وأوضح أحمد عامر، أن اللقب الكامل لأى عامل فى الجبانة الملكية خلال الأسرة الثانية عشرة هو "الخادم فى المكان العظيم"أو"الخادم فى المكان الجميل لجلالة الملك"،وكان يطلق عليهم فى عصر الرعامسة لقب"خدام ساحة الحق"وكانوا ينقسمون إلى مجموعتين هما اهل اليمين وأهل اليسار وربما كان إنقسامهم عائداً إلى طريقة عملهم فى المقابر الملكية التى كانوا يعملون بها حيث كان يقسم العمل إلى مجموعتين إحداهما تعمل إلى يمين المقبرة والأُخرى تعمل إلى اليسار،وكان المسئول عن كل مجموعة سواء فى المقبرة أو المدينة شخص يحمل لقب "كبير العمال"وكان يُعينه وزير يقوم بتوزيع العمل على العمال وكان يشرف على توزيع الحصص التموينية"الأجور"ويساعده فى عمله "نائب كبير العمال"ثم يأتى فى المرتبة الثالثة "كاتب المقبرة"الذى كان يسجل العمل المنفّذ فى المقبرة الملكية ويوزع مواد وأدوات البناء من المستودعات الملكية ويسجل المتغيبين عن العمل،وقد عُثر على "أوستراكا" مؤرخة بالعام الأربعين من حكم الملك "رمسيس الثالث"محفوظة بالمتحف البريطانى كُتب عليها رئيس العمال أسماء عماله البالغ عددهم ثلاثة وأربعين عاملاً وأمام كل اسم عدد أيام الشهر التى غابها عن العمل كما كُتب أعذار التخلف بالمداد الأحمر أمام كل تأخير وكان من ضمن هذه الأسباب المرض، لدغة العقرب، الذهاب إلى تقديم القرابين للمعبودات وكان بعض العمال يوصفون بالألقاب التى تدل على مهنتهم الأصلية فنجد من بينهم قاطع الأحجار، الحفار، النحات، النقاش والرسام.
وأضاف أحمد عامر، أنه إلى جانب العمال الحرفيين نجد أنه كان يوجد فريق من العمالة المساعدة من العاملة والمموليين الذين كانوا أساساً من المزراعين وقاطعى الأخشاب والسقائين والصيادين وكانوا مسئولين عن نقل المواد الغذائية ومعدات العمل، كما تذكر النصوص أيضاً حُراس المقابر الملكية التى لم ينته العمل بها، وطانت الأجور تصرف فى شكل مواد غذائية من الصوامع أو المخازن الملكية وأحياناً ما كانوا يمنحون مكافأت تشجعية من الملك فى مناسبات مختلفة مثل الجعة المستوردة،اللحوم، ملح النطرون، قطع من القماش أو النحاس كما كانوا يمتّعون بالأجازات وعطلات الأعياد الكثيرة فكانوا يمنحون ثلاثة أيام كعُطلة كل شهر،وكان هناك مكتب لإدارة شئون طائفة العمال الذى كان يحتوى على أرشيف يقوم الكتبة بوضع التقارير فيه عن حياة العمال الجماعية ومشاكلهم فى القرية، وقد تألف مجتمع العمال أيضاً من زوجات وأطفال العمال وكان بعض الأولاد الصغار يمارسون الأعمال المؤقتة مثل توصيل الرسائل ولذلك عرفوا بـ "أطفال المقبرة" بالرغم من أنهم لم يدرجوا رسمياً ضمن قوة العمل وإذا لم يحالفهم النجاح فى العثور على مكان ما بين الشباب الذين أُدرجت أسمائهم كعمال فقد كان يتعين عليهم مغادرة القرية والبحث عن عمل فى مكان آخر، ويجب علينا أن نتذكر مدى التقدير الذى كان يناله العمل فى مصر القديمة على مر العصور حيث نجد ما جاء فى نصين من عصر الدولة الوسطى أحدهما نقش لقائد حملة يذكر فيه بعد أن أكد أنه لم تحدث آية وفاة أثناء العمل "لقد عاملتُ جميع رجالى بكثير من الطيبة ولم أنادِ العمال صائحاً على الإطلاق".
موضوعات متعلقة..
"العاملين بالآثار"الفساد وتعطل الكاميرات وراء تصوير أفلام إباحية بالأهرامات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة