مدير مكتب القرضاوى السابق يواصل انتقاده لمنهج الإخوان ويستمر فى طرح المراجعات.. عصام تليمة: الجماعة طالبتنى بتقديم حلول.. ويدعوهم للجوء إلى مراكز بحوث علمية عالمية.. وخبراء: محاولة تهيئة لتقبل تنازلات

واصل عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق والمتواجد فى تركيا، قيادته لسلسة المراجعات داخل الإخوان، التى كان قد بدأها منذ 3 أسابيع، وكشف "تليمة"، خلال المراجعة أن الإخوان طالبوه بتقديم حلول وليس انتقادهم، مؤكدا أن هذه الطريقة لا علاقة لها بالدين.

وقال تليمة، فى تصريحات كتبها على حسابه الرسمى على "فيس بوك"، إن بعض الإخوان عندما تنتقد الجماعة وبعض مواقفها، وأسباب الخلل فى أدائها، يرفض نقدك قائلا: ليس لك أن تنتقد أدائى أو عملا ما أقوم به حتى تأتينى ببديل أفضل، وإلا فاتركنى وشأنى؟".

مراجعات عصام تليمة

وأضاف مدير مكتب القرضاوى السابق، أن هذا القياس الذى تقوم به جماعة الإخوان باطل، وتابع: "قد تكون قدرتى فقط هى رؤية الخطأ، وتحذيرك منه، ومحاولة تصويبه لك، لكن كيف التصويب ليست هذه وظيفتى، هناك مراكز بحوث علمية عالمية ليس لها من مهمة سوى أمر واحد قياس أداء المؤسسات، وبيان مواضع الخطأ، أما العلاج والحل، فهذه مسئولية ومهمة مؤسسات أخرى كبرى معترف بها، والتنفيذ يكون مهمة مؤسسات أخرى كذلك، وهكذا الدنيا فى كل تخصص".

واستطرد تليمة: "أعلم أن أناسا فى الإخوان تحتاج للإقناع بمبدأ أن يضاف للإقناع العقلى دليل من الشرع، ولا بأس فى ذلك، والنموذج البارز فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك هو قصة الأذان فى الإسلام، فقد تمنى عمر بن الخطاب أن يكون للمسلمين وسيلة تخبرهم بالصلاة وموعدها، فرأى سيدنا عبد الله بن زيد الأذان فى منامه، فذهب يخبر النبى صلى الله عليه وسلم، فقال له: حفظها بلالا فإنه أندى صوتا منك.

واستطرد: "أعرفت يا عزيزى الإخوانى فردا كنت أم مسئولا أن النقد والمراجعة تقبل حتى ممن لا يمتلك حلا لمشكلتك، ويكفيه أنه كان ناصحا لك، ومنبها إلى خطأ ربما يودى بحياتك، فدورك يبدأ بعد تنبيهك للخطأ، ودلالتك عليه بأن تعترف به، ثم تبحث عن علاج مناسب لهذا الخطأ، أما الرفض وعدم القبول بالنقد بدعوى: ليس فى الإمكان أبدع مما كان، فهو كلام سيودى بك إلى الهاوية".

لم تأت بنتيجة حتى الآن

من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق لجماعة الإخوان، إن مراجعات عصام تليمة لم تأت بنتيجة حتى الآن، لأن تصعيد الجماعة ما زال مستمرا ولم ينته بل إن مجموعات العنف ما زالت تزيد من عملياتها الإرهابية.

وأضاف لـ"اليوم السابع" أن مراجعات عصام تليمة، تحتاج إلى مساعدات من قبل قيادات أخرى داخل الإخوان ممن ينتمون للتيار الإصلاحى، موضحا أن أعضاء التنظيم دائما ما لا يعترفون بالأخطاء على الإطلاق، لذلك يرفضون نقد أحد لممارساتهم.

محاولة لتهيئة الإخوان لتقبل تنازلات

فيما أضاف هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن ما قاله عصام كلام عام وليس فيه تحديد ووضوح وتخصيص للقضايا الرئيسية المستهدفة بالمراجعة والنقد، وهذا يفهم منه أنه قد يكون بالونة اختبار، خاصة أن تليمة من المقربين من الشيخ يوسف القرضاوى.

وأوضح النجار أن هناك تحركا مصاحبا للتحرك السياسى الذى يقوم به الشيخ راشد الغنوشى المقرب من الدكتور القرضاوى، فى محاولة لتهيئة الإخوان لتقبل تنازلات فى حال نجاح مساعى الغنوشى عبر الوساطة السعودية.