حريته على أنها بتبدأ من هجومه على الآخرين وسلب حريتهم، وتبنى كل إنسان مبدأ من ليس معى فهو ضدى، وصار هذا هو حال مجتمعنا والأمر بطبيعة الحال انعكس على كل مؤسسات الدولة بما فيها الجامعات المصرية، فقوام الجامعة وأركان بناؤها هم الأساتذة والطلاب فضلا عن المنشآت، فإذا ما رأينا أن الأساتذة لا يستطيعون أن يقوموا بشرح دروسهم لطلابهم؛ لمجرد أن هذا الطالب أو تلك الطالبة لا يعجبهم رأى استاذهم، أو أنهم يلفظون ما يقول لكونه لا يعجبهم فهم بذلك يحاولون هدم الركن الركين والأساس الذى قام عليه الصرح التعليمى، وهو الأستاذ وبسقوطه تنهار وتسقط معه العملية التعليمية.

إننا فى الجامعة تَعلمنا معنى حرية الرأى ولا ينكر أحد ذلك، فالجامعة هى البوابة الأولى للإنسان الذى خرج لتوه من مرحلة التعليم الأساسى ليتعلم ويُناقش ويكتب ما يريد، حتى إن كثيرًا من الأساتذة يرفضون أن يكون هناك كتاب واحد لمادة التخصص، فيحيلون الطالب لكثيرٍ من الكتب؛ بدعوى تنوع المعرفة وتباين الأفكار- ولكن- فى الآونة الأخيرة انقلبت الأحوال وتبدلت وارتفعت الأصوات حتى ولو لم يكن لها الحق فأصبحنا نرى كثيرًا من الطلاب يرفضون جداول الامتحانات، بل ويصل بهم الأمر إلى رفض الامتحانات ذاتها، ورفض المواد، ورفض رأى الأساتذة، ورفض مواعيد المحاضرات، والرفض هذا لا عن اقتناع، فقط لمجرد الرفض، وإذا خالف الأستاذ، أو العميد، أو أى مسئول رأيهم، يعتصمون، ويقومون بمظاهرة، فيضطر المسئولون إلى تلبية طلبهم خوفًا على الصالح العام، وحرصًا على المنشآت، وعدم تكدير السلم وإيثارًا للسلامة، هذا هو المنطق الذى أصبح يحكم الجامعات المصرية، بل تطور الأمر كثيرًا، فبدأت تظهر آراء سياسية، وأحزاب داخل الجامعة، هذا اخوان وهذا سلفى وهذا شيوعى وآخر ليبرالي، وتناسوا جميعًا أن الجامعة مكان للعلم والتعليم فقط. وأن طلاب الجامعات المصرية حينما قادوا مسيرة الحركة السياسية فى سنة 1919، كان ذلك لإيمانهم بوجود مستعمر، أما نحن فلسنا مستعمرون، ولا تجمعنا روح التفرقة، فلما التحزب والشقاق؟!!.

لقد تطور الأمر لأكثر مما ذكرت، ففى جامعة الإسكندرية على سبيل المثال أصبح الأساتذة يتعرضون لأكثر من الخلاف، وهو اتهامهم بالتحرش وإهانة سمعتهم أمام الجامعة وأمام أسرهم بما لا يليق مع مكانتهم العلمية، وقدسية المكان الذى ينتمون إليه، وأصبح الأمر خطرًا، ففى الأسبوع الماضى تعرض أستاذ جليل يُعرف بخلقه الطيب الكريم، إلى واقعة مُشابهة، والأمر فى حقيقته مضحك ومُبكى فى نفس الوقت، فالرجل طاهر السلوك رفيع الخُلق عظيم العلم كما عهدناه، حينما اختلف الطلاب معه فى الرأى، اتهموه بما لا يليق وهو منه بُراء واشهد الله على ذلك.

فأين طلابنا الذين نسوا أن العلماء ورثة الأنبياء وأن من علمنى حرفًا صرت له عبدًا؟! وأين المجلس الأعلى للجامعات ليحافظ على ركن أساسى فى العملية التعليمية ويضع الضوابط، والقوانين؟!!؛ ليُعيد الأمور إلى نصابها، ومسارها الصحيح.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

طالب

فوضى الشفوى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة