فقد أبعدت إندونيسيا وماليزيا وتايلاند قوارب المهاجرين التى تحمل أشخاصًا غالبيتهم من أقلية الروهينجا المسلمة. ويقول المهاجرون إنه ليس بوسعهم العودة إلى ميانمار، المعروفة كذلك باسم بورما، حيث لا يُعترف بهم كمواطنين هناك كما أنهم يتعرضون للاضطهاد بصفة منتظمة.
"هناك سبب واحد فقط"، حسبما قالت كريس ليوا الخبيرة فى شئون الروهينجا والمقيمة فى بانكوك.
وأوضحت ليوا قائلة: "المسلمون فى ولاية راخين الغربية يواجهون قمعًا مفرطًا بحيث يشعرون أنه لا خيار أمامهم سوى الرحيل - (وهو ما يكون) فى العديد من الحالات بأى وسيلة ضرورية."
ويرجع التمييز إلى استقلال بورما عن بريطانيا، بحسب مراقبين، لكنه ينتشر بصفة خاصة فى راخين حيث يقول نحو مليون من الروهينجا إنهم يواجهون عداوة شديدة من الأغلبية البوذية.
ويقولون إنهم ضحايا سياسة رسمية من الفصل دفعتهم للعيش على هامش منطقة فقيرة أصلاً.
بالمقابل، دأبت الحكومات المتعاقبة فى ميانمار -ومنها ذات العقلية الإصلاحية فى السنوات القليلة الماضية- على القول إن مسلمى الروهينجا ليسوا جماعة عرقية فعليًا، وأنهم فى واقع الأمر مهاجرون بنغال يعتبرون بمثابة أحد آثار عهد الاستعمار المثيرة للخلاف. ونتيجة لهذا، لا يدرجهم دستور ميانمار ضمن جماعات السكان الأصليين الذين من حقهم الحصول على المواطنة.
وتصنف الأمم المتحدة الروهينجا باعتبارهم أقلية دينية ولغوية غربى ميانمار، وتقول إنهم من بين أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد فى العالم، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، ركب أكثر من 120 ألفًا من الروهينجا قوارب فى محاولة للهرب إلى دول أخرى، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
ولأن كثيرين منهم لم ينجحوا فى العثور على دولة مستعدة لاستقبالهم، أصبحوا فى الواقع موضع صد ورد فى أنحاء جنوب شرقى آسيا دون أن يعثروا على موطن دائم وانهم غير مرحب بهم على الإطلاق"، بحسب كريس ليوا الخبيرة فى شئون الروهينجا.
السؤال هو هل يمكن حل مشكلة الروهينجا؟
"ليس حتى يضغط المجتمع الدولى على ميانمار من أجل تحسين حياة أقلية الروهينجا.. لأن بورما فى نهاية المطاف هى الوحيدة القادرة على حل المشكلة"، بحسب كريس ليوا الخبيرة فى شئون الروهينجا. ويشير منتقدون إلى أن ما يحدث الآن هو بعدة طرق نتيجة لإخفاق دول جنوب شرقى آسيا فى التحرك على نحو حاسم، ويرى المنتقدون أن هذه الدول ظلت طيلة سنوات تتجاهل بهدوء محنة الروهينجا، وكنتيجة لهذا تجد هذه الدول نفسها الآن محاطة بأزمة إنسانية تزداد وطأة. بالإضافة إلى هذا، يقول المنتقدون إن هذه الدول امتنعت عن مناقشة الأمر فى مؤتمرات إقليمية خوفا من إثارة استياء ميانمار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة